رئيس مجلس الادارة
أحمد السيد النجار
رئيس التحرير
محمد عبد الهادي علام
لعل من اللحظات السعيدة التى تمر على الإنسان لحظة ذهابه للمطار، ليس لتوديع أو استقبال أى فرد، سواء من العائلة أو الأصدقاء، ولكن للسفر، أى يكون متوجها للخارج، فى رحلة، مهمة، مؤتمر، المهم أنه مسافر ويحلها ألف حلال كما يقول المصريون. وإذا كانوا يقولون فى السفر سبع فوائد، فهى مقولة تنقصها الدقة، لأن فوائده مائة لو أمامنا الوقت والمساحة لتعدادها..فى السفر تستطيع فرز الوجوه المسافرة، منها الحزين، والسعيد، وما بينهما كثيرون..ولكن ترى عشرات أو مئات الأشخاص يحملون حقائبهم، ويتحملون المشقة فى الوقت الراهن بسبب إجراءات الأمن الصعبة وهى ضرورية لتأمين الطائرة والمسافر وسمعة مصر وشركات الطيران أيضا. كل هذا مهم، ولكن للمسافر متعة حقيقية، خصوصا إذا صدقنا البوست الذى انتشر على السوشيال ميديا منذ أسبوع تقريبا ويقول: للسعادة 3 أبواب، باب الثلاجة، وباب البنك، وباب المطار..فمصدر سعادة باب الثلاجة أنه يوفر الماء والمأكل للظمآن والجوعان، وباب البنك فى أغلب الأحيان يكون لسداد ديون بطاقة الائتمان، أو لتلقى حوالة أو إرث فجأة من قريب غاب عن الدنيا، فهى لا توجد سوى فى أفلام زمان، ولكن لو الأمر حقيقى فأكيد يشعر الإنسان بالسعادة البالغة، لأنه سيكون ضيفا عزيزا على البنك فى هذه الحالة. أما سعادة باب المطار للمسافر فهى بالغة جدا، فهذا يعنى أن الإنسان سيتوجه الى أى بلد فى العالم، وسيرى بشرا جديدا، بعادات غير مألوفة له من قبل، ومن ثم سيتعلم طباع هؤلاء، ويأخذ ما يفيده ولا يأبه بالباقي. إنها تجربة حية لأن نتعلم مباشرة برؤية العين والمعاملة، وليس ما يحكى لنا، عن طريق كتاب، قصة، شريط سينمائى أو غيرها من وسائل النقل. حتى السوشيال ميديا لم تنقل لنا طباع الشعوب، واكتفت بإشعال الفتن بينا الناس، سواء فى نفس البلد أو بين بلدين أو أكثر، ولنا فى مباراة منتخبى مصر والجزائر العبرة على ما فعلته السوشيال ميديا فينا، ففى خلال لحظات أصبحنا شعبين متنافرين، ونحمد الله أن الغمة زالت سريعا. نعود للمطار، فإذا توقفت لبرهة فى ردهاته الطويلة ونظرت لسائرين يمينا أو يسارا، ستجد العجب، فكل إنسان فى اتجاه، وكل شخص يحمل بداخله أفكارا مختلفة وأغراضا عدة، ناهيك عن وجهة السفر، ولكن الأهم أنه مسافر، وسيظل فى سعادة الى أن يعود. لمزيد من مقالات محمد أمين المصرى