رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

جلباب «صلاح» .. وبيادة «الأسطورة»

على طريقة «رأفت الهجان» وهو يستمع بزهو وفخر إلى بيان حرب أكتوبر فى راديو إسرائيل، تابعت باستمتاع شديد حفلات السب واللعن والغيظ والبذاءة التى نصبها الإرهابيون وأذنابهم من أعداء مصر وكارهى أنفسهم لكل من اللاعب محمد صلاح والنجم محمد رمضان على مواقع التواصل الاجتماعي، لمجرد أن الأول «تجرأ» وذهب للقاء الرئيس فى الاتحادية بعد تبرعه بخمسة ملايين جنيه لصندوق «تحيا مصر»، والثانى أوفى بوعده لجمهوره ومحبيه، وبدأ بالفعل فترة تجنيده الإجبارية فى الصاعقة، مصنع الرجال.



الشتامون معذورون وحالهم يدعو للشفقة، فالمثل الشعبى يقول «ضربتين فى الراس توجع»، وما فعله صلاح ورمضان فى يوم واحد صفع «حبايبنا الحلوين» على وجوههم، وأصابهم بالصدمة والإحساس بالدونية أكثر وأكثر، فهؤلاء الأوغاد لا يكرهون فى حياتهم إلا جيش مصر ورئيس مصر وكل شيء له علاقة بمصر، حتى وإن كان ذلك صندوق «تحيا مصر»، بل شعارهم دائما «طز فى مصر»، وهدفهم أن تخرب مصر، ويعتبرون كل من أيد مصر ورئيسها وجيشها «منافقا» و«مطبلاتيا» وخارجا عن الفطرة!

صلاح، نجم فوق العادة الآن فى الدورى الإيطالي، وأحسن لاعب فى صفوف فريقه الشهير «روما»، كما أنه أحد النجوم الرئيسيين بمنتخب مصر الوطني، وقدوة رياضية وأخلاقية رائعة لكثير من شباب ومراهقى وأطفال مصر، وسبق أن كتبت عنه فى نفس هذا المكان قبل عدة أشهر لأحييه على موقفه «الوطني» و«الرجولي» عندما تصدى لمحاولات إقحام قضية «الفاسوخة» ريجينى على الملاعب الكروية الإيطالية، ولكننى كنت مع ذلك أشعر بشيء من القلق بسبب ما قيل عن قربه «الروحي» من شخصية غير مريحة، تعرفونها جيدا، ولكن جاء تصرف صلاح الأخير ليضع النقاط فوق الحروف، ويؤكد أن هذا الشاب، ابن بسيون محافظة الغربية، نضج شخصيا وكرويا، وخرج من جلباب «الآخرين»، وبات يعرف المعنى الحقيقى لكلمة «مصر»، ومعنى كلمة «دولة»، ومعنى كلمة «رئيس»، ومعنى أن يكون النجم “مسئولا” عن تصرفاته وقراراته واختياراته، ولا يخشى فى الحق لومة «إرهابي» أو عميل أو «أفعي».

أما رمضان، ابن حى المنيب، نجم التمثيل الصاعد بسرعة الصاروخ، فقد نجح فى أن يخذلنى أنا شخصيا، بعد أن ظننت فى باديء الأمر أن حلمه بالتجنيد فى العريش أو رفح مجرد «تويتة» للاستعراض، ولكنه التحق فعليا بالقوات المسلحة كمجند صاعقة، ليقدم بذلك رسالة بليغة للشباب المهووس به، مفادها أن الرجولة فى الدراما قد تكون مشاهد بلطجة وفتونة وتلاعب بالسيوف والسنج والمطاوى ورقص على موسيقى الشعبيات وأغانى المهرجانات، ولكنها على أرض الواقع تعنى كلمة واحدة فقط هى «البيادة»!

الجميل فى الأمر أن صلاح ورمضان «عصاميان»، فأسطورة روما لم يسبق له اللعب فى الأهلى أو الزمالك، بل خرج من المقاولون إلى بازل السويسري، ومنه إلى تشيلسى الإنجليزي، ثم معارا إلى فيورنتينا الإيطالي، واستقر أخيرا فى روما، أكثر أندية إيطاليا جماهيرية، وهو الآن أغلى لاعب مصري، وأحد أفضل لاعبى فى قارة أفريقيا، ومن بين أفضل لاعبى الدورى الإيطالي، أشرس دوريات العالم، وأسطورة المنيب، لم يعمل فى الفن بالتوريث، بل نحت فى الصخر، وبدأ حياته التمثيلية بأدوار صغيرة للغاية، إلى أن أصبح نجما وتحول إلى قدوة لدى قطاع هائل من الشباب، وبخاصة شباب الأحياء الشعبية، الذين لا يهمهم كثيرا ما إذا كان يتقاضى الملايين أو يمتلك سيارات فارهة، بل ويرون أنه يستحق أكثر من ذلك!

.. كل التحية لصلاح ورمضان اللذين أثبتا أن الرجولة مواقف، وأن النجومية عبء، وأن الانتماء للوطن هو الأصل، و«النذالة» هى الاستثناء، وكل العار للمتطاولين عليهما، ممن أثبتوا أن «التسخيف» هو أسهل فعل يمكن أن يقوم به الإنسان فى حياته!

لمزيد من مقالات هانى عسل

رابط دائم: