اهتزت مشاعرى بشدة لمشهد عروس الإسكندرية ذات السبعين عاما التى أرادت أن تفرح من القلب بارتداء فستان «العروسة» الذى تحلم به كل فتاة،لتذهب بنفسها للكوافير دون اصطحاب أحد من الأقارب رغم القسوة النفسية فى عدم وجود أحد لجوارها، وتسير فى الشارع وحيدة، وتحجز قاعة أفراح لتجلس بها بمفردها فى موقف يهتز له الوجدان رغم أن الوضع الطبيعى هو قيام الأهل بهذا الإجراء، ويتبرع أحد الرجال المحترمين الذى تعاطف معها ليجلس بجوارها فى الكوشة ليؤدي، دور العريس. كل هذه الأجزاء من الصورة الإنسانية المفعمة بالأحاسيس النبيلة والمتواضعة والجياشة لسيدة انتظرت رفيق العمر الذى لم يحضر طوال هذه السنوات فأرادت بنفسها أن تشعر بالسعادة التى حرمت منها لسنوات طويلة، يدل بجلاء لا غبار فيه على وجود خلل جسيم فى الجوانب الاجتماعية بمصر تراكم على مدى عقود.ما يحتاج لتحليل أسباب إهمال قطاع من الشباب لقضية الزواج وتفضيله للعذوبية، خاصة فى المدن وسفر أعداد كبيرة منهم للخارج، وتجنب بعضهم للزواج داخل مصر بسبب غلاء المهور ومتطلبات الزواج، وارتفاع أسعار الشقق، مما أدى فى النهاية لبروز أزمة العنوسة بين الفتيات. وعلينا أن ندرك بهدوء وعقلانية ما قامت به خمس طالبات بالجامعة فى عمر الزهور بقلب جامد وفرحة غامرة بارتداء ملابس العروس والذهاب الى إحدى الحدائق لالتقاط الصور التذكارية، وسبقها إطلاق عدة فتيات لمبادرة عاوز أتجوز، والآن لم يبق شيء أمام المجتمع والدولة لكى نتحرك جميعا ونتحمل مسئولية التفكير والتصرف فى حلول جادة وواقعية.
لمزيد من مقالات عماد حجاب; رابط دائم: