رئيس مجلس الادارة
أحمد السيد النجار
رئيس التحرير
محمد عبد الهادي علام
لا ينبغى الانسياق وراء الأمنيات التى تُغرِى بها النجاحات الأخيرة فى إلحاق الخسائر العسكرية بتنظيم داعش الإرهابى وشركاه، فى العراق وسوريا وليبيا، لأن أقصى تفاؤل يمكن تحقيقه لا يصل إلى القضاء التام عليهم، وإنما، ودون أى انتقاص من قدر ما تحقق، مجرد إزاحتهم من السلطة عن مساحات من الأرض وتحرير المواطنين من قبضتهم، واستعادة سيطرة أجهزة الدولة مجدداً. ولكن يبقى السؤال المهم: أين سيتوارى الإرهابيون، وما هو مصير الأسلحة الرهيبة التى فى حوزتهم والثروات الضخمة فى خزائنهم؟ خاصة بعد أن أثبتت السنوات القليلة الماضية أن أعدادهم أكثر بكثير مما كان يُظنّ، وأن دولاً عظمى، معها نظم حُكم فى الجوار، تدعمهم بسخاء وتوفر لهم الأموال الطائلة والسلاح المتطور والتأييد السياسى..إلخ، وأن هؤلاء لن يرضوا بهزيمة مشروعهم ببساطة، وإنما سوف يعتبرونها مجرد جولة خسروها، وسيعيدون المحاولات مجدداً. ويمكن القياس على ما حدث، ولا يزال يحدث، فى مصر، بعد أن نجح الشعب فى الإطاحة بحكم الإخوان وحلفائهم، ها نحن بعد أكثر من ثلاث سنوات نعيش الإرهاب الذى نزل تحت الأرض بعد أن شهد الانتعاش العلنى لمدة عام تحت حكم الإخوان. وهذا هو الاتجاه المتوقع فى الإقليم لداعش وشركاه فى الفترة المقبلة، بالعمل السرى وتوجيه العمليات الإرهابية ضد أجهزة الدولة ودون اكتراث بالأذى الذى يمكن أن يلحق بعموم المواطنين! خاصة بعد أن أعلنوا فتاواهم عن تبرير إيذاء الناس بزعم أنهم مسئولون عن دعم النظم التى يصمونها بالكفر! لا خلاف على حتمية التصدى بأقصى قوة لكل من يرفع السلاح خارج القانون، سواء كان يوجهه ضد الدولة أو ضد مواطنيها أو فى أى غرض آخر. ولكن، وبالتوازى مع هذا، يجب إدراك أن هناك واجبات أخرى فى التعامل مع منابع الأفكار التخريبية التى لا تزال حتى هذه اللحظة تجد مكانها فى نظم التعليم الرسمى، والتى يقوم بتدريسها عدد من المؤمنين بها وبأنها التعبير الصادق عن صحيح الدين الذى يجب الاستشهاد من أجله. [email protected]لمزيد من مقالات أحمد عبد التواب