رئيس مجلس الادارة
أحمد السيد النجار
رئيس التحرير
محمد عبد الهادي علام
أشعر بسعادة غامرة كلما أعلنت هيئة الرقابة الإدارية القبض علي أحد المسئولين بتهمة الفساد .. فكم من الرشاوي ووقائع الفساد كانت تجري علي أرضك يامصر في هدوء وسرية تامة دون أن يشعر بها أحد !! والقضية هنا لا تكمن فقط في محاسبة مسئول مهم أو معاقبة موظف كبير ولكن الأهم هو محاصرة ظاهرة خطيرة أفقرت البلاد وبثت روح اليأس والإحباط بين أبنائها ,وأفقدتهم ثقتهم في قيم العمل والجهد والإنتاج ,في مقابل تفشي ظواهر النصب والفهلوة والفساد .. فضلاً عن الانطباع الذي حاول مصاصو دماء الغلابة تصديره للناس بأنهم “واصلون” لا يستطيع أحد الاقتراب منهم أو محاسبتهم لأنهم فوق القانون وأعلي من المساءلة !! أذكر هذا وأنا أطالع النبأ الذي نشرته الصحف علي صدر صفحاتها الأولي أمس حول توالي الضربات القوية التي توجهها هيئة الرقابة الإدارية للفساد والمفسدين بعد إلقاء القبض علي مستشار وزير المالية للضرائب العقارية متلبسا مع آخر بتقاضي مليون جنيه رشوة من صاحب شركة مقاولات في مقابل التلاعب في تقدير قيمة أرض قرية سياحية كان سيهدرعلي الخزانة العامة للدولة 500 مليون جنيه .. ويأتي هذا بعد أيام قليلة من إلقاء الأجهزة الأمنية القبض على مسئول رفيع المستوي بمجلس الدولة بتهمة تقاضيه رشاوى كبيرة ضبطت بمنزله قدرت قيمتها بـ 150 مليون جنيه فيما بات يعرف بقضية “علي بابا المصري”.. ومن قبلها ضبط شبكة دولية للإتجار في الأعضاء البشرية للفقراء من المصريين كان أبطالها اساتذة جامعات وأطباء وعربا تم ضبط ٢٠ منهم بعد اقتحام ١٠ مستشفيات بالجيزة .. وغيرها وغيرها !! كل هذه الوقائع المدمرة لقيم المجتمعات واقتصاديات البلاد كانت تمر بأمان وسلام وتكتم وسرية .. ولا شك أن إعلان الرئيس السيسي توسيع صلاحيات هيئة الرقابة الإدارية لتشمل كل ما يتعلق بمشاكل المصريين كان له أثر هائل في الكشف عن وقائع الفساد السابقة وربما حصرها مستقبلاً .. والمهم أن تستمر هذه الجهود التي تخفف كثيرا من آلام هذا الشعب الصابر الصامد وتعزز من ثقته في قيادته وتمنحه تفاؤلاً وأملاً واطمئناناً علي مستقبله . [email protected] لمزيد من مقالات مسعود الحناوى