رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

فى المواجهة
الأمن و«الأم العازبة»

لا نزال نسير باختيارنا فى طريق لن يجلب لنا سوى الهلاك ولطم الخدود والحسرة على مافات. اخترنا الانشغال بمواقع التواصل الإجتماعى وماتقذفه إلينا من مهاترات وقصص وهمية للباحثين عن الشهرة الزائفة أو الابتزاز من أجل أى مصلحة.


لن تتوقف القصص سواء كان ذلك مقصودا من أجل شغل الرأى العام بعيدا عن التفكير فى السياسة أو متاعب الحياة اليومية أو تحقيقا لرغبة البعض فى النجومية أو افتعال أزمة مع السلطة ومخاطبة جهات خارجية طلبا لدعمها وتبادل المصالح معها على حساب الوطن. «الأم العازبة» هى الوسيلة الأحدث لمغازلة الغرب للحصول على «المنفعة» وقد استغلت إحدى الناشطات السياسيات إعلان 2017 عام المرأة لتدشين هذه الوسيلة مستغلة تعاطفا نسائيا جارفا لتدوينتها التى استهلت بها العام الجديد بالإعلان عن أنها رزقت بطفل من علاقة غير رسمية ويرفض الأب الاعتراف بالطفل وأنها ستحارب من أجل إثبات نسبه كى تكون نموذجا يحتذى للأخريات ! بعيدا عن المناقشات الأخلاقية والدينية والسياسية أحياناً لتلك القضية،ما بين متعاطف مع فتاة تخلى عنها حبيبها لتواجه الناس والمجتمع بطفل بدون أب،ورافضٍ لما فعلته يُحمِّلها المسئولية كاملة، لأنها تزوجت من دون أوراق رسمية،نجد إصرارا من الفتاة والمتعاطفين معها لإخراج القضية من قالبها المحلى الذى قتل بحثا فى مئات القصص السابقة التى لم تجلب لأصحابها سوى الفضيحة والخزي, بالسعى لمغازلة منظمات حقوق الإنسان والمرأة فى الخارج. ولأن التحرش بأجهزة الأمن أصبح وجهة من يرغب فى لفت الأنظار لقضيته,لم تضع الفتاة الفرصة فادعت تعرضها لتضييق أمنى مستدعية ذكريات ثورة يناير وتعرضها للاحتجاز,لكن ماذنب الأمن فى من أسكرها الهوى؟ ندرك أن للفتاة خصوصيتها وستتحمل وحدها عواقب ضعفها أمام حب مزيف لكن خطورة الأمر أن قصتها تكتسب قوة دفع هائلة من مواقع «السوشيال ميديا» بقوة انتشارها وتأثيرها الذى سيوقع لامحالة العشرات مثلها ربما «طواعية» فى براثن مثل هذه العلاقات, وهو مايرشح نموذج «الأم العازبة» المستوحى من الغرب للانحدار ككرة الثلج التى تتضخم بفعل الاندفاع والتعاطف وهو مايؤسس لمجتمع انتقل من مرحلة الجهر بالخطيئة إلى تبريرها وتشجيعها, فأى سقوط أكبر بعد ذلك ؟

[email protected]@yahoo.com
لمزيد من مقالات شريف عابدين

رابط دائم: