رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

كلمة عابرة
مسيحيو مصر أول من يتصدَّى!

لا يُفاجأ بمواقف المسيحيين المصريين إلا من يجهل مصر ولا يدرى شيئاً عن شعبها وخصائصه! فقد عجز المراقبون الأجانب عن أن يستوعبوا منطق المسيحيين فى رفض ما يُراد له أن يبدو كما لو كان دفاعاً عنهم ضد موجات الإرهاب التى تتجلَّى بعض كوارثها فى العدوان على الكنائس وتخريبها، مثلما حدث عقب نجاح الشعب، بمسلميه ومسيحييه، فى الإطاحة بحكم الإخوان عام 2013، وبعد أن استجابت الحكومة للنداء الشعبى بفضّ اعتصامى رابعة والنهضة بعدها بأسابيع، ثم ما أعقبها من جرائم إرهابية شهيرة ضد عشرات الكنائس فى الصعيد. وكان أول تعليق من قداسة البابا تواضروس مانعاً رادعاً لأى محاولة مِمن يسعون للتصيد، أو من مخاطر الانفعال غير المحسوب، عندما قال إن وطناً بلا كنائس خير من كنائس بلا وطن.

كانت الأحداث على الملأ أيامها، وكانت فضيحة السفيرة الأمريكية فى القاهرة على كل لسان وهى تشدّ من عزيمة جماعة الإخوان، التى هى أسّ الإرهاب فى مصر والعالم، وتطلب منهم الصمود فى اعتصامهم، ويُصرّ أعوانُها فى الداخل على تحدِّى الإرادة الشعبية بالترويج لضرورة المصالحة مع الإخوان ودمجهم فى الحياة السياسية..إلخ! وكان هذا الدعم العلنى أكبر حماية للإرهاب خاصة فى جريمة العدوان على الكنائس! ولكن البعض يتناسى هذه الأيام مَن فعل ومَن حرّض ومَن قدَّم يد العون، وهو ما يتجلَّى فى مشروع القانون، الذى سوف تناقشه، فى بداية العام الذى يبدأ اليوم، لجنة الشئون الخارجية فى مجلس النوّاب الأمريكي، تحت عنوان: «قانون المساءلة المتعلق بالكنائس القبطية» والذى قيل إنه لمتابعة إصلاح ما أصاب الكنائس فى أغسطس عام 2013، والذى كشف مسيحيو مصر من أول وهلة غرضه الفج، ليس فقط فى انتهاك السيادة المصرية وإنما فى السعى لاستخدامهم غطاء لهذا الهدف، فكان رد الفعل المتسق ضد خطط لم تتوقف لما يزيد علئ قرن من الزمان، ولكنه مفاجئ لمن يجهل شعب مصر، فى إجماع الكنائس المصرية الأرثوذكسية والكاثوليكية والإنجيلية، على التصدى الفورى الحاسم للمخطط.

[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبد التواب;

رابط دائم: