رئيس مجلس الادارة
أحمد السيد النجار
رئيس التحرير
محمد عبد الهادي علام
من حق محافظ الشرقية اللواء خالد سعيد أن ينال تقديراً خاصاً على يقظته وإيجابيته فى مواجهة التخريب العمدى الذى يحدث فى بعض المدارس على أيدى مجموعة من المدرسين والإداريين المتطرفين الذين يستغلون وظائفهم، بما تتيحه لهم من وضعية خاصة مع التلاميذ، فى سبيل نشر أفكارهم المعادية لاختيارات الشعب وللنهضة المأمولة وللمبادئ الإنسانية المتحضرة، والتى تنتهك صراحة الدستور والقانون، وذلك تحت إشراف بعض مديرى المدارس أو فى غفلة منهم. فقد أكدّ المحافظ فى تصريحات صحفية أنه أحال مديرة مدرسة وأحد مدرسى اللغة العربية وآخرين فى إحدى الإدارات التعليمية إلى التحقيق أمام النيابة الإدارية، كما أصدر تكليفات إلى الشئون القانونية بفحص المدرسة، وذلك بعد شكاوى تقدَّم بها عدد من أولياء الأمور، الحريصين على حُسن تنشئة أبنائهم، بأن المدرسة تجبر التلميذات على ارتداء الحجاب، وتعاقبهن بالضرب المبرح، كما أن المدرس المشار إليه يهاجم الحضارة الفرعونية ويصفها بأنها حضارة أصنام! ليس غريباً أن تجتمع الغلظة فى التعامل مع التلاميذ، مع التزمت فى فرض الحجاب على الصغيرات، مع التبجح فى الحكم بلا علم، مع المجاهرة بتشويه التاريخ فى سعى لإضفاء قبول نفسى لأفكار التطرف! فهذه كلها جوانب مشتركة لدماغ واحدة تتجلى مخاطرها الكبرى، بالتوازى مع كل هذا، فى التعاطى مع المجتمع الكبير خارج إطار المدرسة، فى رفض الآخر المختلف فى الدين، بل فى المذهب، واعتماد خطاب الكراهية، وإشاعة مناخ إرهابى تتولد فيه الجرائم التى نعيش جوها الخانق. وهذا يؤكد أن القضية أكثر تعقيداً مما يظنها البعض، فإن إصلاح التعليم لن يتحقق بمجرد تعديل المناهج الدراسية (وحتى هذا، فلا يزال بيننا وبينه فراسخ!) مع ترك جيش من المخربين الذين اندسوا فى العملية التعليمية عبر سنوات ممتدة، ليقوموا بتلقين الأطفال سموماً من خلال القيام بوظيفتهم التى تتيح لهم أن ينفردوا بالصغار، وأن يعبثوا فى عقولهم ووجدانهم، وكانت بعض النتائج الوخيمة فيمن يلقون بأنفسهم فى التهلكة فى عمليات إرهابية بوهم أنها السبيل إلى الجنة. [email protected]لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب