رئيس مجلس الادارة
أحمد السيد النجار
رئيس التحرير
محمد عبد الهادي علام
وكما يحدث فى كل مرة ستتم مطاردة الفاعل والإيقاع به ليدفع ثمن جريمته النكراء. ولكن يبقى سؤال هام وهو: هل سيمنع كل ما سبق "الإرهاب" من تحقيق هدفه الحقيقى ويقنع المدبر والمخطط الحقيقى للإرهاب بالتراجع عن آثامه؟ وهل سيقضى على المدبر والمخطط الحقيقى للإرهاب. الإجابة ستكون بـ "لا". فالإرهاب المستمر منذ عقود أصبح هدفه شديد الوضوح: إدخال اليأس والخوف فى العقول قبل القلوب وبث روح الضعف والإستسلام وتعطيل الحياة والعمل. لقد وجه الإرهاب ضرباته المتتالية إلى مصر(فى أحياء الهرم ورمسيس) فى يوم الجمعة المقدس لدى المسلمين ويوم الأحد المقدس لدى المسيحيين وفى يوم إحتفاء المصريين بذكرى مولد رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم الذى أرسله الله رحمة للعالمين. لقد تم توجيه الضربة إلى الجامع والكنيسة معا أى إلى روح مصر. ولكن حتى لاننسى فان الأمر لم يقتصر على ذلك فقط. فقد تم توجيه الضربات وسط إستعدادات لإستقبال موسم السياحة العالمى. وفى وقت كانت مصر كلها تتجه فيه إلى العمل بتركيز من أجل مواجهة تحدياتها الإقتصادية. كانت الرسالة واضحة. إنها محاولة بث اليأس والفرقة وضرب روح الإيمان فى مصر وتشتيت جهد المصريين ومنع إنتعاش قطاع السياحة من جديد. أما أفضل ردعلى ذلك الإرهاب فيكون عبر الآليات الأمنية والقضائية المتعارف عليها أولا، وعبر التوعية الجماهيرية ثانيا. أما الأهم فيكون بالقضاء على هدف الإرهاب ذاته من خلال المزيد من العمل والتأكيد على قدرتنا، نحن المصريين، على الحياة والعمل والإنجاز بل ومنع قوى الشر من تعطيلنا عن أهدافنا وإنجازاتنا الحقيقة. ان العمل والإنجازات وتحسن الإقتصاد ومستوى المعيشة والفكر ونمو الإبتكار وزيادة الإنتاج تمثل "قذائف" هائلة لاتقضى على منفذ العملية الإرهابية فقط، بل تقضى على أهداف المدبر والمخطط والموجه الرئيسى لكل ما يتعلق بالإرهاب فى بلادنا. لقد آن الأوان لتوجيه الضربة الحقيقة القاتلة إلى قلب وجوهر الإرهاب ذاته. فالإرهاب فى حقيقته لايمثل سوى وسيلة ضغط تسهم فى تفتيت المجتمعات والجماهير وتدميرها ماديا، ومعنويا، وإجبارها على الإنصياع لرغبات مضادة لمصالحها. واليوم تقف عدة نماذج مؤسفة لتؤكد على المصير المدمر والهلاك المحقق الذى يمكن أن يصيب مجتمع أو دولة ما من جراء الضعف أو المهادنة مع القوى الراعية للإرهاب. فمازالت المعارك مستعرة فى عدة دول عربية منذ أكثر من خمسة أعوام. ليبيا وسوريا والعراق واليمن تحولت جميعها بالفتن والمؤامرات إلى أطلال، ومن دروع للعالم العربى إلى خرائب ومرتع لكل القتلة والمخربين من أنحاء العالم!! بل وتم تحويلها من دول حقيقية ذات حضارة عريقة إلى ساحات مفتوحة للصراع وتصفية الحسابات بين دول أخرى وجماعات أجنبية بل وعصابات الجريمة المنظمة!! وهنا فى مصر يتحتم علينا البدء فى "الإقتحام" ـ وهو التعبير الذى أفضله مقارنة بكلمة "التحرك" التى يستخدمها الدبلوماسيون والساسة ـ السريع المدروس والواسع النطاق داخل تلك الدول الشقيقة لمساعدتها فى إعادة الإعمار والبناء والتوطين. فالإقتحام الذى أتحدث عنه يتعلق بإقتحام كتائب وألوية من رجال أعمال وعاملين فى مجال إعادة البناء والإعمار والأطباء والمدرسين والخبراء فى شتى المجالات التى تحتاجها عمليات إعادة بناء وإعمار الدول العربية الشقيقة المنكوبة. ان القيام بهذا العمل بواسطة الأيادى العربية سيقطع الطريق، إلى حد بعيد، على "جمعية المنتفعين والمتآمرين الدوليين" ويمنعهم من الحصول على الأسلاب والغنائم وتقسيمها فيما بينهم، ويمثل تعويضا مشروعا لنا عن التعطيل المتعمد للإقتصاد المصرى على مدى سنوات. وفى ذات الوقت سيساعد على دوران عجلات الإستثمار فى العديد من الدول العربية. وباختصار إنها معركتنا الوطنية والعربية الحقيقية من أجل المستقبل. فالنصر فى تلك المعركة يضمن لنا التعافى ولكافة الدول العربية وشعوبها وهو ما يعنى القضاء على جوهر الإرهاب.لمزيد من مقالات طارق الشيخ;