رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

أمريكا : قراءة فى خطاب الرئيس الـ 45

تابعت - وكما تابع الملايين - فى أنحاء المعمورة خطاب التنصيب للرئيس الأمريكى الجديد دونالد ترامب. والحقيقة أننى لم أجد أى قدر من المعاناة فى فهم مايريده الرجل وما يقود إليه الدولة الأهم فى العالم، أمريكا .

أمريكا أولاً، كانت رسالته، وسنجعل أمريكا عظيمة مجدداً، كانت دعوته . كما دعا إلى حماية صناعة بلاده، واتهم تصريحاً الإدارات السابقة بدعم الصناعة الأجنبية على حساب صناعة بلاده. وقال إن أمريكا أنفقت المليارات فى الخارج ، بينما تركت البنية التحتية فى الداخل لتتداعي، ثم أردف مشدداً على أنه سيتم اتخاذ إجراءات لحماية الصناعة الوطنية والعمال الأمريكيين، كما انتقد انتفاع قلة فى واشنطن من الحكومة، بينما يتحمل المواطنون العبء الأكبر. وقال إنه يجب أن تُعاد الوظائف للبلاد، وأن يتم تطبيق قاعدة «اشترِ منتجات أمريكية ووظف مواطنين أمريكيين».

إذن أعلنها ترامب (رؤية جديدة ). ومن هنا أؤكد ما سبق وقلناه كثيراً، وأشرنا إليه طويلاً ، فى الاتحاد المصرى لجمعيات المستثمرين، من معانٍ هى نفسها الرسائل التى أرادها ترامب لبلاده، ونبه إليها فى خطابه، فلم يكن رجل أمريكا الأول مما دعونا إليه بعيداً .

ألــْم نقلْ من قبلُ ، قرأنا مكتوباً فى شوارع أمريكا «اشترِ الأمريكي، توفر وظائف»، وكانت دعوتنا المستمرة، تشجيع المنتج المصري، لخلق فرص عمل، وتحسين الدخول .

ألــْم نحذر من قبل من غزو الواردات، وطالبنا بالحد منها، والمنع الكلى لاستيراد السلع الاستفزازية، وفى المقابل ضرورة حماية الصناعة المصرية، ووضعها على قدم المساواة مع منافسيها، من حيث تكلفة الإنشاء وتكلفة التشغيل .

ألــْم نطالب أيضاً بوقف استيراد السلع التى لها مثيل من الإنتاج الوطني، بشرطين أساسيين، توافر الكميات المطابقة للمواصفات، ومراقبة الأسعار، منعاً للاستغلال، وأن يتم استيفاء جميع الاحتياجات الحكومية من الإنتاج الوطني، فيما عدا ما لا ينتج محلياً .



ألــْم نطالب بتحفيز الصادرات، وزيادة مخصصاتها، وتوجيه الدعم المادى إلى المصانع التى تزيد نسبة المكون المحلى فى تكلفة إنتاجها عن 50 بالمئة، وكذلك الاستخدام الكامل لما شرعته لنا القواعد الدولية من فرض رسوم الإغراق والحماية، واستخدام قواعد منظمة التجارة العالمية، التى لا تحظر زيادة الرسوم الجمركية عندما تتعرض الصناعة لمنافسة غير متكافئة، بل وتسمح فى بعض الحالات بالحظر التام، وهو ما لم تلجأ إليه مصر إلى الآن، والارتفاع بسقف المواصفات القياسية عند الاستيراد، وتحصيل المتأخرات الضريبية، والقضاء على التهريب الكلى والجزئي، بسد منافذ التهريب، وتغليظ العقوبات، بحيث تكون مانعة ورادعة، وترشيد الدعم بأنواعه، دون المساس بمحدودى الدخل .

ألــْم نطالب بفرض ضريبة تصاعدية، حتى يشارك القادرون فى تحمل القدر الأكبر من الأعباء التى لا يقوى عليها الكادحون. لقد قدمنا إصلاحاً حقيقياً، وصفناه بالدواء المر، الذى لابد أن يتم أخذه كاملاً.

لقد كانت رسالتنا واضحة ، وكانت دعوتنا صادقة، وسنستمر فى ترديدها والتأكيد عليها، إلى أن تتحقق آمالنا فى غدٍ أفضل لمصرنا الغالية.

رسالة قرأتها أمريكا، فلِمَ لا نقرأها نحن أيضاً ؟

لمزيد من مقالات محمد فريد خميس;

رابط دائم: