رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

محطات
وسائط «التباعد» الاجتماعى

خدعوك حين قالوا إنها وسائط للتواصل الاجتماعى، وفى الحقيقة هى ليست كذلك، إنما هى فى جانب كبير منها وسائط «تباعد» اجتماعى،

وقد أصبح مشهدا مألوفا فى مجتمعاتنا أن تجد مجموعة من الناس فى مكان واحد من المفترض أنهم اجتمعوا فيه للتواصل مع بعضهم البعض، فتجد أن كل واحد منهم أمسك بجهاز ينشغل به عن أقرانه أو أقربائه، بدلا من تبادل المشاعر أو الأفكار معهم، ويتكرر هذا الأمر فى البيوت والأندية والمقاهى. فإلى أين تأخذنا وسائل التباعد الاجتماعى، وإلى أين تتجه بنا التطورات التكنولوجية المتسارعة، وما هى تداعياتها على التواصل الإنسانى الحقيقى بين البشر. لا ينسى الكثيرون تلك الصورة الفوتوغرافية المثيرة لجدة اجتمع حولها أبناؤها وأحفادها، وهى تضع يدها على خدها، بينما كل واحد منهم يعبث بجهازه، شعرت بالألم والمرارة التى تحيط بتلك الجدة وأقرانها من كبار السن، الذين هم فى أشد الحاجة إلى التواصل مع الأحفاد المشغولين بالتواصل مع أجهزة صماء تربطهم بالبعيدين، وتباعدهم عن القريبين. فى الأصل كانت الزيارات واللقاءات بين الناس ضرورة حياتية للاطمئنان والتشاور والتواصل، ثم جاء جهاز التليفون فقلت الزيارات واكتفى الناس بالمكالمات الهاتفية، ثم جاءت وسائل التواصل الاجتماعى فألغت حتى التواصل الهاتفى، وتحول الحوار الإنسانى إلى حروف باردة على شاشات صماء توصف بأنها ذكية، أصبح الناس يستخدمونها بغير وعى، وأصبحوا يوما بعد يوم يغوصون فى دوامة إدمانها، التى أصبح لها انعكاسات نفسية سلبية للغاية على الفرد والمجتمع.

لمزيد من مقالات أسماء الحسينى

رابط دائم: