لا يمر شهر إلا وترتقى الى الجنان قوافل الأبطال الشهداء الذين يقدمون حياتهم لهذا الوطن فى حربه الشرسة ضد التآمر والخيانة والإرهاب، إن الشهداء من رجال الجيش والشرطة والمدنيين هم شعلة النور والنار التى ستنير المستقبل للأجيال القادمة وتحرق كل دعاوى الزيف والضلال والفساد، ورغم الكثير من محاولات إطفاء جذوة هذه الشعلة المقدسة، فإن معين مصر القدرى لا ينضب بالابطال ومن الأنحاء كافة، ومع أعراس الجنة، فإن هناك زمرا من الضلال مازالت ترتع، هؤلاء ليسوا من الإرهابيين القتلة فقط بل من السفلة والمفسدين الذين ينهبون المال العام ويخربون المؤسسات لهدم هذا الوطن وهم للأسف منتشرون فى كافة مفاصل الدولة وفى بعض اجهزتها الحساسة بلا استثناء، إن الفساد موجود بوجود الإنسان وله حدود معروفه، فى تجاوزها مؤشرات على تفكك المجتمع وانهيار الدولة، وقديما قيل من أمن العقاب أساء الأدب، وكان العقاب طوال الخمسين عاما الماضية غير وارد ليتضخم الفساد ويصير الإفساد أقرب ما يكون الى السلوك الجماعى المقنن إن الحالة المصرية الآن اقرب ما تكون الى إعادة بناء وتطهير الذات وهى سياسة واضحة ومعلنة من قبل الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى يشرف بنفسه على مكافحة الفساد والإفساد باعتباره خيانة وإهدارا لدم وتضحيات الأبطال الشهداء فلا يعقل أن هناك من يقدم عمره وشبابه فى الوقت الذى يسرق فيه آخر ويهدم. إن الأبطال الحقيقيين فى هذا الوطن يعيشون فى القرى والأقاليم والذين مازالت بنيتهم القيمية متماسكة الى حد كبير وليس عيبا فى هؤلاء «جنود وضباط» أن يكونوا فقراء وظروفهم صعبة وشرفهم الأشرف أنهم رغم ذلك يجودون بأرواحهم ويمنحون الوطن رفاهية الحياة،إن التراخى فى مكافحة الفاسدين ليس خيانة للوطن فقط بل خيانة لكل الشهداء الذين عانوا فى حياتهم وقدموا راضين أرواحهم وتلك أمانة من أمانات فى عنق الرئيس.
لمزيد من مقالات محمد الأنور رابط دائم: