رئيس مجلس الادارة
أحمد السيد النجار
رئيس التحرير
محمد عبد الهادي علام
وبعدها بـ17 عاما وعلى غرار تلك العملية نفذ بنفس الأسلوب الهجوم على فرقاطة سعودية الأسبوع الماضي،بواسطة زوارق مفخخة و عملية انتحارية، أدت إلى مقتل جنديين وإصابة آخرين في الهجوم، وأعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة السعودية، أن العملية تم تنفيذها والتخطيط لها من قبل جماعة الحوثي في اليمن، والتي تقود السعودية تحالفا للقضاء عليها والعمل على إعادة الشرعية في اليمن. والحقيقة أن العمليتين المتشابهتين ، ورغم مرور فترة زمنية طويلة بينهما إلا أنهما يؤكدان أن منطقة البحر الأحمر وباب المندب تحت مرمى الإرهاب، ورغم أن هدف كل عملية يحاول المروجون له تحويله في مسار الانتقام من العمليات العسكرية فإن الأمر واضح أن هناك خطورة حقيقية على أمن واستقرار البحر الأحمر ذلك المجرى الملاحي المهم بالنسبة للمنطقة، ولمصر بشكل أساسي لأنه يشكل الامتداد الطبيعي لقناة السويس. وإذا نظرنا إلى تلك المنطقة وهي باب المندب نجد أنه مضيق مهم جدا، ومؤثر بشكل اساسي على البحر الأحمر وعلى سير العمليات العسكرية لأي دولة تخوض معارك به، ولا يمكن أن ننسى الدور الذي نفذته القوات البحرية المصرية في حرب اكتوبر 1973، عندما أغلقت باب المندب في وجه الملاحة الدولية المتجهة الى إسرائيل، وكان لها دور رئيس في طلب وقف إطلاق النار، وكان أول طلب إسرائيلي وقتها فك الحصار عن مضيق باب المندب حتى تعود الحياة إليها مرة اخرى، اذن فهو مجرى مؤثر وخطير رغم أنه في حرب أكتوبر كانت قناة السويس مغلقة أمام الملاحة العالمية، ولم تتأثر مصر إلا أننا في الوقت الحالي سوف تتأثر مصر كثيرا إذا وجدت جماعات إرهابية في تلك المنطقة، تهدد الملاحة في البحر الأحمر، والتهديد هنا لا يقصد به القطع البحرية الحربية فقط بل أيضا للملاحة بجميع أشكالها. إن الإرهاب في المنطقة أصبح يطور من أسلوب الأداء الذي يعمل به، و هدفه الأول والأخير الوصول إلى عدم الاستقرار في المنطقة وإثارة الرعب والفزع تحت اي مسمى بالنسبة للدول، وصل الآن إلى تنفيذ عمليات إرهابية بحرية ضد قطع عسكرية،وهو تطور جديد لم نشهده منذ البدء في عمليات الحرب على الإرهاب منذ عام 2011 حتى الآن ، وكأن الجماعات الإرهابية تريد أن ترسل رسالة واضحة أنه يمكن استهداف القطع البحرية أيضا. لقد أدركت مصر منذ فترة الخطر القادم من البحر الأحمر في ظل تنامي الجماعات الارهابية في المنطقة ، والقرن الإفريقي، لذا فقد أخذت القيادة السياسية والقيادة العامة للقوات المسلحة على عاتقهاعمليات تأمين البحر الأحمر من الإرهاب والإرهابيين الذين يسعون للعبث بمقدرات شعوب المنطقة، فكان التسليح المصري للقوات البحرية على أحدث مستوى لاتاحة الفرصة للقوات للتعامل مع جميع أنواع التهديدات التي تؤثر بشكل أساسي على الأمن القومي المصري، ثم جاء بعد ذلك إنشاء الأسطول الجنوبي، ولواء للصاعقة البحرية في مدينة سفاجا، لتكون بذلك القوة الجنوبية القادرة للوصول الى اي هدف خارج حدودنا وفي أي موقع يسعى إلى تهديد المجرى الملاحي في البحر الأحمر. وقد كانت البداية في وجود حاملة الطائرات جمال عبد الناصر التي ستحمل على سطحها الطائرات المروحية الحديثة (كا 52) المعروفة بالتمساح، لتصل إلى أي موقع يخطط فيه الإرهابيون لتنفيذ عمليات إرهابية، بالإضافة إلى قدرة الحاملة على حمل عربات مدرعة ودبابات لتنفيذ عملية ابرار للسيطرة على الوضع على الأرض بالتعاون مع الدعم الجوي. ان البحر الأحمر شريان حيوي مهم تسعى العديد من الدول للسيطرة عليه وتدعم جماعات بعينها لتنفيذ ذلك، وايضا هناك الجماعات الإرهابية المنظمة التي طورت أسلوبها الإرهابي، وأيضا تحقيق مكاسب مادية من خلال عمليات القرصنة على السفن. لا يمكن أن تمر العملية الارهابية ضد الفرقاطة السعودية دون التعامل معها بمنتهى الدقة ومعرفة أبعادها ومن خلفها لأن ما حدث تطور نوعي خطير في الفكر الإرهابي وبخاصة مع القطع العسكرية . [email protected]