هوامش حرة
ليلة فرح

خرج المصريون بالآلاف فى منتصف الليل يطوفون الشوارع يحملون علم بلادهم ويرددون الأغانى الوطنية ويحتفلون بفريق مصر الفائز فى مواجهة ضارية أمام فريق “ بوركينا فاسو” فى كأس إفريقيا فى الجابون .. منذ سنوات لم يخرج المصريون بهذه الأعداد منذ أن انقسموا على أنفسهم شيعا وأحزابا وفرقت السياسة أبناء الأسرة الواحدة كل فريق فى اتجاه الأسرة والام والأب والأبناء .. كره المصريون حياتهم أمام الانقسامات التى شردتهم وجعلتهم يتوجسون فى بعضهم البعض وفى لحظة إنسانية مبدعة وجميلة عادت الأجزاء المتناثرة تلتئم مع بعضها لنرى هذا الكيان المتماسك فى لحظة فرح .. كنا نحتاج لحظة فرح تجمعنا أمام هموم كثيرة أرهقت قلوبنا .. كان شباب هذا الوطن يحتاج إلى ان يلتف حول علم بلاده مرة أخرى .. كنا فى حاجة ان نسترد وجه مصر فى لحظة نفرح فيها بعد ان نسيناها أمام خلافات ومعارك وتصفيات رغم اننى لست من مشجعى كرة القدم إلا اننى اشعر بمشاعر أخرى حين يلعب الفريق المصرى مباريات خارجية فيها تحديات وسمعة وطن وتاريخ شعب .. كان المصريون رغم بعد المسافة بيننا وبين فريقنا الذى يلعب فى الجابون يلتفون حول فريقهم ويعيدون ذكريات انتصارات سبقت وأيام فرحنا فيها أمام رجال دافعوا عن سمعة هذا الوطن.

منذ عشرات السنين لعن الشيخ محمد عبده السياسة وقال كلمته الشهيرة لعن الله السياسة وسائسا ومسوسا وبارك الله فى علم وعالم ومتعلم .. ولم يكن غريبا ان تفرقنا السياسة وتجمعنا فرحة فى رحاب كرة القدم وفريق من الشباب قدم لوطنه فرحة جميلة فى ليلة سهرت فيها مصر حتى الصباح لتعيد لهذا الشعب إحساسا جميلا ومشاعر طيبة أمام حشود من البشر خرجت هذه المرة تحتفل بانتصار فريقها القومى فى مواجهات جادة لم يكن انتصار الفريق المصرى نصرا للمصريين فقط ولكنها ليلة فرح لكل العرب خاصة ان الفريق المصرى صمد حتى النهاية وكان الفريق العربى الوحيد فى المسابقة .. فرقتنا السياسة وجمعتنا الرياضة فى ليلة فرح جميلة.. يارب كثر أفراحنا لنفرح غدا بكأس إفريقيا.



[email protected]
[email protected]
لمزيد من مقالات فاروق جويدة