◙ كيف نبنى الوعى المصرى فى مواجهة التطرف الفكرى؟ «4»
◙ المرأة فى عهد السيسى حصلت على مناصب كانت محرومة منها ولكنها ليست كافية
«المرأة نصف المجتمع» عبارة نسمعها في محافل كثيرة يكمُن مدلولها في الدور التاريخي والعظيم الذي تلعبه المرأة في كل مجتمعات العالم، ممن تؤمن بحريتها «حواء» وتعترف بديمقراطية كيانها وعالمها الكبير والواسع
فهي الأم التي تبعث للأبناء الأمل في المستقبل وتقوم بتربيتهم علي القيم الحميدة وهي النموذج الذي يُحرز نجاحات كبيرة في مؤسسات عملية عديدة ببلدان كبيرة استطاعت من خلال هذه النجاحات بناء مجتمعات بأكملها، ووقفت بجانب الوطن في مواجهة الانتكاسات والكوارث التي خلفتها الأحداث والوقائع ببلدان عديدة جعلتها تُسّطر تاريخًا مُشّرفًا من الكفاح والنضال، وتُعيد تنوير العقول بأفكار جديدة تُساعد في القضاء علي الجهل والفقر والأمية ..ووراء كل مجتمع ناجح امرأة ساعدت علي نشر التنوير والوعي بين مواطنيه وواجهت بجانب أطيافه التطرف والإرهاب ودفعت بعجلة الإنتاج إلي الأمام ليصبح مجتمعًا متقدمًا عن غيره في كل المجالات .. في «ندوة الأهرام» الخبراء والمُتخصصون تناولوا بالتفصيل خطوات فعلية شددوا علي اتخاذها من أجل تمكين دور المرأة في بناء الوعي ومواجهة التطرف الذي تعاني منه مجتمعاتنا..
◙ الأهرام : لا أحد ينكر دور المرأة في بناء الوعي المصري ومواجهة التطرف والإرهاب في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه مجتمعنا .. كيف يتحقق ذلك ؟
> د. هدي بدران :الحقيقة.. أريد في البداية أن أقول إن هناك موجه دينية مقصودة حدثت منذ بداية الثمانينات ضد المرأة علي موجهة التحديد في محاولة لمنع حقها في المواطنة التي هي حق لها ، كما أن هناك مخططات ممنهجة أيضًا تمارسها الجماعات المتأسلمة ضد المرأة لاستخدام الدين ضد المرأة، فعندما جاء الرئيس الراحل جمال عبد الناصر أنشأ صداقة مع تلك الجماعات فطالبوا وقتها المرأة بارتداء الحجاب كما أنهم كانوا ينظرون إليها وكأنها أقلية في المجتمع في حين أن الحقيقة عكس ذلك فهدف هذه الجماعات هو السعي لإنشاء الخلافة الإسلامية منذ قديم الزمن في مجتمعاتنا، وهي خطة طويلة الأجل يسيرون إليها خطوة بخطوة، أهم أهدافها تغيير الثقافة المصرية التي تبدأ من الملبس وحتي الفكر والتقاليد، وتغيير اللغة إلي مصطلحات دينية حيث إن الهدف من ذلك هو عمل ثقافة دينية كبيرة في المجتمع وإفساد الحقائق والوعي، فالدين بكل قوته حدثت له انقسامات، كما أن هناك تعصبا ضد المختلف مع الآخر وهو بمثابة تعصب علي المستوي الشخصي المبني علي الجهل والدوافع النفسية المتعصبة، والتعصب المقنن ضد الاختلاف أشد أنواع التعصب الذي يؤدي إلي تزييف الوعي بحيث تكون هناك جماعات في المجتمع ليس لها نفس الحقائق التي يتمتعون بها كالأقباط مثلًا الذين كانوا لم يحصلوا علي درجات تعيين في بعض الوظائف، فهناك حالة من الجهل بأحوال واعتقادات الأقباط وهذه عملية ممنهجة تسعي إليها تلك الجماعات المتطرفة لإحداث انقسام بين أطياف المجتمع وتزييف الحقائق بدرجة كبيرة، هناك عداوات بين الداخلية والمواطن العادي وهي ثقافة سلبية تسعي إليها الجماعات المتطرفة بذلك لا يمكن أن نقاوم الإرهاب بدون معالجة هذه الفجوة فالعداوة ومبدأ الفرقة قد انتقلت بين الغني والفقير والمسلم والمسيحي والرجل والمرأة التي تجد هذه الجماعات لها مبررا، كما أن مصادر هذه الثقافات كثير من الزوايا والمساجد وكذلك الإعلام و الشارع.
◄ مجلس النواب غير جاد فى مناقشة قضايا المرأة
> د. وسيم السيسي: أود أن أتوجه بالشكر لـ «مؤسسة الأهرام» علي هذه الدعوة الكريمة وسعيد جدًا بوجودي بين هذه القامات من الحاضرين ..الحقيقة تأملت الأوضاع المؤلمة التي نمر بها في مصر وتوقفت كثيرًا عند ظاهرة مؤسفة للغاية وهي التعامل مع المصري في الخارج الذي أصبح سيئًا جدًا، فهناك مقولة في الكثير من دول الخارج تقول لرعاياها..» إذا سافرت إلي أي دولة لا تصادق مصريين»، وهذا يجعلنا نسأل عن السبب لهذا العداء الذي يكنه البعض للمصريين من ناحية وبين المصريين وبعضهم من ناحية أخري، فقد قرأت «القرآن الكريم»3 مرات ووجدت فيه 3 نقاط في غاية الأهمية، الأولي.. هي أن القرآن وضع أول حق من حقوق الإنسان عندما قال « لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا»، النقطة الثانية هي أن القرآن تناول قضية المساءلة وذلك عندما قال «وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَي» وهذه الآية موجهة للمتطرفين الذي يفجرون الكنائس ويذبحون الأبرياء في كل مكان، النقطة الثالثة التي وضعها القرآن فقد كفل حرية الاعتقاد للجميع ذلك عندما قال «وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ»، كما أن حرية الفكر متاحة للجميع وهذه النقاط الثلاث لابد وأن تكون هذه الآيات درسًا لهؤلاء، لكني أوجه سؤالي إلي المُحرضين علي الكراهية والدماء والقتل..لماذا لم تقولوا نصائحكم الصائبة لـ «حكام مصر» في عهد الاضمحلال المصري؟ فقد كان العلماء وقتها منقسمين إلي اتجاهين رئيسيين الاتجاه الأول اتجاه منهم نشر فكره في العراق والاتجاه الثاني في شبه الجزيرة العربية، وهناك إحصائية تقول إن هناك 4 ملايين مُلحد في مصر، أعجبني أحد الصحابة عندما قال ائتوني بسيف يفرق بين الحق والباطل وسأكون معه، ففكر ومعتقدات القدماء المصريين وسطية ولم تترك أي فرصة للجماعات المتطرفة لممارسة الأنشطة الإرهابية من تفجير وقتل.. والذين لم يقرأوا حتي الدين الذي لا يؤيد ذلك، ولم يقرأوا قصة الرجل الذي حوله الرسول صلي الله عليه وسلم من عدو إلي حبيب بالمعاملة وذلك عندما زاره عند مرضه، وقصة الصحابي الذي عفيا عنه الرسول وغيرها من القصص، كل دين فيه مختارات يمكن لأي أحد أن يأخذ ما يتناسب معه في كل مكان وزمان، لو أن القادة والمسئولين منذ 2591 التفتوا للمخطط الأجنبي الراعي لفكر الإخوان ما كنا وقعنا في كل هذه المشكلات وأعمال العنف التي خلفتها وقامت بها الجماعات الإرهابية، «المخطط الإنجليزي» الذي قامت به انجلترا أدي إلي تقسيم الهند إلي بلدان كبيرة وكان علي الحكام المصريين أن يلتفتوا إلي ذلك جيدًا، كما أن هناك مخططات تسعي إليها دول أخري وعلي رأسها إسرائيل التي كانت تحاول تقسيم وتفتيت العراق وسوريا ومصر بالترتيب لا بد أن يتعلم أبناؤنا في المدارس هذه المخططات وفي مقدمتها المخطط الشرير الثلاثي للدول الحليفة ضد مصر والذي قام الكونجرس الأمريكي بالإعلان عنه مباشرة من قبل فقد قسمت تلك الدول السودان والعراق إلي دويلات صغيرة وطوائف متفرقة وهي مخططات مرسومة ومخطط لها منذ زمن، وهذا ما يجعلنا نحتاج إلي إن يتوحد الجميع ضد هذه الأخطار والهجمات الغربية علي بلادنا، ولا شك أن هناك تقصيرًا من القادة والمسئولين عن هذه البلد تجاه ما يحدث، لو علمنا الأبناء في المدارس التاريخ لا يمكننا أن نواجه مثل هذه الأخطار مجددًا، والقادة المسئولين في الأنظمة العربية لابد أن يرسخوا مبدأ الوطنية والانتماء للوطن بين أطياف شعوبهم في وحدتها والتثقيف بالرموز الثقافية الوسطية التي تدعم كل هذه المبادئ وتعليمهم بان الكنيسة هي مصرية والاعتداء عليها هو اعتداء علينا جميعًا، عندما يخرج أحد قيادات الجماعة وهو «مهدي عاكف» ويطالب بإعفاء الأقباط من الخدمة العسكرية في مقابل دفع الجزية واتهامهم بالتواطؤ مع الإنجليز كانت وقت أنظمة عقيمة فالإخوان من تطرفوا مع الأمريكان وإسرائيل وكل ذلك يعبر عن ثقافة متطرفة لا تحترم الأفكار والمعتقدات الأخري والاختلاف مع الآخرين، لا بد أن نعلم أبناءنا تاريخ سعد زغلول، ورئيس مجلس النواب محطم السلاسل في عهد الخديوي، والقبطى «سيوت حنا» الذي وقف أمام النحاس باشا وتلقي رصاصة في صدره ليفديه بها، عرفوهم أن «القمص ساربيو» قام بزيارة المساجد لترسيخ مبدأ الوطنية،٪97 من جينات المسلمين والمسيحيين واحده تطابقت الجينات في كل شيء، كما أن الجينات تتطابق مع توت عنخ آمون ولابد وأن يتعلم المصريون أننا جميعًا مواطنون في مكان واحد
◙ الأهرام : وما هو الدور الذي من المفترض أن تقوم به الدولة لتفعيل المواجهة الفكرية للتطرف وللجماعات الإرهابية ؟
◄ نحتاج إلى تغيير في مصادر تعليم المرأة
> د. نيرفانا شلبي: الحقيقة كل ما قيل داخل هذه الندوة له كل التقدير والاحترام، كما أنني حاولت أن أضع عددا من الأفكار التي لا بد أن يتم العمل علي تنفيذها لتحقيق الدور الحقيقي للمرأة في بناء الوعي، الفكرة الأولي هي أمر ملح، والثانية يتم تنفيذها علي فترات زمنية، أما الفكرة الُملحة فتبدأ من تغيير مصادر المعلومات التي تستمد المرأة ثقافتها منها فبعض السيدات في مصر يستقين أفكارهن من مصادر ليست غنية بالمعلومات والعديد منهن يعملن في أماكن لا تحتوي علي تحفيز فكري فهن إما جالسات في البيت أو في أعمال تقليدية لا تكون مصدرًا لمعلوماتهن، كما أن الحديث عن نقطة المصادر من أهم الأفكار الملحة التي يجب العمل علي تطويرها وتغييرها في الوقت الحالي وأن الإعلام يسلط الضوء علي القضايا المثيرة فقط، ولا يهتم بقضايا الوعي والأدوار الاجتماعية للطبقات المختلفة، كما أن التعليم له دور كبير في توضيح دور المرأة وترسيخ الأفكار البناءة لديها كما أن التعليم الأزهري أصبح يُخّرج كوارث وأفكارًا إرهابية يرسخ مبدأ العداء عند الطلاب في جميع مناحي الحياة ويسبب الكراهية بين الناس وهذا لا يقتصر علي الطلاب الذكور بل الطالبات أيضًا اللاتي يدرسن في هذه المؤسسة وهذا يحتاج إلي العمل علي خطوات عاجلة من شأنها الإصلاح والتركيز علي المصادر التي تستقي المرأة معلوماتها منها كندوات التوعية والمؤتمرات وسبل التوعية بمختلف أنواعها من تعليم ومراكز ثقافة، كما أن وسائل الإعلام عليها أن تحدد في دورها التركيز علي مناقشة كل الأمور والقضايا التي تركز علي بناء الوعي كما أن التعليم هو الطريق الأقرب إلي التثقيف والوعي.
◄ نطالب بتحقيق مطلب السيسى فى مدنية الدولة
د.صبرى الشبراوى: للأسف منذ سنوات ونحن نتعامل مع نماذج تدير شئون البلاد تعاني قدرات نفسية ضعيفة، كما أن هذه الظاهرة خرجت من الأسرة فهي أيضًا مظلومة ومضغوط عليها وتعاني ضغوطا نفسية وتواجه شبح الأمية وأصبحت لا تنمي القيم لدي أفرادها بسبب هذا العجز وبسبب الصراع الداخلي بين أبنائها، لذا التركيز والاهتمام بالأسرة هو أولي خطوات تنمية الوعي المصري وبنائه، فالبنية التحتية للأسرة تعاني من مشكلات كبيرة أهمها وجود عنف وصراع داخلي بين أفرادها وهو ما ترتب عليه خروج أفراد لديهم نفس المشكلات فالأسرة هي المؤسسة الأولي أيضًا التي تنمي القدرات الثقافية والعلمية والاجتماعية السلوكية لدي الأفراد، وهي التي تشكل وتبني وعيهم وهذا ما نفتقده ونعانيه أشد المعاناة في مجتمعاتنا كما أن علاج مشكلة الأمية وزيادة عدد السكان من أهم الخطوات أيضًا لمواجهة التطرف وعندما نتحدث عن التاريخ لابد أن ننظر إلي التقدم الذي أحرز وليس مناقشة تعليم الثقافات التقليدية فاليهود في المجتمعات الأوروبية نقلوا من أديانهم إلي العصر الحديث ما يفيدهم من التقدم، كذلك علينا الاستعانة بالمتنورين في تغيير الأوضاع ومعالجة تلك الأفكار التقليدية حيث إن العناصر التي تدير عملية تغيير الأوضاع وبناء الوعي غير مهيأة في الاستعانة حتي بالتاريخ بل يلجأون إلي التطرف والأفكار التقليدية للتعبير عن آرائهم، القدماء المصريون هم أجدر بالحداثة وهم من واكبوا العصور المتقدمة بأفكار جديدة وهذا يكون واضحا مثلًا عندما نذهب إلي محافظتي الأقصر وأسوان ونتأمل في طريقة استخدام المواد الكيميائية في تحنيط التوابيت وتشييد المعابد حيث نري فيها إبداعا وعراقة مصرية قديمة لا يمكن إنكارها، كما أن أهرامات الجيزة التي تعد من أروع وأجمل آثار العالم وأعرقها وضحت مدي روعة الفن المعماري والبناء في عهد الفراعنة الذين اعتبرهم الجميع من أفضل وأعظم الشخصيات في العالم، أما الآن وعندما نريد تصميم أي مبني فيتم اللجوء والتعاقد مع الشركات الأجنبية لعمل ذلك، فعلي سبيل المثال مبني فندق «فور سيزون» الذي يعد من أجمل المباني الموجودة في مصر نجد أن إحدي الشركات الكورية هي التي قامت ببنائه بالاستعانة بخبراء أجانب آخرين وهذا يوضح أن المصريين لم يستخدموا حضارتهم في الخيال المستقبلي اليوم، لابد أن يتم التركيز علي بناء الإنسان المصري بالقيم والعلم ودعم السلوكيات الخاصة به التي تعتمد علي احترام الآخر، كما أن العوامل التي تغير ذلك هي السلوك والشعوب وبالتحديد القيادات فهناك دراسة مقتنع بها جدًا تؤكد أن التحضر في الشعوب لا يتم إلا بوجود قيادات حاكمة ناجحة وكان والدي قديمًا يقول لى «قرب نظرك من السماء تصب نجمًا»، ثلاثة أرباع الشعب المصري مقهور وخائف بسبب سوء فهمه للحرية داخل المناهج التعليمية، كتبت قديمًا سلسلة موضوعات تدعو للتنوير والوعي ولم يتم استعدائي من قبل متخذي القرار لان القيادات السياسية بالأنظمة في مصر تخشي النور، النخبة البشرية في مصر خائفة ومقهورة بسبب غياب التنوير والتثقيف فمن أخترع النور عاش أولًا في الظلام، كما أن رفض الواقع لابد منه حتي يتم الوصول للتقدم كما أنني شعرت بالاندهاش عندما سمعت الرئيس عبد الفتاح السيسي وهو يقول إن عملية تطوير التعليم ستستغرق 12 عامًا وهذا بالطبع وقت كبير، كما أن سياسة الشعب المصري تسير بمبدأ الموافقة علي كل شيء دون النظر إلي العواقب حتي في النماذج السياسية والإدارية أصبح الشعب يعيش في الدولة المركزية النرجسية ونفسيًا مريضة توافق علي كل شيء.
◄إدارة قوية
> د. صبرى الشبراوى :الشركات في الشعوب المتقدمة تركز علي استخدام الدعاية الهادفة في ترويج منتجاتها في أسواق الشعوب الفقيرة وبلدان هذه الشركات تكفل حرية التعبير والابتكار لدي أبنائها بثقافات منفتحة تساعد علي تعليم التنوير والوعي الوطني الهادف وعلي رأسها الصين والولايات المتحدة الأمريكية بخلاف مصر التي تعتبر مستهلكة لهذه المنتجات، كما أن هذه البلاد لديها رؤية للاهتمام بالعلماء ودعمهم في التركيز علي تطويرهم، فمصر بلد غني لديه مليارات الجنيهات في البنوك قادرة علي تطوير منظومة التعليم وإحداث تغيير شامل في ثقافة التنوير لكنها تحتاج لإدارة قوية وقيادات مستنيرة ومسئولة، ومن الضروري أن تقوم الحكومة في مصر علي مبدأ الاهتمام بحل مشكلات المجتمع إن كانت هناك نية لعمل نقلة حضارية تنافسية في المجتمع والتي لا تبدأ إلا من التعليم ومقاومة الأمية، والبحث العلمي، كما أن أزمة التعليم والأزمات التي نواجهها في قطاع الصحة تحتاج إلي تكثيف الاهتمام علي جميع المجالات فلدينا أزمة في الإنتاج لأن إنتاجنا أصبح من أضعف إنتاج العالم، أيضاً أزمة الانفجار السكاني لا تقدم الحكومة لها أي حلول وكذلك أزمة التصدير والابتكار وغيرها من الأزمات التي لا يوجد منهج ولا توقيت لحلها فمن السهل أن نشيد مباني للاستثمار إنما نفتقد العقليات القادرة علي حل المشكلات القادرة علي الابتكار، والإبداع أصبح يواجه مشكلات عديدة، الإدارة في مصر تستعين بنماذج لا تفقه شيئاً بالرغم من أن مصر بها صناديق مليئة بالمليارات تحت أيدي هؤلاء ولا يعرف أحد إلي أين تذهب ولمن وللأسف أيضًا نحن نعيش في الظلام ومن أوجد هذه الغمة والظلمة هم الذين يتولون مناصب حكومية كبيرة في مصر، تعليم الإدارة هو جزء من التعليم ونحن ونحتاج إلي الاهتمام بالبحث العلمي، والمراكز البحثية في مصر غير فعالة وليس لديها ميزانيات وهذا بالطبع يعود إلي المعاناة من سوء إدارة الأزمات داخل القطاعات المصرية لأن المصريين لديهم ثقافة النكران للشيء، كما أن أي قرارات جريئة يكون هدفها الإصلاح تحتاج لمؤسسات قوية تديرها نماذج وشخصيات ناجحة قادرة علي العطاء وإحداث التغيير في الثقافات العقلية يكونون أذكياء وعلي علم بمختلف نواحي الحياة، لكن ما يحدث الآن أن القرارات تتخذ عشوائياً لأن الإدارة عشوائية ينقصها الخبرة والدراية بمستصغرات الأمور وبالطبع في مصر نريد إدارة علمية قادرة علي الإنتاج التقدم، ولا شك توجد مراكز قوي في مصر لكن أي قوة لا تستطيع هزيمة شعب لأن الشعب هو القاطرة الإنتاجية التي تدعم الاقتصاد، وإذا كان الشعب غير قادر علي الراحة والاسترخاء النفسي صحياً ونفسياً فستنهار كل مراكز القوي بالدولة والديمقراطية تعني المشاركة في اختيار من يدير والمشارك في اتخاذ القرار ومحاسبة متخذ القرار بشفافية وحرية وإن لم يتم ذلك يكمن الفساد للماضي انجازات وانتكاسات.
> غادة حمودة :داخل كل الجامعات بالدول المتقدمة تكون عملية الاهتمام بتثقيف الطالب وتنمية قدراته العقلية في أولوياتها قائمة علي جدلية تنويرية في النقد البناء وعدم السير بمبدأ الحفظ لا الفهم، نحن نحتاج في مصر إلي تغيير المنظومة التعليمية بالكامل ووضعها ضمن الأهداف الرئيسية للخطط العاجلة التي يجب البدء فيها علي الفور وأهداف التعليم بمفهوم المؤسسات التعليمية تبدأ من التعلم والتنوير كما أن في المؤسسات التعليمية لهذه البلدان يتم الاهتمام بالمواطن والتركيز علي البحث العلمي وهذا بالطبع انعكس علي تطوير الاختراعات والابتكارات والصناعات بها، فالتعليم هو أحد العناصر التي تساهم في بناء المجتمعات.. فعلي سبيل المثال كنت أعمل منذ 10 سنوات في القطاع الخاص وبالتحديد في مجال الأوراق المالية وشاهدت طرقا عديدة وخطوات تم اتخاذها لإظهار دور المرأة في العمل بالمقارنة بالشركات الأخري لأن تمكينها في الاقتصاد المصري يبدأ من تأسيسها بالتعليم لضمان الكفاءة العالية في الإنتاج والتقدم كما نحتاج لنقل النماذج المُشّرفة من الخارج إلي مصر خاصة من السيدات المصريات اللاتي هاجرن للعمل إلي الخارج.
< د. وسيم السيسى :البرلمان المصري غير مهتم وغير جاد في التعامل مع تمكين دور المرأة في أدوارها بالمقارنة بالبرلمان الأوروبي الذي يتعامل في هذا الصدد بثلاث نقاط، النقطة الأولي إنه أوصي بعمل المرأة حتي يحررها من عبودية الزوج، النقطة الثانية أوصي أيضًا بالتعليم حتي ينقل المرأة من النظرة الجنسية إلي المرأة الإنسانة، والنقطة الثالثة أوصي بتعميم السيدات في مناصب مختلفة ببرلمانات أوروبا علي سنة 2020 لتسترد حقوقها الضائعة التي خلفتها الأفكار العنصرية.
< د. هدي بدران : لا بد أن يكون هناك فصل بين أهل الثقة وأهل العلم وعملية عدم التفريق بينهما هي بمثابة كارثة كبيرة تدار في هذا الوقت دون النظر لمعايير العلم التي يمكنها أن تدعم دور المرأة الآن لابد أن تعلم المؤسسات في الدولة والإرادة السياسية أن هناك معايير لاختيار أهل العلم فعندما نحتاج إلي إصلاح في منظومات الدولة ومؤسساتها علينا ألا نختار من أشرفوا عليها وقاموا بإحداث الفساد وقتها، ومما لا شك فيه نحن جميعًا نحتاج أن نكون في دولة منتجة يعمل فيها كل إنسان قادرا امرأة أو رجلا عملاً مناسبًا دون تمييز أو محاباة لشخص ضد آخر وفقًا لأهواء معينة أو طبقًا لطبيعة جنسه، وفي نفس الوقت عندما تعمل المرأة يجب أن يوفر لها المجتمع كل الإمكانات والخدمات التي تمكنها من القيام بدورها الذي كلفت به، وهناك رسالة مهمة إلي الرئيس عبد الفتاح السيسي أطالبه فيها بألا يلتف حوله أهل النفاق الذين يعزلونه عن شعبه وأن يهتم بأهل العلم والخبرات وهذه مشكلة كل رئيس للأسف.
ولا شك أيضا في أن المرأة في عهد الرئيس السيسي حصلت علي بعض الوظائف التي كانت محرومة منها في عهد الأنظمة السابقة لكن ليس بالشكل المطلوب وليس بالدرجة التي كنا نريدها، وهذا الكلام يتوقف علي المرأة نفسها فهي لا تقبل أن تكون مهمشة أو في مجتمع عنصري يفرق بينها وبين الرجل فهما سواء في كل الحقوق، وبالطبع لن نقبل نحن معشر النساء هذه التفرقة وسنعترض عليها لمواقف فعلية في حالة إن لم تحصل المرأة علي حقها التي ناضلت من اجله في كل الأزمنة والعصور، ولا يمكن القول بأن مواد الدستور الجديد التي تم إقرارها في 2014 تعطي كل الحقوق للمرأة فهي غير كافية بنسبة 100٪ ولكنها أفضل من الدستور السابق، فمثلا المادة التي تتحدث عن عدم التمييز يجب أن تترجم لقانون رادع يحدد عقابًا لمن يخالف، ويحق للمرأة كأنثي التي تواجه شبح التفرقة علي أساس الجنس أن تتقدم بمقاضاة المسئول عن هذه التفرقة أيا كان موقعه، كما أن المادة التي تنص علي أن تمثل المرأة في المجالس النيابية بشكل مناسب هذه مادة عائمة ولم يتم تحديدها بروابط وضوابط محددة وهل هو مناسب لحجم المرأة في المجتمع المصري التي تقدرها وتحترمها كل شعوب العالم ؟.. لذا فالدستور يجب أن يترجم وبشكل فوري حيث أن القانون أعطي المرأة بعض الحقوق لكنه ليس كافيًا فكل الدول أعطت في دستورها حقوقًا أكثر من ذلك للمرأة وجعلتها في مقدمة المواقع المهمة والحيوية وأثبتت وجودها وكفاءتها بجدارة في هذه المسئولية.
◙ الأهرام : وما هي مطالب المرأة من القيادة السياسية لتفعيل دورها في المجتمع ؟
> سارة الطباخ :كل الآراء التي سمعتها كانت تركز علي التعليم والبحث العلمي ولكن أحب أن أؤكد أن هناك عناصر من السيدات والرجال غير المتعلمين تمتاز بكفاءة عالية من الإتقان والحقيقة لدينا أزمة إتقان ولا ننكر أن الفن والثقافة والتعليم هي كلها وسائل مهمة في تكوين شخصية المرأة وتشكيل وعيها، وأنا أتذكر أن مصر قديمًا كانت تنافس العالم في صناعة السينما وكان رصيدها في فترة معينة 4 آلاف فيلم وهي أهم الصناعات التي تساعد علي تشكيل الوعي عند الناس ومن ضمنها وعي المرأة، كما أنه كان في مصر اكبر المكتبات التي تحوي الأفلام الوثائقية والسينمائية التي ساعدت علي تشكيل الوعي العالمي وليس في مصر فقط، لكن الآن تراجع دور هذه الصناعة الكبيرة ولم تتعد الزيادة التي طرأت علي أكثر من 1000 عمل فنيًا تقريبًا، بالمقارنة بالهند التي تنتج نحو 3 آلاف فيلم في السنة الواحدة وهو بمثابة إنجاز حقيقي وتجربة عالمية حقيقية لهذه الدولة التي أصبحت تنافس العالم كله في مجال السينما، لذا أنا أعتقد أنه من الممكن أن يكون الفن بديلا قويا للتعليم في التمكين والاعتراف بدور المرأة كما أن الكوادر الفنية غير مدعمة بقوانين تجعلهم ينتجون أعمالا فنية تليق بالحضارة المصرية البعيدة عن العنف والأعمال الإجرامية التي نشهدها الآن في الأعمال السينمائية، وأن مفهوم الإبداع مختلف تمامًا عما يتم تقديمه علي المنافذ السينمائية الموجودة في هذا الوقت، كما أن الفن يمكنه أن يخلق أملًا من أجل التطوير يمكنه أن يحل محل التعليم وأن ما أعلمه أن الفن في الفترة القادمة لا بد أن يأخذ اهتمامًا أكثر من ذلك لحماية الإبداع والمبدعين كما أن فكرة تطوير دور المرأة لما فيه صالح لها لا بد أن تكون نابعة منها لأن فكرة النظر لتطوير أي شخص لابد أن تكون نابعة من الذات قبل النظر إلي دعم المؤسسات أو الإرادة السياسية علينا أن نأخذ قرارًا للتطوير في المستقبل والتحسين في الأوضاع .
< د. صبري الشبراوي :أحب التنويه عند البدء في تنفيذ مشروع العاصمة الإدارية الجديدة إلي أن نهتم بالفنون والإبداع والأماكن المخصصة لذلك بها، والاهتمام بالكوادر التنموية خاصة من السيدات ربما تجد فرصة أفضل من فرصها الآن.
◙ الأهرام: وما هي التوصيات التي يمكن الاستعانة بها لتمكين دور المرأة في بناء الوعي المصري ومواجهة التطرف الفكري في بلادنا؟
< غادة حمودة : حتي نتحدث عن دور المرأة وخاصة جيل الشباب علينا أن نتحدث عن جانب تأهيل لها في النواحي الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، فمن الناحية الاقتصادية علينا النظر في المشروعات الاقتصادية وبرامج التنمية الموجودة في بلادنا أو المشروعات الصغيرة أو متناهية الصغر التي تساعد المرأة المعيلة أو المُطّلقة أو الأرملة، فهناك خطة واضحة من منظمات كبيرة لتفعيل تمكين المرأة بهذه الأماكن لأن المرأة هي نصف المجتمع وبدونها لن يكتمل عمل الكثير من المؤسسات فهي عنصر مؤثر في تحقيق التوازن بين التنمية وتحقيق الاستقرار خاصة اننا في مرحلة اقتصادية صعبة مهمة جدًا تحتاج إلي التمكين الفوري للسيدات لتحقيق هذه العملية، كما أن علي الإرادة السياسية أن تدعم المرأة المعيلة وتراعي مشروعاتها الصغيرة ومتناهية الصغر للوقوف بجانبها في الظروف التي تمر بها، كما أننا نحتاج إلي تفعيل دور المرأة التي تتمتع بنجاحات في مجال الفن لتوضيح تجربتها لباقي السيدات في مصر وتكون نموذجًا حقيقيًا للنجاح ونحتاج إلي تدريب المرأة علي برامج تمنحها الثقة بشكل أكبر في نفسها كي تساعدها علي التعامل مع عملها الجديد في المؤسسات والشركات والتي يمكن من خلالها أن تحقق نجاحات كبيرة، ونحتاج إلي فتح موائد حوار مع نماذج من السيدات تديرها المؤسسات التنويرية والقيادات الفاعلة في الدولة للتثقيف بدورها الذي ينبغي أن تقوم به في المجتمع كي تستطيع القيام بدورها، ومن الناحية السياسية تحتاج المرأة لعمل كوتة وتمثيل دورها الفعلي في مجالس الإدارات بمؤسسات العمل تحديد النسبة الحقيقية التي من المفترض أن تمثلها المرأة .
◄ القائمون علي بناء الوعى أفكارهم تدعو للتطرف
< د. صبري الشبراوى: نحن نريد أن نؤكد أننا نحتاج أن نكون في دولة مدنية وهذا ما قاله الرئيس عبد الفتاح السيسي، والدولة المدنية الحديثة لا بد أن تكون لها سياسة في التعليم والتعلم والبحث العلمي الآمن الذي نستطيع من خلاله منافسة الدول التي تنافسنا في هذا المجال مثل كوريا واليابان وإسرائيل، كما أن مواصفات السلوك البشري مرتبطة بصلة وثيقة بإنتاجيته ولذلك لابد وأن يكون هناك تركيز علي قيم العمل والمعاملة وإنتاجية البشر وهذا لا يتم إلا بتحقيق وتعميم برامج التدريب الفعال والمتحضر لهذه العناصر تبدأ من رعاية الأسرة وتطوير مناهج التعليم واستحداث التقليدي منها تركز علي ممارسة الديمقراطية الحديثة التي تتلخص عناصرها في عملية الاختيار للقيادات السياسية التنفيذية أو الاجتماعية في المجتمع توضيح معالمهم معايير عملية الاختيار نفسها محاربة المشكلات الأساسية التي تواجه مجتمعنا منها الأمية والفقر، والحقيقة أمية المرأة هي أساس عدم تقدمها وتنصيبها في المناصب القيادية بالمؤسسات، الاهتمام بالتعليم البحث العلمي قيم الحياة منها احترام الوقت النظرة الجيدة للمرأة واحترام الآخر والاهتمام بدور الطفل كذلك التربية داخل الأسرة وتعليمها في المناهج التعليمية والحكومة تحتاج إلي تغيير سياسة التعامل مع المواطنين وهي نظم عمل إدارة لصناعة دولة مدنية، نحتاج إلي مراكز تميز للإدارة في جميع نواحي الحياة، فقيم الإدارة هي التي تحدد نجاحات المرأة وتحقيق الديمقراطية والشفافية والمحاسبة حتي علماء مصر لم يستطيعوا وضع قواعد معينة للتعريف بهذه الحقوق نحتاج أيضًا إلي التعلم من المجتمعات الغربية المتحضرة الخبرات وخطوات اختيار القيادات وهذا كان واضحًا في الانتخابات الأمريكية بين «هيلاري» و«ترامب» كانت منافسة شريفة وقوية مبنية علي الشفافية والديمقراطية.
> د. وسيم السيسي :أريد في حديثي عن التوصيات أن أركز علي مطلب الدكتور صبري الشبراوي وهو أننا نحتاج إلي أن نكون في دولة مدنية والدولة المدنية تعريفها هو أن الدولة لا تكون عسكرية ولا دينية فأحيانا التعريف عن طريق النفي يكون أوضح من التعريف عن طريق الإيجاب، النقطة الثانية في التوصيات التي أحب أن أؤكدها إعادة كتابة التاريخ لأنه كما قال الأدباء هو اختياري ومخادع يتم فيه اختيار الأمور التي تتماشي معنا دون النظر إلي الحقائق والثوابت، تعليم أبنائنا الحضارة المصرية من خلال المناهج وقانون الأخلاق الحقيقي الذي كان موجودًا في مصر القديمة فكوننا لا نعلم تاريخنا الحقيقي الذي يبني عليه المصريون جميعًا مسلمين ومسيحيين فهو أمر كارثي يعبر عن انهزامنا أمام الشعوب فغزو العقول أقوي وأشد من غزو السلاح والحضارة المصرية هي تاريخ يتعلمه العالم في فرنسا أمريكا وبريطانيا للأسف في مصر نشوهه وفي التاريخ يدخل در الأقباط في الكفاح الوطني
شارك فى الندة
> د. صبرى الشبراوى
رائد التنمية البشرية وأستاذ بالجامعة الأمريكية
> د. هدي بدران
رئيس الاتحاد العام لنساء مصر
> د. وسيم السيسى
عالم المصريات وأستاذ الجراحة
> د. غادة حمودة:
مسئولة التنمية البشرية بمؤسسة القلعة
> نيرفانا شلبى خبيرة تنموية
> سارة الطباخ ــ خبيرة اقتصادية
رابط دائم: