رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

فى ملتقى حول حقوق الملكية الفكرية
علام: نفتقر إلى ثقافة احترام الملكية الفكرية و«الأهرام »يعانى سرقة وثائقه ونشرها دون نسبتها إليه

أدار الملتقى : العزب الطيب الطاهر - أعده للنشر محمد السيد حمادة ــ إبراهيم النجار

لا شك أن الوطن العربى يفتقر الى ثقافة احترام حقوق الملكية الفكرية، على النحو الذى يجعلها رقما مهما فى المعادلة التنموية والإبداعية، مما أسهم فى إهدار الكثير من الأموال التى كان يمكن أن تجنيها المنطقة من التوظيف الأمثل لحقوق الملكية الفكرية، وتكفى الإشارة على سبيل المثال- لا الحصر -الى أن الولايات المتحدة تحصد سنويا 500 مليار دولار نتيجة تطبيقها منظومة متكاملة للملكية الفكرية، وفى هذا السياق، جاء حرص « الأهرام « فى إطار دوره التنويرى والثقافي، على استضافة المشاركين فى ندوة «الملكية الفكرية والصحافة»، التى نظمتها إدارة الملكية الفكرية والتنافسية بالجامعة العربية الأسبوع المنصرم،بالتعاون مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية « الوايبو»، فى ملتقى موسع شارك فيه لفيف من كتابه وصحفييه المهتمين بالموضوع .

وقبيل انطلاق الندوة، التقى، محمد عبد الهادى علام رئيس تحرير الأهرام، المشاركين فى الندوة ، وفى مقدمتهم السفير الدكتور وليد عبد الناصر مدير المكتب الإقليمى للدول العربية بالمنظمة العالمية للملكية الفكرية، والوزيرة المفوضة الدكتورة مها بخيت مديرة إدارة الملكية الفكرية والتنافسية بالجامعة العربية ( القطاع الاقتصادى )، والعديد من كبار الصحفيين والإعلاميين العرب الذين وفدوا الى القاهرة خصيصا.




مداخلة رئيس التحرير

وفى مستهل اللقاء، أكد رئيس التحرير أن «الأهرام» يولى اهتماما واسعا بقضايا حقوق الملكية الفكرية، سعيا لترسيخها وتثبيتها فى الواقع، بما يسهم فى بناء واحترام ثقافتها، لا سيما أن العالم العربى يفتقر للأسف لهذا الاحترام بشكل كبير،خصوصا مع تعدد وسائل التواصل الاجتماعي، التى تحولت الى ساحات لانتهاك الملكية الفكرية على الرغم من وجود جزء ايجابى بها.

ولفت الى أن حقوق الملكية الفكرية تنطوى على أهمية شديدة للتنمية، خاصة أن هناك الآن تسجيلا للأبحاث والأفكار, كما تعددت سرقات الأعمال الابداعية والثقافية والعلمية، موضحا أنه على الرغم من وجود بعض القوانين المنظمة، فإن هناك بعض نقاط القصور بها وأحد البراهين على هذا القصور يتمثل فى أنها تفتقر الى التطبيق. وقال : نعانى تداعيات ذلك فى «الأهرام»، لا سيما أن تاريخه يمتد الى أكثر من 140 عاما وثمة العديد من الوثائق والصور التى تتعرض للسرقة ولا يتم نسبتها إليه ومن هنا نحن سعداء بهذا الملتقى الذى يمثل فرصة لطرح الآراء والافكار المتصلة بهذه القضية الحيوية التى يتعين أن تحظى بأكبر قدر من الاهتمام بالذات من قبل الصحافة وغيرها من وسائط الإعلام، وقدم «عبد الهادي» للضيوف نسخة من العدد الأول من «الأهرام».

ثم تحدث السفير الدكتور وليد عبد الناصر، مؤكدا أن جريدة «الأهرام» هى أعرق مؤسسة على مستوى العالم العربي، وتتميز على الدوام بقدرتها ومهارتها المهنية، ودورها التنويرى والثقافى وحرصها على المشروع الوطنى القومى للدولة المصرية، وإذا أراد المرء خبرا صادقا ومتكاملا، فإنه سيعثر عليه بالتأكيد فى هذه الجريدة، التى كان لى الشرف أن أسهم واكتب على صفحاتها فى بعض الاوقات ,وفى بعض الإصدارات الأخرى الزميلة لها.

وعبر الدكتور وليد عن يقينه بأن الموضوع يحظى بالأهمية القصوى على مستوى العالم بيد أن الوعى به ما زال محدودا على مستوى العالم العربي.

ثم التقطت خيط الحديث الوزيرة المفوضة الدكتورة مها بخيت، التى قالت :يسعدنى باسم الامانة العامة لجامعة الدول العربية أن اقدم التحية لقيادات «الاهرام»، واليوم مع دخولى مبنى «الاهرام» شعرت بأنى دخلت التاريخ لأن لـ« الاهرام» تاريخ سياسى وثقافى، مما أضفى عليه سمعة محلية وإقليمية ودولية، ونحن نؤمن بأن قضية الوعى بالملكية الفكرية لا تتأتى إلا من خلال الصحافة والاعلام، والصحافة فى نظرى هى «الاهرام» بأقلامه وإصداراته ومن هنا نتطلع الى مساندته، وكل ذلك لفائدة البلدان العربية، حيث حاولنا دعم الملكية الفكرية التى من الممكن أن تسهم فى توسيع قاعدة النمو الاقتصادي، وقد أضحى موضوع الملكية الفكرية واحدا من اهتمامات القمم العربية و بات يتصدر جدول أعمالها مما وفر دعما وإرادة سياسية وتوافقا عليه، ونحن الآن فى طور نشر الوعى بأهمية الملكية الفكرية فى الوطن العربى .






وقائع الملتقي

ثم انتقل المشاركون فى الندوة لحضور الملتقى بقاعة «هيكل» والتى جرت وقائعها على النحو التالي:


يسعدنا أن نرحب بالمشاركين فى ندوة الملكية الفكرية والصحافة»، ونعرب عن ابتهاجنا بأن تكون «الأهرام» هى الوجهة الميدانية لهذه الندوة المهمة التى تتماس بشكل مباشر مع متطلبات الجماعة الصحفية فى الوطن العربى التى هى فى أشد الحاجة لوضع المسارات الخاصة بحقوق الملكية الفكرية التى تمثل صناعة الصحافة والأدب والفن مجالا حيويا لها، خاصة أنها - أى الجماعة الصحفية -تبدع - الى جانب الكتابة الصحفية - أشكالا مختلفة من الشعر والقصة والرواية وغيرها حتى فن تشكيلى وهناك حالة من متابعة مستجدات الملكية الفكرية وما يتعلق بها.



السؤال الذى نطرحه فى البداية هو :

ما علاقة الصحافة بالملكية الفكرية: وكيف يمكن الاستفادة من المنظمة العالمية للملكية الفكرية فى هذا الصدد ؟


السفير وليد عبد الناصر: إن الكتابة والإبداع يشكلان مجالات العطاء للجانب الصحفي، ويلتصقان دوما بالكاتب فى علاقة تستمر حتى بعد رحيله، ومن ثم بات من الضرورة بمكان توفير الحماية لحقوق الكاتب أو المبدع أو الصحفى بشكل عام، فالملكية الفكرية أحد جوانبها الحقوق الخاصة بالتأليف والحقوق المتصلة بها، أى ما يسمى «الحقوق المجاورة»، من مختلف أشكال الإبداع مثل رسامى كاريكاتير أو صاحب فكرة الكاريكاتير وليس فقط الرسام، وكل هؤلاء من أصحاب حقوق الملكية الفكرية، والهدف من المنظمة العالمية للملكية الفكرية هو هدف مزدوج، أولا :توفير الحماية اللازمة لهذه الحقوق لانها تمثل وتعكس إبداعا بشريا وتمثل اسهاما انسانيا فى إثراء المسيرة البشرية وتطوير المجتمعات الإنسانية بشكل عام، وثانيا كيفية ضمان أن هذه الاسهامات ستمثل مدخلا حقيقيا وموضوعيا وقيمة مضافة لعملية التنمية فى بلدان العالم وبصفة خاصة فى البلدان النامية والدول العربية، ونحن نعمل بهذا الاتجاه فى المكتب الاقليمى بالدول العربية وبالتعاون مع إدارة الملكية الفكرية بالجامعة العربية والبلدان العربية على المستوى الفردي، وأحيانا على المستوى الجماعي، ضمن منظومة مجلس التعاون الخليجى أو فى إطار اتفاقية «اغادير» وهو ما أفضى الى تعاون مثمر بهدف تعزيز هذه الحماية من جهة وضمان تحويل الملكية الفكرية إلى أصول وأدوات تمكن الدول العربية من تعزيز تنميتها الاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتكنولوجية، من جهة أخري، ولا شك أن «الأهرام» والكل يعلم أنها مؤسسة صحفية إعلامية شديدة العراقة لها حضورها الكبير ليس فى مصر أو فى الوطن العربى لكن على مستوى العالم، وهو ما لمسته شخصيا عندما كنت سفيرا لمصر فى طوكيو لمدة 4 سنوات، فعندما قابلت رئيس مجلس إدارة مؤسسة «أساهي» وهى واحدة من أكبر الصحف فى اليابان وتطبع يوميا أكثر من 7 ملايين نسخة ذكر لى أنه فى بداية تعلمه الصحافة فى اليابان ذكرت له أهم 4 صحف فى العالم وكان الأهرام من ضمنها وهذا يعنى أنه يجب أن تتابعه كل صباح ومن هنا تأتى أهمية «الأهرام» عربيا وعالميا ونحن نسعد أن هناك فى العالم العربى بعض الصحف التى حققت طفرة كبيرة ونقلة نوعية فى مسيرة الصحافة الى جانب «الأهرام» ولا شك أن كل التطورات التى مرت بالأهرام والصحف الأخرى فى السنوات الأخيرة تدفع الى ضرورة البحث فى ضمان حماية الملكية الفكرية وكيفية توظيفها لدعم عملية النمو فى البلدان العربية.



مؤسسة تربوية

الدكتورة مها بخيت: إننا نهدف من مشاركتنا فى ملتقى «الأهرام» إلى بناء شراكة مع الصحفيين فى ظل ما تبديه الجامعة العربية من اهتمام واضح ومكثف بالملكية الفكرية منذ عهد الأمين العام الأسبق عمرو موسى والذى كان يفاخر بقوله إنه فى اللحظة التى يعقد فيها اجتماع سياسى بإحدى قاعات الجامعة العربية تكون هناك اجتماعات بقاعات أخرى، على مستوى البيئة والملكية الفكرية ونحن نناشد جموع الصحفيين الاهتمام بموضوع الملكية الفكرية والتركيز عليها، فالجامعة العربية تؤمن تماما بأن احترام الملكية الفكرية يتطلب مسارات عديدة وأن التوعية الجماهيرية التثقيفية واحدة من هذه المسارات، لذلك تقوم إدارة الملكية الفكرية والتنافسية بها ــ أى الجامعة ــ بالتعاون والتنسيق مع الجميع لتطوير العمل العربى المشترك فى محال الملكية الفكرية، وفى إطار هذا التطور صدر قرار المجلس الاقتصادى والاجتماعى فى دورته العادية رقم 97 التى عقدت فى شهر فبراير الماضى بالموافقة على لجنة فنية دائمة للملكية الفكرية تتكون من المسئولين الحكوميين عن مكاتب الملكية الفكرية بالدول العربية وتختص بوضع قواعد التعاون بين الدول العربية وصياغتها فى شكل مشروعات تعرض على المجالس الوزارية والقمم العربية، وقد أضحى موضوع الملكية الفكرية بندا دائما فى كل أعمال القمم العربية التى تعقد سواء العادية أو على مستوى القمة الاقتصادية والتنموية الاجتماعية أو القمة العربية الإفريقية وكذلك القمة العربية الأمريكية الجنوبية .

ما طبيعة التعاون بين الجامعة العربية والمنظمة العالمية للملكية الفكرية ؟

الدكتورة مها بخيت : لقد تضاعف اهتمام الجامعة العربية بموضوع الملكية الفكرية بعد التوقيع على مذكرة تفاهم مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية فى عام 2005، وفى ضوء ذلك أصبحت الملكية الفكرية ضمن محاور اهتمامات الدول الأعضاء بالذات على صعيد السياسات التنموية العربية، وقد نجحت الجامعة العربية والحكومات فى وضع أطر لحماية الملكية الفكرية عكس ما يردده المتشائمون فالوطن العربى زاخر بالابداع والابتكار وهو ما يستوجب متابعة دائمة لهذا الموضوع والجامعة العربية تعاملت مع هذا الملف وطرقت طرق مسارات عديدة وتعاونت مع أطراف مختلف وتجسد ندوة اليوم نوعا من بناء الشراكات لحماية الملكية الفكرية، لاسيما أن موضوع الملكية الفكرية والصحافة فى غاية الأهمية لأنها هى التى ستنشر الوعى بالملكية الفكرية للجماهير، فالأهرام ملتزمة بحقوق الملكية الفكرية ونحن بحاجة إلى حراك مجتمعى لمعرفة أهمية الملكية الفكرية وتوظيفها على النحو الذى يجعلها قيمة مضافة فى واقعنا العربى التنوي، وعندما تولى السيدأحمد أبو الغيط منصبه أمينا عاما للجامعة العربية فى يوليو الماضي، طالب من مديرى الإدارات المختلفة بضرورة مخاطبة الإعلام والصحافة، الأمر الذى يعكس حرص الأمانة العامة بكل مؤسساتها وإداراتها على التفاعل مع مفردات الواقع العربى وفى المقدمة منها الصحافة والإعلام.



الكثير من الإجراءات مطلوب

مازال أمامنا الكثير من الإجراءات والتدابير التى من شأنها العمل على تعميق فكر ووعى القائمين على صناعة الإعلام والصحافة فكيف يمكن العمل بهذا الاتجاه بمعدلات إنجاز أعلى ؟

الدكتور وليد عبد الناصر: نعم أتفق معكم تماما، لأن هناك حاجة ماسة، ولاسيما فى الدول العربية، لرفع مستوى الوعى بأهمية ودور الملكية الفكرية. لأن هذه الموضوعات ليست موضوعات « محلقة فى السماء«، ولكنها ترتبط وبقوة بالواقع المعاش للشعوب، فضلا عن تأثيرها الإيجابى على موضوعات تخص الشعوب. فعلى سبيل المثال، فإنه يمكن من خلال حماية حقوق الملكية الفكرية لشركات الأدوية، التفاوض لتخفيف الشروط أو ايجاد اتفاق على استثناءات لها يسمح بإنتاج أدوية لشعوب الدول الفقيرة، التى هى مستهدفة أصلا بالمرض على نطاق أوسع من الدول المتقدمة. ومن ثم فإن ذلك ينعكس بشكل ايجابى وسريع على الحياة اليومية للبشر، فضلا عن أن هناك ضرورة أيضا لبناء وعى بأن موضوعات الملكية الفكرية ليس المقصود منها فرض قيود أو تقييد، ولكن المقصود منها الحماية وتوفير الحافز والمناخ الايجابى للمبتكرين وللمخترعين، وتشجيع الإبداع والفكر الخلاق..



قانون عربى موحد

هل يوجد قانون عربى موحد للملكية الفكرية ؟

الدكتورة مها بخيت : لا يوجد مثل هذا القانون لكن الجامعة العربية , التى لم يكن لديها انخراط مبكر فى هذا المجال لكنها تعمل على توفير قراءة موحدة لقضايا الملكية الفكرية فى إطار العمل العربى المشترك وهى قد وقعت - كما ذكرت سابقا- مذكرة تفاهم مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية فى عام 2005، وأود أن أشير هنا إلى أن الجامعة العربية قررت إنشاء وحدة للملكية الفكرية فى عام 2000- أى قبل ستة عشر عاما - لتقوم بتحقيق الصلاح العام على هذا الصعيد، ثم انطلقت الوحدة بالتعاون الوثيق مع المكتب الإقليمى للبلاد العربية بالمنظمة العالمية، وقد تحولت الوحدة الى إدارة بقرار مع الأمين العام السابق الدكتور نبيل العربى فى عام 2012 وذلك لتوسيع العمل والمفاهيم، ما أدى الى نقلة نوعية فى نشاطها، كما تم عقد سلسلة من الاجتماعات مع مسئولى المكاتب الوطنية للملكية الفكرية، بلغت حتى الآن سبعة اجتماعات فى أكثر من بلد عربى كما تشارك الجامعة ,عبر إدارة الملكية الفكرية والتنافسية فى اجتماعات الجمعية العامة لـ »الوايبو« فى جنيف، والتى تعد بمثابة سوق عكاظ عالمى خاص بالملكية الفكرية على مدى عشرة أيام، والجامعة حريصة على المشاركة بفعالية فى هذا التجمع وتعمل على التنسيق بين الوفود العربية ,بهدف توحيد الرؤى والمواقف فى قضايا الملكية الفكرية التى تهم البلدان العربية ,كما أن هناك تنسيقا مع منظمات دولية مثل الإنتربول حول قضايا الإنفاذ والغش والعلامات التجارية .




,وأخيرا قمنا بناء على قرار من مجلس وزراء العدل العرب بإعداد القانون العربى الاسترشادى فى الملكية الفكرية لتستفيد منه الدول العربية, عند إعداد وتطوير قوانينها الوطنية وتشريعاتها والتعامل مع الاتفاقيات الجديدة, وأود أن ألفت فى هذا الصدد ألى أن اللجنة الدائمة للملكية الفكرية التى صدر قرار مؤخرا بإنشائها كما أسلفت ستعقد أول اجتماعاتها فى شهر يناير المقبل لوضع خطة عملها بالتنسيق مع المنظمات العربية المتخصصة التى لديها اهتمام بالملكية الفكرية .



تفاعل إيجابي

إلى أى مدى تفاعلت دولنا مع هذه المعطيات ؟

الدكتورة مها بخيت : لقد اتسم تفاعلها بالإيجابية فقد عدلت تشريعاتها وقوانينها الوطنية على نحو ينسجم مع البروتوكولات والاتفاقيات الدولية وانضمت للمنظمات الدولية وعملت على تدريب كوادرها المتخصصة كما قدمت الدعم السياسى لمجال الملكية الفكرية وتتحرك بوتيرة مناسبة للاستفادة من المزايا التى توفرها الاتفاقيات الدولية فى المجال الصناعى والتجارى والثقافى ونحن نحاول من جهتنا استصدار قرارات وزارية على مستوى الجامعة العربية بتشجيع الدول العربية للانضمام الى الاتفاقيات والبروتكولات الدولية كما طالبنا المكاتب الوطنية بالدول العربية بأن تكون شعلة نشاط من حيث تقديم المعلومات وتسويق المنتجات ومتابعة خطوات حماية حقوق الملكية الفكرية إلى جانب أنشطتها العادية .



قيمة مضافة

فى إطار السعى الحثيث لتوسيع دائرة المعرفة والوعى بحقوق الملكية الفكرية،ما هو دور المنظمة العالمية للملكية الفكرية ؟والى أى مدى قدمت قيمة مضافة لهذا المجال ؟

الدكتور وليد عبد الناصر : لقد تأسست المنظمة العالمية للملكية الفكرية، فى مطلع السبعينيات وهى تضم حاليا 188دولة أى أن أغلب دول العالم أعضاء فيها وكانت آخر دولة انضمت لها هى جمهورية تيمور الشرقية التى استقلت قبل سنوات عن إندونسيا، وهناك ميثاق خاص بالمنظمة، وهى تعمل وفقا لعدد من الاتفاقيات الدولية فى مجال الملكية الفكرية، وهناك اتفاقيتان رئيسيتان فى هذا المجال، هما اتفاقية باريس بشأن الملكية الصناعية المبرمة عام 1883، واتفاقية الجوانب المتصلة بالتجارة من حقوق الملكية الفكرية ( اتفاقية التربس )، وهى إحدى الاتفاقيات التى أسفرت عنها الجولة الثامنة للمفاوضات التجارية متعددة الأطراف التى عقدت تحت مظلة الجات، والتى انتهت عام 1993(جولة أورجواي). وتشرف على هذه الاتفاقية ــ اتفاقية التربس ــ منظمة التجارة العالمية. وتعنى المنظمة كثيرا بهاتين الاتفاقيتين، فضلا عن اضطلاعها بمسئولية الإشراف على تنفيذ اتفاقيات أخرى، والتى تصل إلى 26 اتفاقية دولية، تتناول مختلف جوانب الملكية الفكرية , إلا أن هناك بعض جوانب الملكية الفكرية،التى ما زالت بمنأى عن الاتفاق بشأنها على نحو يؤهلها لأن تدرج تحت مسمى اتفاقية دولية. على سبيل المثال، المعارف التقليدية، أشكال التعبير، الموارد الجينية. هذه نقطة، النقطة الأخري، ثمة اتفاقيات أخرى تحتاج إلى تحديث بما يتواءم مع منتجات الثورة العلمية، وثورة المعلومات والاتصالات، كاتفاقية الانترنت. هناك بالفعل اتفاقية لتنظيم عمل الإنترنت، ولكن مضى عليها زمن طويل من عام 1955، إلى الآن، ومن ثم كان لابد من إعادة النظر فيها. كما أن هناك أيضا اتفاقية خاصة بحقوق البث، تحتاج إلى مراجعة فى ضوء التطور التكنولوجى الرهيب فى هذا المجال , الى جانب اتفاقية قانون التصميمات، والتى يجرى التفاوض بشأنها.

وقد شهد العام الماضى الاتفاق على تعديلات خاصة باتفاقية لشبونة الخاصة بالشراكة الجغرافية. بيد أن عددا هاما من الدول لم تتبن هذه النتائج، ما أدى الى أن تكون هناك ضرورة ملحة فى المستقبل القريب للنظر فى كيفية تحقيق توافق دولى فى هذا المجال. إجمالا هذه المنظمة تعنى وبشكل أساسى بحماية حقوق الملكية الفكرية فى كافة المجالات.

كما شهد عام 2007، تطورا ملموسا نتيجة تزايد عدد الأعضاء من الدول النامية، وهذه المنظمة فى الأصل كان يشار إليها بأنها « نادى الدول الغنية»، لأنها نشأت لحماية حقوق الملكية الفكرية فى السبعينيات، وكان تركيزها على دول أوروبا الغربية وأمريكا الشمالية، ولكن الوضع تغير وحدث تحول بانضمام دول أخري، كما حدث تغير وتطور أيضا فى الابتكار وفى منتجات الملكية الفكرية، ولا سيما فى القارة الآسيوية، فضلا عن النمو فى أمريكا اللاتينية، وافريقيا والدول العربية، كل ذلك استوجب وبقوة استحضار البعد التنموى، فتم التفاوض على ما يسمى بأجندة التنمية، والتى تم تبنيها عام 2007، من قبل المنظمة العالمية للملكية الفكرية وهى تحتوى على 44 توصية، تدور كل محاورها فى فلك دمج وإلحاق كل الموضوعات الفكرية ببعد تنموي، بحيث لا تكون مجرد حماية حق، ولكن ننظر للجانب الآخر وهو كيفية توظيف هذا الحق لخدمة أبعاد التنمية. وهنا نتحدث عن أربعة أبعاد للتنمية، تنمية اقتصادية، تنمية اجتماعية, وثقافية، وتنمية تكنولوجية.



الخلافات السياسية

الى أى مدى تعتقد أن تكون الخلافات السياسية وراء ما يحدث من انتهاكات لحقوق الملكية الفكرية فى المنطقة العربية ؟

الدكتور وليد عبد الناصر: استبعد احتمال تأثير الخلافات السياسية على انتهاك حقوق الملكية الفكرية , وليس هناك شكاوى من انتهاكات ذات طابع سياسى , غير أن معظمها يتعلق بمجالات التأليف والإبداع نتيجة انتهاك حقوق المؤلفين والمبدعين ولكن من دون أى خلفية سياسية ولاشك أن عدم تسييس الملكية الفكرية فى المنطقة العربية يعد ميزة نسبية .

هل ثمة جديد مدرج على أجندة المنظمة العالمية لحقوق الملكية الفكرية فى الآونة المقبلة؟

الدكتور وليد عبد الناصر: هناك فريق عامل فى مجال المعارف التقليدية كما ذكرت سابقا، (الفلكلور والموارد الجينية)، نعمل على تجديد ولايته، والعمل والتفاوض يجرى بوتيرة معقولة حول هذا الموضوع للتوصل لاتفاق بشأنها , كما نعمل أيضا على استمرار التفاوض للتوصل إلى حل بشأن ما يسمى استثناءات حماية الملكية الفكرية فى عدد من المجالات، مثل موضوع المكتبات العامة، الأغراض التعليمية، الأغراض البحثية. كذلك هناك موضوع تحديث اتفاقية البث،والمعاهدة الدولية للبث، والتى تتحدث عن إشارة البث وليس عن مضمون البث. فنحن نسعى وبكل قوة لحماية حقوق مضمون البث



طفرة كبرى

لاشك أن الملكية الفكرية جديدة على العالم العربى ، فهو يأخذ الكثير من الحقوق دون مراعاة مسألة الملكية الفكرية وهو لديه انتاج فكرى لكن لا توجد ضوابط فضلا عن ذلك هناك بعض الدول مفككة مثل سوريا والعراق واليمن وليبيا .فكيف يمكن ضبط عملية الملكية الفكرية فيها هذا جانب ,أما الجانب الثانى فنحن كإعلاميين عندما نكتب لا نحافظ على الملكية الفكرية ونحتاج إلى دورات تدريبية لمعرفة مفهوم الملكية الفكرية ؟

الدكتور وليد عبد الناصر: لقد حدثت طفرة فى عدد كبير من البلدان العربية فى مجال الملكية الفكرية بجناحيها الملكية الصناعية براءات الاختراع والعلامات التجارية أو فى مجال حقوق المؤلف ورغم هذه الطفرة مازال الواقع العربى يقف خلف المكان الذى يستحقه على الصعيد العالمى وهناك البعد التنموى وهناك حاجة لربط التوعية ورفع درجة الوعى بأهمية الملكية الفكرية وربطه بالواقع التنموى ، نظرا لأن بعض الدول العربية تنتمى الى الدول النامية ، ولذلك فنحن فى حاجة إلى البعد التنموى والعائد الاقتصادى ولاول مرة القارة الاسيوية تخطت أوربا وأمريكا الشمالية فى مجال براءات الاختراع التى تترجم إلى عقول ومشروعات اقتصادية وهذا الرابط بين دوائر الأعمال والمال وبين الابحاث والاختراعات غير موجود ، و هناك محاولات جادة للربط بين الافكار والعامل الاقتصادي, ففى العام الماضى بالكويت عقدت الدورة الثامنة للمعرض الدولى للاختراعات بمشاركة أكثر من 30 دولة وكان هناك منتدى التواصل بين رجال الاعمال والمبدعين ، وفى مصر أقيم منذ أيام المعرض الثالث للاختراعات الدولية لجمع شباب المخترعين مع الدوائر الاقتصادية ، وهذه العلاقة لابد من توثيقها.

وبالنسبة للسؤال حول كيفية التغلب على المصاعب الداخلية لبعض الدول العربية ، فإن هذه الدول تسعى الى تحييد هذه المصاعب فعلى سبيل المثال لدينا مدير مكتب الملكية الصناعية فى الصومال، والجمهورية العراقية واليمنية ممثلين ، وفى جنيف هناك مكتب الملكية الصناعية السورى فعال ونشط ورغم ظروف بعض الدول العربية الصعبة إلا أنها نشيطة وفعالة أما النقطة الثانية من السؤال فإننى اننى متفق معكم تماما أنه مازال مستوى الوعى بالملكية فى دوائر الصحافة والاعلام أقل بكثير ونحن كمنظمة عالمية وإدارة الملكية الفكرية العربية نحاول أن نضع باكورة وإطلاق بناء وعى صحفى وعربى بأهمية الملكية.


اتفاقية عربية واحدة

هل هناك اتفاقيات موقعة عليها الدول العربية بالملكية الفكرية وآليات لمتابعة هذه الاتفاقيات وهل هناك عقوبات فى حالة الانتهاك ؟

الدكتورة مها بخيت : بالنسبة للاتفاقيات العربية لا توجد إلا اتفاقية واحدة وهى الاتفاقية العربية لحقوق المؤلف فى عام 1981 فى بغداد والمبرمة من قبل من المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم «الالكسو» كجهد فردى ، قبل أن ينتقل الملف إلى الأمانة العامة للجامعة العربية لكن الآن كل الدول العربية انضمت إلى الاتفاقيات الدولية الخاصة بالمنظمة العربية للملكية الفكرية, نحو 26 اتفاقية ،ولاشك أن الانضمام الى هذه الاتفاقيات يحتاج إلى قرار سياسى ولذلك الجامعة تقدم الدعم السياسى وتشجع الدول العربية على الانضمام لها ، والدول العربية أضحت فاعلة فى العالم لأنها جزء منه.

 

المشاركون من الآهرام

عماد حجاب - أسماء الحسيني - د. أحمد سيد أحمد ــ محمد مبروك

 وجدى رزق - يوسف عبده - محمد طلبة الشافعى - محمد حجاب

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق