رئيس مجلس الادارة
أحمد السيد النجار
رئيس التحرير
محمد عبد الهادي علام
صار الوزراء الجدد يشبهون بالفتفوتة الوزراء القدامي، فما أن يصبح الوزير وزيرا حتي يأخذ شكلا معينا ويتبني خطابا واحدا بنفس العبارات والألفاظ. هو يتحدث ـ طيلة الوقت ـ عن وصل الليل بالنهار في سبيل النهوض بمهام وظيفته وتكليفه، ويفرك عينيه المقرحتين حتي يستطيع مواصلة النظر إلي شيء، ويحرص على أن يكون مهموما أمام كاميرات التصوير فيما يطفق بالفرح والسعادة والمرح حين تضبطه كاميرات التصوير وهو في حفل أو عرس أو عيد ميلاد وتنشر ما التقطته في صفحات المجتمع، وهو ـ دائما ـ يشكو من الناس الذين لا يدركون صعوبة المهمة التي يقومون بها، فيما هؤلاء المواطنون الجهلة لا يتوقفون عن النقد أو الشكوي بالانتماء.. لا يعترف الوزير بوقوعه أو وزارته في أي خطأ وإنما هم منزهون عن الغي، ولكن الخطأ هو دائما لصيق المواطن وعدم إدراكه لطبيعة المرحلة. والوزير في مصر يتحدث عن البساطة والعدل الاجتماعي، لا بل عن الزهد والتقشف، ولكن لا مانع لديه من ركوب السيارات الفاخرة المحاطة بعربات الدفع الرباعي والموتوسيكلات والمهمندارية من كل صنف، وهو ـ كذلك ـ دائما يكذب سواء فيما يتعلق بما حققه من إنجازات أو في ادعائه تلقي بعض التعليمات السرية من سلطات أعلي لمواجهة بعض مشكلات وزارته. والوزير يشعر دائما بأنه يمن علينا لمجرد بقائه في الوزراة، ويرضي بهذه المهمة التي يقوم بها معظم الوزراء دون مسوغات نعرفها لشغلهم هذا الموقع الفريد. وهنا ـ في الحقيقة ـ بيت القصيد فإننا في حالة الوزير السياسي نفهم له أول من آخر وفي حالة الوزير التكنوقراط ـ أيضا ـ نفهم له أول من آخر أما في حالة بعض الوزراء المصريين فإننا نشعر بأن القيمة الوحيدة في اختيارهم كانت ألا يعرفهم أحد فتنشأ ضدهم موجات من الكراهية وهي التي سمحت بها وأفشتها ثقافة عملية يناير 2011، والتي فرضت أسلوبا في اختيار الوزراء من المجاهيل والنكرات. لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع