قادرون على الإنجاز

فى الدور قبل النهائى لكأس الأمم الإفريقية لم تكن فقط لمجرد الفوز فى مباراة لكرة القدم فى بطولة قارية بقدر ما كانت سعادة بالغة بقدرتهم على الإنجاز والتفوق، وأنهم قادرون على صنع المعجزات فى زمن لا يعرف المعجزات، فمصر كلها من شرقها إلى غربها تتوق وتتطلع للإنجاز فى مختلف صوره وفى شتى المجالات، لكى ننهض اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا ورياضيا.

روح الأصرار على الفوز التى ظهرت جلية فى أداء المنتخب الوطنى يجب أن تكون شعارنا المرفوع دائما أبدا بلا كلل ولا ملل، وأن تصبح قوة دفع لنا جميعا فى مواقع عملنا، بصرف النظر عن كبر وصغر اعمالنا، لأن الحصيلة فى النهاية ستكون كبيرة وفوائدها عامة، فتركيزنا يتعين أن ينصب على القيمة وليس الكيف، إذ إن هناك من لا يقبل ببعض الأعمال على اساس أنها لا تليق به وبمستواه الاجتماعى وبدراسته، ويرفضها انتظارا لما هو أكبر، وانظروا إلى ما يعلن بين الحين والآخر عن توافر فرص عمل فى القطاع الخاص لا تجد من يشغلها لإعراض الكثيرين عن التقدم لها للعامل السالف ذكره.

إنجازنا الكروى أيضا مؤشر قوى على أفضلية العمل الجماعى وفائدته الجمة، وحتمية تضافر جهود الجميع للعبور إلى بر الأمان والسلامة، تضافر بين الأفراد والمجتمع المدنى والأحزاب والدولة، وبين الدولة والقطاع الخاص فالكل فى بوتقة واحدة وداخل مركب واحد، وأن يتجه تفكيرنا الجماعى لغاية واحدة هى النجاح ولا شيء أقل من النجاح بغض النظر عن الصعوبات والتحديات القائمة، فهذه التحديات والمصاعب ستزول أمام قوة اندفاع الإرادة والعزيمة الهادرة. إن الانجاز الكروى جاء فى توقيت صحيح ليحفزنا على العمل الجاد والشاق، ويفجر داخلنا كل مكامن ومصادر القوة.

لمزيد من مقالات رأى الاهرام