رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

هوامش حرة
الحب أبدا لا يموت

بعض الناس يعتقد الآن أن رصيد المشاعر قد تراجع وان الحب أصبح ضيفا غريبا بيننا وان القلوب تجمدت ولم تعد كما كانت يوما قادرة على أن تزين وجه الحياة بالأمل والفرحة..كثيراً ما يتساءل الإنسان هل زمان الحب مضى ام أن هناك قلوبا مازالت قادرة على العطاء إذا كانت قلوب الأبناء قد تراجعت فيها الرحمة فإن قلوب الأمهات مازالت تعيش وتحب وتتألم..مازالت هناك الأم التى تضحى بكل شىء من اجل ان تقدم للوطن شهيدا يؤمن بترابه..مازالت هناك الطبيبة التى تسهر على مريض بين الحياة والموت ومازال هناك الأب الذى يعمل ليلا ونهارا من اجل لقمة عيش كريمة.. وقبل هذا كله مازالت هناك فتاة وهبت قلبها لمن أحبت رغم فقره وظروفه وفضلته بحبها على آخرين لديهم ظروفا أفضل..مازالت قصص الحب تملأ الأوراق بين شباب لا يملكون الأشياء ولكنهم يملكون المشاعر.. فى بعض الأوقات من السنة تتجمد الأرض وتصبح غير قادرة على احتضان الجذور والأوراق والشجر ولكن حين يظهر ضوء الشمس ويطل الربيع فى الأفق تنتفض الجذور مرة أخرى وتعلن قدوم زمن أخر وأشجار اخرى..ولا يعنى أبدا ان الحياة أجدبت اذا توقفت القلوب قليلا عن الإحساس أو ان تأخذ المشاعر أجازة قصيرة أمام واقع صعب وظروف قاسية..قد يغيب الربيع بعض الوقت وقد يختفى تماما عن عيون لا تراه ولكنه سرعان ما يعود حاملا معه أياما من البهجة..أن الأرض أحيانا ترتاح قليلا فلا تنجب ولكنها سرعان ما تجدد شبابها وتعيد للنجوم مسارها وللشمس دفئها ويصرخ فى أعماقها صوت جنين قادم.. اذا رأيت فى حديقة بيتك شجرة ضعيفة واهية أصابتها شيخوخة مبكرة لا تتصور انها ماتت أمام شتاء قارس لأنها سرعان ما تلقى كل ما عليها من أتربة الأيام وتراها محلقة أمامك تنشر عطرها فى كل مكان..لا تصدق ان الحب مات أو ان المشاعر هاجرت أو أن ما عشته يوما مع الأحلام أصبح زمانا بعيدا لأن الحب لا يموت والأشجار تكبر ولكنها تعود للحياة مع كل ربيع قادم..كثيرا ما يعيد لنا الحب إيماننا بالحياة لأنه أحيانا يسافر بعض الوقت وقد يغيب ولكنه ابدا لا يموت.


[email protected]

[email protected]
لمزيد من مقالات فاروق جويدة;

رابط دائم: