أقيمت مباراة القمة فى موعدها الذى كان محددا منذ أن أعلن جدول مسابقة الدورى الممتاز.. أقيمت على ملعبها الذى تحدد منذ بداية الموسم .. أقيمت رغم محاولة كل أطرافها التأجيل سواء أعلنوا رغبتهم صراحة أو حاولوا وضع الصعاب من أجل عدم إقامتها خشية أن يتهموا بالخوف منها.
فقد كانت الرغبة أكيدة لديهم جميعا فى التأجيل منذ أن أعلن ذلك صراحة السيد كوبر المدير الفنى للمنتخب الوطنى عبر أحد مساعديه، إلا أنه قوبل بعاصفة من الرفض، حتى آثر اتحاد الكرة السلامة وقرر أن تقام المباراة فى موعدها، وهو الرفض الذى أسقط فى يد بقية الأطراف .. الزمالك اكتشف فجأة أنه غير متفرغ لتنظيم المباراة انشغالا بزيارة السيد رئيس مجلس الوزراء للنادى فى اليوم التالي، رغم أنه لا يزور أندية .. والأهلى اكتشف فجأة أن قدراته تمنعه من تنظيم مباراة فى خمسة أيام رغم أنه نظم مباراة المقاصة فى يومين بعد انتقال تنظيمها إليه، حتى لجنة الحكام كانت تأمل لو تحرك موعد القمة ليبتعد عن احتفالات أعياد الميلاد ورأس السنة التى تسببت فى اعتذار كثير من الحكام الأجانب.
أقيمت المباراة فى موعدها وعلى ملعب بتروسبورت تحت حماية الأمن .. ولم يعرف أحد لماذا ومن قام بنقلها إلى برج العرب ولماذا عادت مرة أخرى إلى بتروسبورت.
أقيمت المباراة وسط حفاوة إعلامية كالمعتاد رغم دعوات المقاطعة من رابطة النقاد الرياضيين، عندما تفاجأت بأن النظام الذى اعتادت عليه قد تغير فى يوم وليلة.
أقيمت المباراة وانتهت بأمان والحمد لله ولم يصب لاعب بسوء ولم تتسمم الأجواء بين اللاعبين، ولم يفت كل المسئولين عن الناديين أن يتبادلوا القبلات أمام عدسات المصورين المظلومين.. أقيمت المباراة ولم يحضر رئيس الوزراء فى اليوم التالي، وعرف الأهلى أنه لم يكن محقا فى تشاؤمه من بتروسبورت.
ليبقى السؤال : متى نحترم المواعيد التى نعلنها .. ومتى نحترم النظم التى نعلن عنها .. بل ومتى نحترم أنفسنا ؟
لمزيد من مقالات أسامة إسماعيل; رابط دائم: