رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

الروائى عادل عصمت الفائز بجائزة «نجيب محفوظ»:الجائزة تتويج لحوار استمر سنوات مع أديب نوبل

مى إسماعيل
جاء فوز رواية «حكايات يوسف تادرس» للروائى عادل عصمت بجائزة نجيب محفوظ للرواية التى يمنحها قسم النشر بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، لتعيد الكُتَّاب المصريين لمنصة التتويج بالجائزة بعد غياب ثلاث دورات متتالية، وقد أجاد عصمت فى هذا العمل تصوير رحلة البحث عن خلاص الروح وتحققها التى حولت خوف الراوى إلى فن حقيقي. ولكى تكتمل ملامح رحلة البحث هذه كان لنا هذا الحوار مع الفائز لنُبحر أكثر بين حكاياته مع محفوظ الإنسان والمبدع.

ماذا عن شعورك بعد أن ارتبط اسمك باسم نجيب محفوظ؟

استقبلت الخبر بسعادة غامرة أكبر من أن تصفَها الكلمات؛ أولاً لأنه لم يقترن اسم كاتب مصرى بالجائزة منذ فترة، وثانياً لأن لحظة تسلم الجائزة من أهم لحظات حياتي, فلها طعم مختلف تماماً بالنسبة لى عن أى جائزة أخري؛ فهى تحمل اسم نجيب محفوظ الذى اعتدت منذ فترة طويلة على إجراء حوار داخلى معه، فأنا منذ سنوات أتخيله وأتحدث معه، وكأن هذا الحوار الداخلى يتجسد اليوم وهو يحيينى ويمنحنى ميداليته التى ستبقى معى للأبد.

هل كنت تتوقع الفوز؟

كنت أتمنى الفوز, لكن لم أكن أتوقعه إطلاقا. فالنتيجة لا تأتى وفقاً لجودة العمل الإبداعى فحسب، ولكن بإجماع آراء لجنة التحكيم، بمختلف أذواقها، على العمل. ومن حسن حظى أن حظيت روايتى بإجماع خمسة أساتذة كبار هم أعضاء اللجنة.

أراك الحاضر الغائب بين سطور روايتك الفائزة، فهل توافقنى أن هناك تشابها بين شخصيتك وشخصية الراوى «والبطل» يوسف تادرس؟

أنا والراوى لنا طباع شخصية وثقافية مختلفة، لكن ما يربطنى بشخصية يوسف تادرس هو الهم الفني؛ فهو مهموم بكيفية إبداع لوحة حقيقية غير مزيفة، وأنا مهموم بكيفية كتابة رواية كأنها الحياة، وليست بطعم الروايات العادية. وهكذا فكلانا مشغول برحلة الوصول إلى نقطة الإبداع الحقيقي؛ بالتالى فإن روح «عادل» الكاتب كانت تحضر بين سطور الرواية. فأنا مثلا عشت مع يوسف تادرس فكرة أن الفشل فى عمل لوحة ما هو إلا طريق لإنتاج لوحة أفضل. وحدث هذا لى بالفعل عندما فشلت فى كتابة قصة عن قريتي، رغم محاولاتى المتكررة، حتى جاءت اللحظة التى روى لى فيها أحد الأصدقاء قصة رجل عارٍ يُرعب بعريه كل من حوله، فتجمعت فى تلك اللحظة كل القصص التى فشلت فى كتابتها لأكتب عملا روائيا ناضجا بعنوان «الرجل العاري».

لكن.. كيف استطعت تقمص شخصية «يوسف تادرس» بكل هذه البراعة رغم خلفيتكما الدينية والاجتماعية بل والإبداعية المختلفة؟

نحن نتوهم هذا الاختلاف؛ فكلنا مصريون شربنا من نفس النبع، ولنا نفس الثقافة ولكن بمُسميات مختلفة. وأنا عشت بين أصدقاء أقباط، فلم يكن من الصعب عليَّ كتابة شخصية يوسف تادرس والتوغل داخلها، وكان أصدقائى الأقباط هم مرجعى الأول لمعرفة التفاصيل التى لا أعرفها.. ولا أدرى إن كنت قد تقمصت شخصية الراوى أم العكس هو الصحيح، فكل منا دخل بين ثنايا الآخر، ومن هنا بدت الشخصية للقارئ كأنها حقيقية.

عند تسلم الجائزة طرحت سؤالا مهما لكل مبدع، وهو: كيف يمكن لكاتب ناشئ أن يعرف حقيقة ما يكتب؟ فما أدواتك التى اعتدت على ان تكتشف بها حقيقة ما تكتبه؟

أنا شخصية تميل إلى العزلة ولا تملك الكثير من الصداقات داخل الوسط الثقافي، وكانت جائزة الدولة التشجيعية التى حصلت عليها عام 2011 عن رواية «أيام النوافذ الزرقاء»، وجائزة نجيب محفوظ التى حصلت عليها هذا العام, بمنزلة المرآة التى عكست لى لمحات من الحقيقة، خاصة أنى حصلت على الأولى فى ظروف استثنائية، والثانية حصلت عليها من بين خمسين رواية عربية. أما قبل ذلك فكانت رؤية كبار الكُتاب مثل د. صبرى حافظ وإدوار الخراط وغيرهما، وتعليقاتهم على إنتاجى هو مرآة النقد التى أرى بها أعمالى بعين الآخر، هذا إلى جانب رأى القارئ وهو أهم مرآة لأى كاتب.

ماذا تعلم «عادل عصمت» من «نجيب محفوظ» الإنسان والمبدع؟

تعلمت من إنسانية محفوظ أكثر مما تعلمت من إنتاجه الفني، وإن كنت قد تشبعت بأعماله وأجوائها على مدى حياتي. فإن أحاديث محفوظ وطريقته فى التفكير والحياة أعطتنى الكثير؛ بفضله اعتبرت الفن حياة لا مهنة، وطريقة تفكيره ألهمتنى معرفة قدراتى والاستفادة منها بالشكل الأمثل. فمن يتعمق فى حياة محفوظ يكتشف الكثير، فهو بمنزلة السراج المضيء الذى يأتى من قلب العشوائية ليبرهن لك على أنك قادر على إعادة توازنك باكتشاف قدراتك وأعمالك.

ما ردك على من يريد المساس بأدب نجيب محفوظ؟

لا أعُيره أى اهتمام.. فهو لا يعرف قيمة محفوظ ولا قيمة روح الشعب المصرى الذى تحدث عنه محفوظ.

ماذا عن أعمالك المقبلة؟

من المقرر إصدار روايتى الجديدة بعنوان «صوت الغراب» مطلع العام المقبل. وبعدها مجموعة قصصية بعنوان «لن أتذكرك أبداً».

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق