فكرتى
البحث عن السعادة

في حياة كل إنسان قصص لأيام جميلة عاشها،حفرت بداخله ذكريات لايستطيع نسيانها،وتبقي مصدرا للسعادة يحتفظ بها في حزينة أسراره،ويرجع إليها في لحظات المعاناة والإحباط،وتكون في أحيان كثيرة مصدرا لأستعادة الأمل في نفسه وإحياء الروح الإيجابية داخله ،وخروجه من المشكلات التي يعانيها.

فهناك حالة غريبة للشكوي تحدث في الوقت الراهن من الذين تخطوا مرحلة الشباب وأصبحوا في أوسط العمر، والمرحلة الرمادية،يشكون بكثرة من أنهم فقدوا الإحساس القوي ببهجة الحياة وأصبحت الأيام رتيبة مملة ومتشابهة، لدرجه أنهم فقدوا تدريجيا الرغبة في العمل والنجاح ،وتخار قواهم النفسية وتتوتر أعصابهم ويتعالي صياحهم لأقل الأسباب ،مما يجعلهم يتخلون عن قوة الإرادة والحماس والرغبة في التغيير.

وأصبح الحديث معهم عن السعادة في الحياة يقابلونه بالوجوم أو بالرفض ،لتخلي بعضهم عن مصادر الاستقرار الاجتماعي والروحي والترابط الأسري والصداقة القوية وأهملوا التعلم، والمعرفة ، والقراءة ، والدين ، والذهاب للمسجد والكنيسة والعمل الخيري، وانحصرت حياتهم وهواياتهم في الجوانب الاستهلاكية للحياة. وكلما تعرضوا لمشكلة في العمل أو الحياة يصيبهم الإحباط أحيانا أوالرغبة في الانتقام والعنف،دون الحرص علي مواجهتها بالحوار البناء للبحث عن حلول والتوازن بين حقهم وحقوق الآخرين ،مازاد من حجم المعاناة وعدم السعادة داخلهم ،ونسوا أن بعد العسر يسرا.