رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

مواجهة الإرهاب

قراءة واعية لما يحدث فى المنطقة الآن تكشف بوضوح وجلاء حقيقة المخططات التى تدبر لنا، فالجماعات التكفيرية المسلحة تنطلق وتسيطر على مساحات فى سوريا والعراق وليبيا، وتحاول أن توجد لها موطئ قدم فى دول أخري، وكأن المطلوب هو دفع التيارات المتطرفة للسيطرة على المنطقة العربية ليكون ذلك مدخلا جديدا لتقسيم تلك الدول والسيطرة على مقدراتها.



لكن ثورة الشعب فى 30 يونيو التى استجابت لها وحمتها قواته المسلحة أطاحت بهذا المخطط، عندما أطاحت بحكم جماعة الإخوان الإرهابية، فلم تعد مصر حاضنة للجماعات المسلحة ومشاركة فى تقسيم الوطن العربي، حسبما كانت تريد جماعة الإخوان، وسقط رهان البعض على عودة الامبراطوريات التوسعية أو الدفع نحو تقسيم طائفى للمنطقة، لا يخدم فى النهاية سوى مصالح إسرائيل وداعميها.

هذه القراءة تفسر ما قصده الرئيس عبدالفتاح السيسى عندما كرر أكثر من مرة «أنتم يا مصريين متعرفوش أنتم عملتوا إيه»، فالحقيقة أن ثورة الشعب المصرى فى 30 يونيو قلبت المعادلة فى المنطقة، وأطاحت بحلم تقسيمها طائفيا، ولذلك سعت الدول والجماعات الراعية لهذا المخطط التقسيمى إلى عقاب الشعب المصري، بإطلاق حرب إرهابية ضده، وواجه الشعب هذه الحرب ببسالة، ولا يزال يواجه ويدفع الثمن من دماء شهدائه نيابة عن الجميع.

إن الحرب ضد مصر لأنها أفسدت مخطط إشعال وتقسيم المنطقة، تتنوع من إرهاب الجماعات التكفيرية المسلحة الذى لا يتورع عن القتل والتدمير ونشر الخراب، إلى الضغوط الاقتصادية بأشكالها المختلفة، علاوة على حرب إعلامية شرسة بوسائل الإعلام التقليدية ومواقع التواصل الاجتماعي، ومحاولة التأثير على الرأى العام المصرى لتثبيط الهمم ونشر اليأس، وصولا إلى محاولة نشر الفوضى، وهدم مؤسسات الدولة.

كل ذلك عقابا للشعب على ثورته فى 30 يونيو، لكن المصريون استطاعوا رغم كل ذلك الحفاظ على بلدهم، ومواصلة مسيرة البناء وإعادة تثبيت دعائم الدولة، والانطلاق فى سلسلة من المشروعات القومية الضخمة لبناء اقتصاد قوى يوفر حياة معيشية كريمة، وفى الوقت نفسه مازالت مصر تحارب الإرهاب وتحافظ على أرواح المدنيين فى المساحة الضئيلة التى يتسلل إليها الإرهابيون بسيناء، وتدفع مصر تكاليف باهظة ماديا ومن دماء الشهداء والمصابين، للحفاظ على أمنها القومي، بل والأمن القومى العربى بأكمله.

وعندما حذرت مصر منذ سنوات من أن نار الإرهاب ستطول الجميع، لم يصدق أحد إلا عندما انفجرت الخلايا الإرهابية فى قلب أوروبا وأمريكا وانقلب السحر على الساحر، وأدرك الجميع أهمية التحذيرات المصرية، والدور المصرى الكبير فى محاربة الإرهاب على كل المستويات، بما فى ذلك مواجهة الأفكار التكفيرية من خلال إعادة تجديد الخطاب الديني.

لمزيد من مقالات رأى الاهرام

رابط دائم: