رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

كلمات
فى مكتبة الإسكندرية

لعل من أهم مكتسبات مؤتمر «العالم ينتفض: متحدون فى مواجهة التطرف» الذى نظمته مكتبة الإسكندرية على مدى ثلاثة أيام، هو المناقشات الثرية التى اتسمت بها جلسات المؤتمر، رغم أجواء المشاحنات والأصوات المرتفعة فى بعضها. وصبت معظم المناقشات فى اتجاه توفير السبل الكفيلة أمام الدول لمواجهة أعمال العنف والتطرف، التى تنتهى فى النهاية إلى العمليات الإرهابية بكافة أنواعها، من تفجير وقتل ونسف وعمليات انتحارية.

ومن أهم مخرجات المؤتمر هو التفكير سويا فى الاستراتيجيات التى تبدو ملائمة لمواجهة التطرف والإرهاب، وهى الاستراتيجيات التى توصل إليها المشاركون من مختلف أنحاء الوطن العربى وبريطانيا وأمريكا والصين. من مميزات المؤتمر أن الاستراتيجيات التى اجتهد الجميع فى التوصل إليها، ستفيد أى دولة عربية أو مجموع الدول العربية، إذا أرادوا حقا تبنى رؤية حقيقية لتخليص الشعوب والبشرية جمعاء من آفة العصر اللعينة.

هذه الآفة التى باتت تأكل الأخضر واليابس، حتى إنها تقضى على الزرع قبل موعد حصاده، فلا نكاد نرى ما بذرناه بسبب رغبة التنظيمات الإرهابية بمختلف أنواعها فى القضاء على حياة البشر. فالإرهابيون الذين يعتقدون أن يشتروا الحياة الدنيا بجنة الآخرة، يعيشون فى الوهم، لأن الإسلام الحقيقى الذى يتحدثون عنه ولا يعرفونه، جاء ليبشرنا بالسعادة فى حياتنا ودنيانا، فالدين دنيا وآخرة معا، وليس واحدة من الأثنين بعكس ما يروج له مفتو هذه الجماعات الإرهابية.

ورغم أن معظم المتحدثين طرحوا - خطأً - فى كلماتهم تعبيرات تتفق جميعها على أن التطرف أو الإرهاب مرتبط بالإسلام..يكتب للدكتور على جمعة مفتى الديار المصرية السابق تنويهه فى كلمته بالجلسة الختامية للمؤتمر، الى خطأ لصق الإرهاب أو التطرف بالإسلام. وكشف أن أبحاثا أجريت فى الخارج أثبتت أن الإسلام يأتى فى المرتبة الثالثة التصاقا بالتطرف مقابل التطرف الكاثوليكى والبروتستانتى واليهودى والهندوسى.

ومن بين ما اتفق عليه المشاركون، أن مفهوم التطرف والإرهاب يتطلب تعريفا محددا، لأنه حتى وقتنا الراهن لم يضع الباحثون تعريفا واحدا لآفة العصر، ناهيك عن أن التطرف يوظف سياسيا على نطاق واسع ويستخدم أحيانا لتبرير سياسات خاطئة. وهذا هو التطرف المضاد الذى ترتكبه بعض الحكومات.


لمزيد من مقالات محمد أمين المصرى

رابط دائم: