رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

فى المواجهة
غرائب وطرائف المصريين !

لا يتوقف المصريون عن إبهار العالم, لعل الجانب الأكثر إيجابية في إبهارهم يتجسد في انتصاراتهم الكروية رغم أنها تمر بفترات مد وجذر متقلبة,

لكن ذلك الإبهار يبرز بشكله العكسي المتناقض في مختلف تفاصيل حياتهم فحدث ولا حرج !

الانتماء يدفع المصريين للنزول إلي المقاهي رغم برودة الجو والتضحية بجزء يعتد به من مصروف البيت لمتابعة مباريات منتخبهم لكرة القدم أو الزمالك أو الأهلي رغم أنهم يتبادلون في نفس الجلسات مع أقرانهم المشجعين الأحاديث الشاكية من اشتعال تكاليف الحياة ونقص السكر والدواء !

يحدثك البعض أثناء الانتظار في عيادة الطبيب مثلا أو عند أي تجمع ما عن توقعه وصول الدولار قريبا إلي 25 جنيها، واستحالة الحياة علي أرض مصر بسبب غلاء الأسعار، وفجأة تجده يتحدث فخرا عن وجوده في قائمة انتظار تسليم سيارة من الفئة المتوسطة قيمتها 350 ألف جنيه بزيادة 200 الف بعد قرار تعويم الجنيه !

اشتعال المخاوف لدي قطاع كبير من المصريين من إقرار قانون إيجارات جديد يلقي بهم إلي الشارع وهي قضية من أخطر من مايهدد السلام الاجتماعي ,يواكب ذلك ترقب وانتظار وتحفز من جانب قطاع آخر كبير منهم لقرعة الأراضي بالمدن الجديدة أو طرح شقق وفيلات فاخرة تنفد أحيانا قبل أن يبزغ فجر يوم جديد,وحصيلة المقدمات المدفوعة تلامس أرقاما من تسعة أصفار !

ويطالبنا المسئولون بشد الحزام أكثر فأكثر حتي ولو حطم عظامنا، لأن الوضع الاقتصادي الحالي لا يتحمل «دلع» الماضي, وفي نفس الوقت تفاجئنا السلطتان التنفيذية والتشريعية بممارسات تتناقض مع ماهو مطلوب من الشعب أن يتعايش معه,وإلا فبماذا نفسر مشروع قانون تقدمت به الحكومة إلي البرلمان لرفع رواتب الوزراء ثم نافسها البرلمان بطلب شراء 3 سيارات بـ 18 مليون جنيه؟

هل نحن بالفعل شعب فقير ولا مفر من أن نتعايش مع هذه الحقيقة كغيرنا من الشعوب «الغلبانة» أم أن سوء توزيع الثروة هو قدر لا مفر منه؟

أعتقد أنها أزمة ثقة متأصلة في العلاقة بين الشعب والحكومات المتتابعة, فالشعب يوجه سهامه للحكومة بأنها لا تريد أن تكون القدوة, والحكومة تتهم الشعب بإخفاء الأموال تحت «البلاطة» وعدم الاعتراف بالإنجازات !


[email protected]@yahoo.com
لمزيد من مقالات شريف عابدين

رابط دائم: