رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

كلمة عابرة
الشعب شبعان أحلام..

ما معنى هذه المفارَقة؟ يُقرّ رئيس الجمهورية علناً بأن الظروف صعبة والتحديات هائلة، ويطالب المواطنين بالتحمُّل وبالمزيد من الجهد والإنتاج، ويناشد كل مواطن قادر على المشارَكة. ولكن، إذا ببعض كبار المسئولين المساعدين للرئيس، والمفترَض فيهم أن يكونوا أول من يتحمس لفكره ورؤيته، يقولون كلاماً آخر. مثلما أعلن الدكتور أشرف العربى وزير التخطيط أمس الأول بشرى وردية بأن مصر ستصبح رقم 30 عالمياً فى مستوى المعيشة والسعادة! وقال إن هذا سوف يتحقق عام 2030!!

ولأن الكلام من مسئول سياسى كبير، فلابد أن ينطوى على معنى سياسى محدد وغرض محدد، وأن يكون تحديد موعد إشهاره مقصوداً. فكيف يمكن تصنيف هذا الكلام على أى من هذه البنود؟ فى وقت كان ينبغى للمسئول الأول عن التخطيط فى البلاد أن يطمئن الناس بأن مشكلات يومهم تجد الاهتمام الكافى والتخطيط العلمى الذى يصل بهم إلى الانفراج فى أزمات السكر والأرز والدواجن والدواء ومياه الشرب والصرف الصحى وغيرها، قبل أن يمنيهم بالسعادة. وأن يراعى أن كلامه موجه إلى جماهير ناضجة لم تقبل الانقياد وراء دعوات مشبوهة للخروج والتظاهر ضد أوضاعها، مثلما حدث فى 11/11. كما أن هذه الجماهير، أيضاً، ذات تراث تليد فى السخرية من مثل هذه الوعود عن الرخاء القادم عندما تأتى القافلة!

وبالفعل، وفّر تصريح الدكتور العربى مادة كافية لانطلاق النكت عندما راح يذكر بديهيات تدخل فى باب العلم العام وكأنها أسرار توصل إليها تواً، مثل قوله إن التعداد السكانى فى مصر أكبر المشكلات التى تواجهنا، وإننا مش ها نقدر نعيش واحنا كل يوم بنزيد دون قرارات قوية ومُفعّلَة من قبل الحكومة! فهل هذا إدانة لسلوك الشعب؟ أم اعتراف بمسئولية الحكومة؟ أم شكوى من أنها لا تتخذ قرارات كذا؟ أم ماذا؟

المسافة كبيرة، أو قد تكون المسارات متعارضة، بين رؤية الرئيس عن وجوب التصدى للصعوبات التى يعيشها الشعب ويعرف تعقيداتها، وبين الخطاب الحالم بلا أسانيد مُقنِعة. وهذا أيضاً جرّبه الشعب وصار به خبيراً.


[email protected]

[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبد التواب;

رابط دائم: