رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

حالة حوار
ترامب ومستقبل الناتو!

قبيل حفل تنصيب الرئيس دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة الأمريكية كان أطلق أحد تصريحاته المثيرة للجدل وهو المتعلق بحلف الناتو،

وإشاراته إلى أنه صار مؤسسة قديمة وأن الدول الأوروبية من أعضائه لا تدفع نصيبها فى تمويل موازنته، وأن هدف ذلك الحلف لم يعد واضحا الآن مع تحرشاته المستمرة بروسيا عن طريق وجوده فى دول البلطيق وانصرافه عن مواجهة الإرهاب.

وقد أثارت تلك التصريحات ضجة كبرى واحتلت مكانها على مداولات جمعت بين ينس ستولتنبرج سكرتير حلف الأطلنطى وعدد من زعماء أوروبا، والحقيقة أن تصريحات دونالد ترامب لها قدر من الوجاهة، فقبل أشهر تحلق عدد من زعماء أوروبا هولاند وميركل وكاميرون (وقتها) مع أوباما فى ألمانيا لبحث وسيلة تقوم بها دول أوروبا بتسديد التزاماتها فى موازنة الحلف ولكنها لم تجد نفعا ولم تتحرك عملية تمويل الحلف خطوة واحدة، وبالإضافة ـ وذلك هو المهم ـ فإن ذلك الحلف وجد نفسه فى أزمة كبرى حين ذاب الاتحاد السوفيتى ودول حلف وارسو كلوح ثلج فى يوم قائظ الحرارة عام 1991، وفقد حلف الأطلنطى مبررات وجوده السياسية والتنظيمية، وظهر ذلك بوضوح فى وثائق العقيدة السياسية للحزب التى كتبت لكم عنها فى هذه الصحيفة من لندن تحت عنوان «الناتو والإبرار السياسي» وشرحت كيفية تحول عقيدة الحلف من العداء لروسيا إلى العداء للإرهاب الإسلامى أو من مواجهة الخطر الأحمر إلى مواجهة الخطر الأخضر.

ولكننى لم أر على مسارح العمليات فى الشرق الأوسط محاولات جادة تفيد بمشاركة ناجحة لحلف الأطلنطى الذى بدا متأثرا فى المحاولات الصوتية لحديثه حول تغيير عقيدته بأفكار «برنارد لويس» و«صامويل هنتنجتون» عن صراع الحضارات ولكنه ـ على أى حال ـ لم يتجاوز التعبير الصوتى أبدا.

بهذه المعانى (الفكرية) و(العملية) و(التنظيمية) فإن كلمات ترامب عن الناتو تبدو منطقية جدا، ولا يهم فى هذا السياق أن تغضب بعض البلاد الأوروبية أو تعجز هى الأخرى عن خلق آليات للحركة الموحدة كبديل عن حلف الأطلنطى يمكن أن تتوافق مع هدف مكافحة الإرهاب بدلا عن محاربة روسيا، وبخاصة بعد أن طالت يد الإرهاب عواصم أوروبية فى فرنسا وبروكسل وألمانيا وتركيا وغيرها ولم تك كافية فيما يبدو كى تستفيق تلك الدول الأوروبية.


لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع

رابط دائم: