رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

مواجهة الإرهاب والحصار الاقتصادى

من لا يقرأ التاريخ جيداً لا يمكنه درأ مخاطر الحاضر، ولن يتمكن من تطوير نفسه للمستقبل، وكما هي حالتنا العربية تتشابه إلى حد التطابق بفعل الوجود المشترك، والأمة الواحدة، علينا أن ندرس ما حدث ويحدث في كافة دولنا حتى نستطيع مواجهة ما يُحاك ضدنا.

ولعل ما بين مصر وسورية ليس كمثل ما بين غيرهما، فطبيعة الحياة اليومية والعدو المشترك تجعلهما متشابهان كثيراً. لذلك من المهم دراسة هذه الحالة بتمعن من أجل إفشال المؤامرة والمتآمرين.

ليس الإرهاب الذي تتعرض له مصر وسورية هو الخطر الظاهر الوحيد الذي تتعرض له الدولتان، بل هناك جوانب أخرى للمؤامرة تسعى لإحكام سيطرتها وتنفيذ أهدافها التدميرية.

سبقت سورية غيرها من الدول في التعرض للعديد من الضربات، وعلينا الاستفادة منها وأخذ الحيطة، وعلينا أيضاً التعاون والعمل المشترك وفق إستراتيجية واحدة كي تخرج بلادنا منتصرة، وتصير الهزيمة لمن يريد إلحاق الأذى والتدمير بأوطاننا.

ولعل الحصار الاقتصادي بكافة أشكاله ومراحله هو أحد أهم المشتركات بين مصر وسورية في إطار المخطط التآمري الذي يستهدف تقسيم البلدين وإدخالهما في حروب طويلة ونزاعات داخلية تؤثر على اتخاذهما القرار، وتجعلهما واقعين تحت الهيمنة الصهيونية منفذين سياساتها الشيطانية تجاه امتنا ومنطقتنا.

من يراجع الأوضاع في سورية قبل ما يقرب من ست سنوات سيجد تراجع سعر صرف الليرة السورية في مقابل الدولار الأمريكي، وهو جزء من الحرب الاقتصادية التي تجلب الصعوبات الظالمة أحادية الجانب، مما أدى إلى مزيد من الضغوط والأعباء على الحكومة السورية، وشكل عاملاً لتحدي الحكومة في مواجهة تلك الضغوط كي تستمر في مهامها وتوفير السلع الضرورية للمواطن في الوقت الذي تواجه فيه حرباً شرسة ضد العصابات المرتزقة.

اليوم نحن بحاجة إلى الاستفادة مما جرى في سورية، لمواجهة تلك الأزمات، كما علينا الالتفاف حول قياداتنا للخروج من تلك الأزمات المفتعلة من قبل قوى تآمرية خارجية.

مصر وسورية جناحا الأمة العربية، ولا يمكن لها النهوض بأحدهما دون الأخرى، وهو ما تدركه قوى التآمر الخارجي جيداً، والتي تستخدم نفس السيناريوهات الواحدة تلو الأخرى، من الدفع بجماعات مرتزقة حاملة السلاح، للإشاعة الدمار على الأرض، وحصار اقتصادي يزيد الخناق على الشعب لخلق الفوضى مما يُضعف تماسك المجتمع فتستطيع دول أجنبية النفاذ إلى مراكز الضغط والحراك في المجتمعات.

سورية ومصر تواجهان سوياً حرباً عدوانية من العصابات الإرهابية المسلحة، وتتعرضان إلى حصار اقتصادي وضغوط سياسية وتضليل إعلامي، فعليهما التعاون سوياً وعليهما الاستفادة من تجارب التاريخ القريب والبعيد.

لمزيد من مقالات د. رياض سنيح

رابط دائم: