رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

حالة حوار
تركيا.. والباب والأكراد

أجزم أن تركيا من أكثر الدول تأزما فى العمليات الدائرة فى سوريا لولا تسندها على الحلف الروسى والإيراني، لأن أنقرة تحاول التحرك من المستنقع الذى انغرزت فى أوحاله بالأرض السورية وتفشل، نعم هى تريد التغلب على العدو فى «الباب» ويريدون الانطلاق إلى «منبج»، ويبغون أن تفى أمريكا بوعدها وتضغط على قوات سوريا الديمقراطية (وأحد مكوناتها الكبرى هى الأكراد) لكى ينتقلوا إلى شرق الفرات، لا بل يريدون اقتسام كعكة (الرقة) التى لم تتحرر بعد فى مواجهة (حلف أمريكا والسعودية وقطر) أو (حلف روسيا وإيران والنظام العربى السوري) أو التعبيرات السياسية والتنظيمية عن محاولات القوى المتطرفة بسط سيادتها على سوريا مثل (جبهة فتح الشام أو جبهة النصرة والفصائل التابعة لها وداعش والفصائل التابعة لها).

تركيا هى الدولة التى تشترط استبعاد فصيل أساسى من القتال ضد المتطرفين وهو الأكراد وهى مسألة دقيقة لأن الولايات المتحدة الأمريكية تعتمد على الأكراد فى مواجهات كثيرة على الأرض، ولكن تركيا تتشدد فى مواجهة الأكراد وتخلط بين (العرق) والحلم القومى فى (وطن) جزء منه فى سوريا وآخر فى تركيا والثالث فى العراق والرابع فى إيران وبين ما تسميه أنقرة (الإرهاب)، وبخاصة أن تخلى أمريكا عن الأكراد لا يلوح فى الأفق، فإما أن تتخلى أنقرة عن موقفها فى مواجهة الأكراد وهو مستحيل فيما يبدو وإما تقبل بما يعد تخليا عن التزامها السياسى وبخاصة فى ظل الاتفاق التركى الروسى الأخير لوقف إطلاق النار فى سوريا، والذى يفترض استباقه لمفاوضات أستانا، وبخاصة ـ أيضا ـ مع ما بدأ أردوغان يتلفظ به من اتهامات لواشنطن بأنها دعمت منظمات إرهابية إشارة إلى دعمها الأكراد.

ومن جهة أخرى فإن تركيا دخلت إلى سوريا من دون دعوة رسمية وبالتالى فإنها ستظل دولة (غازية) لأن السلطة الرسمية والشرعية السورية لم تدعوها.مأزق تركيا هو أنها دولة دخلت إلى سوريا عنوة، وهى تريد إخضاع العمليات أو التسويات فى سوريا إلى شروط مسبقة باستبعاد الأكراد أحد أهم قوى المقاومة فى سوريا.. وأهم من ذلك أنها تتمزق بين هويتها الأمنية الأطلسية وحلفها مع روسيا ورغبتها المريرة فى القضاء على الأكراد.


لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع;

رابط دائم: