امتدت حرائق إسرائيل أمس لجنوب البلاد بعدما كانت مقصورة على شمالى البلاد ووسطها لتواصل بذلك الحرائق فى إسرائيل اشتعالها أمس لليوم الرابع على التوالي.
وأشارت صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية إلى أن السلطات أمرت بإلغاء حركة القطارات من وإلى بلدة «كيريات جات» جنوبى البلاد بعد اندلاع حريقين بالمنطقة.وجرى إخلاء بلدة بيت مئير غربى القدس بالكامل حيث توجهت ألسنة اللهب إلى هناك والتهمت بعض المنازل بالفعل، مما أسفر عن وقوع إصابات.كما أجلت الشرطة سكان بلدة هاراشيم، شمالى إسرائيل، كإجراء احترازى بعد اندلاع حريق اقترب من البلدة.
وذكر راديو «صوت إسرائيل» أن الشرطة اعتقلت ١٢ شخصا بأنحاء متفرقة بالبلاد يشتبه بضلوعهم فى إشعال الحرائق والتحريض على إشعالها. وتشتبه السلطات فى أن نحو ٥٠ ٪ من الحرائق المندلعة بالبلاد منذ أيام متعمدة، وتحرضه دوافع جنائية وسياسية.
وقالت وزيرة العدل الإسرائيلية أيليت شاكيد أن الحرائق الضخمة المندلعة تأتى على خلفية قومية متطرفة، مؤكدة أن إسرائيل ستحارب بدون هوادة «إرهاب الحرائق».
وشددت شاكيد على أنها ستتأكد شخصيا من أن الجهات المسئولة عن تطبيق القانون ستستخدم كل ما يتيحه القانون الخاص بمحاربة الإرهاب، الذى دخل حيز التنفيذ مطلع الشهر الجاري. وأشارت إلى أن القانون يفرض عقوبة السجن الفعلى على من قام بإضرام نار متعمد على خلفية قومية متطرفة لمدة خمسة وعشرين عاما، مؤكدة أن إسرائيل ستتعامل مع من حرص على إضرام النار على أنه محرض على الإرهاب وستعاقبه.
وتثير تصريحات المسئولين الإسرائيليين حول وجود دوافع سياسية للحريق ومعاملة المتسببين فيها كإرهابيين، غضب المجتمع العربى فى إسرائيل ،الذى يمثل ١٧،٥٪ من سكان البلاد، حيث ندد نواب عرب فى البرلمان الإسرائيلى أمس بهذه التصريحات، مؤكدين أن السكان العرب فى إسرائيل تأثروا كغيرهم بسبب الحرائق.
من جانبها، ذكرت المتحدثة باسم الشرطة لوبا سمرى أن الوضع تحت السيطرة لكن قد تتغير الأمور فى أى لحظة، مشيرة إلى أنه لن يتم السماح للأشخاص الذين تم إجلاؤهم بالعودة إلى منازلهم فى الوقت الراهن.
وتم إخلاء أحياء سكنية بالكامل فى إسرائيل بالإضافة الى المدارس والجامعات والسجون. واضطر نحو ٧٥ ألف شخص لترك منازلهم فى إسرائيل وسط تأجج حرائق الغابات بحيفا، ثالث أكبر مدن إسرائيل، وقرب الناصرة والقدس.كما لقى ١٣٦ شخصا مصرعهم إثر اندلاع الحرائق.
من جانبه، شارك الدفاع المدنى الفلسطينى فى إخماد الحرائق المستمرة فى اسرائيل بإرساله ثمانية طواقم، رغم انشغاله بإخماد عشرات الحرائق فى مناطق مختلفة من الضفة الغربية المحتلة. وقال نائل العزة المتحدث باسم الدفاع المدنى « نشارك بثمانية طواقم تتضمن ٤١ رجل إطفاء مجهزين بثمانى مركبات إطفاء».
وعلى الصعيد الدولي، أعلنت الرئاسة الفرنسية أن الرئيس فرانسوا أولاند طلب من وزير الداخلية برنار كازنوف إرسال طائرات إطفاء لإسرائيل لمساعدتها على مواجهة الحرائق التى تجتاح البلاد و تهدد المناطق الحضرية. وأكد البيان أن ثلاث طائرات للأمن المدنى ستغادر فى أقرب وقت.
كما أرسلت الولايات المتحدة أمس طائرة عملاقة للمشاركة فى جهود الإطفاء، تبعتها أذربيجان لتنضم إلى بذلك جهودهم إلى جهود ١٦ طائرة أجنبية أخرى تنشط حاليا أو فى طريقها لمكافحة موجة النيران المشتعلة فى الكثير من أنحاء البلاد .
وكانت اسرائيل قد طالبت بمساعدة دولية لإطفاء الحرائق التى اندلعت فى البلاد. وتساهم الرياح الشديدة والجفاف الطويل بالبلاد لأكثر من شهرين فى انتشار الحرائق على هذا النحو خلال الأيام الماضية. ومن المقرر أن يستمر الوضع على هذا النحو خلال الأسابيع القليلة المقبلة، وفقا لما أعلنه وزير الأمن العام الإسرائيلي، جلعاد إردان.
رابط دائم: