رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

فى المواجهة
صديقي القبطي...وداعا

ورحل صديقى القبطى قبل أن نلتقى مجددا,طالته يد الإرهاب التى لاترحم,ولن يرحم الخالق من يحركها وسيقطع أيديهم مهما طال الزمن وعاثوا فى الأرض تدميرا وسفكا للدماء.

زاملت صديقى الراحل فى كلية الهندسة منتصف ثمانينيات القرن الماضى وجدته عف اللسان طاهر القلب والمسلك فظننت أنه هدية السماء من يهدئ روعى عندما لازمتنى حالة من الذعر خشية الفشل فى دراسة لم أكن أفضلها لكنه النصيب!

وكان النصيب أيضا وراء افتقاد خير الأصدقاء عندما قررت الاكتفاء بشهرين فى الهندسة والانتقال لكلية الإعلام فكانت الخسارة فادحة لافتقاد التواصل مع صديق ظننت أنه سيبقى صديق العمر لما كان يمتلكه من مواصفات وخصال ربما تنطبق على «كاتلوج» الصداقة الراقية.

كعادتنا نحن البشر لا نعرف قيمة ما بأيدينا حتى نفقد تلك الجوهرة,فقد فرقت أحوال الدنيا والدراسة بينى وبين صديقى ربما لاعتقادى الخاطئ بأنه يمكن تعويض مثل هذه الصداقة, لكن هيهات أن تمنحك الحياة مثل تلك الفرص الذهبية مرتين.

قررت تحدى تلك الحقيقة ببحث مضن عن الصديق الغائب بعد نحو 30 عاما من الفراق ربما دفعنى لذلك فشل العثور على صديق بنفس مواصفات «الكاتلوج», لكن هيهات أن يسعفنى بحث فى مواقع التواصل الاجتماعى أو سؤال خريجى نفس الدفعة من الهندسة أو التقصى من أصدقاء من الأقباط.

هذه هى الحياة تفرض كلمتها فى النهاية,ولا تمنحك الفرص السعيدة مرتين,وإرادة الله فوق كل اعتبار,فاستسلمت لفكرة افتقاد الصديق دون أن استسلم لواقع مرير يفرضه بعض دعاة التطرف ممن ينظرون للتقارب بين المسلمين وإخوانهم الأقباط نظرة الريبة والاستهجان !

لم أصدق صدفة مستحيلة قادتنى إلى مفتاح العثور على صديقى القبطى وكأننى كنت على موعد مؤجل مع الأقدار,وكان الاتفاق على لقاء منتصف الشهر الحالي,لكن يد الإرهاب كانت الأسبق فقد سقط الصديق مع من سقطوا فى حادث الكنيسة البطرسية,رحمة الله عليهم جميعا.

وبغياب أبدى لهذا الصديق سأبقى أسيرا لاعتقاد سيعيش معى طويلا وهو أن الحياة لن تمنحك مثل تلك الفرص الذهبية مرتين!



[email protected]@yahoo.com
لمزيد من مقالات شريف عابدين

رابط دائم: