عند مفترق الطرق
المصريون يحلمون بالخلاص!

حقا إن المنطق يقول إنك تحصد هذا العام، ما قمت بزراعته فى العام الماضي، إلا أن الأمل يبقى قائما فى أن يكون المقبل أفضل، وأن تتحقق فى العام الجديد آمال وأحلام لم تتحقق فى الأعوام الماضية.

اليوم بداية عام جديد، يأمل فيه المصريون أن يكون بداية لنهاية أعوامهم الصعبة، ومفتاحا للخلاص من آلامهم وأوجاعهم المزمنة، التى تسحقهم وتكسر عظامهم، وتطرحهم أرضا يعانون عجزهم وهوانهم وإحباطهم.

لقد عاش المصريون خلال تاريخهم الطويل، أعواما صعبة ومصيرية لا تعد ولا تحصي، ولكن ــ فى رأيى ــ لم يعرفوا من قبل عاما فى ثقل وعتامة وقتامة عامهم الفائت، الذى كانت أيامه أشبه بالأسلاك الشائكة.

يأمل المصريون فى العام الجديد أن تشهد حياتهم تغييرا للأفضل، وأن يتوقف «سعار» الأسعار، وأن يكون هناك حسم لكل الملفات السياسية المعلقة، بما يسمح بتوسيع المجال العام حتى يشارك الجميع فى حرية.

وإذا اعتبرنا أن العام الماضى كان فيه البلاء غالبا، فإنه لم يخل من خير، وهو تأكيد جوهر المصريين «النفيس» الذى تجلى فى قدرتهم على التحمل، وفى طاقتهم على الصبر، على الشدائد والمكاره والآلام، وهو أمر نادر عند الشعوب، لذلك فإن من حقهم أن يحظوا ببعض الفرح والانفراج فى عامهم الجديد.

> فى الختام.. يقول على بن أبى طالب رضى الله عنه : «كل الحادثات إذا تناهت فموصول بها الفرج».