رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

الرجال.. فيم يتحاورون؟

عبير المليجى
عادة ما يغلب على أحاديث النساء الثرثرة والشكوى من الرجال ومشاكلهن معهم، لكن ماذا يقول الرجال فى جلساتهم الخاصة؟...سؤال نطرحه لنعرف لماذا يعتبر آدم هو محور اهتمام حواء فى أغلب الأحيان, بينما هى تشغل جزءا من وقته وتفكيره فقط ؟

فى البداية سألنا أكرم عمران مهندس كمبيوتر عن حواره مع أصدقائه فقال: أغلب أصدقائى من نفس مجال عملى, فعادة تكون التكنولوجيا وتطوراتها الرهيبة هى محور الحديث - خاصة أنها أصبحت سمة أساسية فى حياتنا - أو الأحداث التى تمر بها البلاد الآن والتى تعتبر حديث الساعة للكبير والصغير، وحينما أتقابل مع أصدقاء الطفولة أو الأقارب يكون الحنين للماضى والذكريات الجميلة هما أهم ما نتحدث عنه.

هناك رأى آخر لمهندس يعمل فى مجال مختلف حيث يقول: أعمل لأكثر من 12 ساعة فى اليوم ولذلك أجد أن ما تبقى لى من وقت هو من حق زوجتى وبناتى خاصة أننى عاشق لهن، وكلما سنحت لى الفرصة للخروج مع أصدقائى تكون لمشاهدة مباريات كرة القدم فقط لا غير. أما إيهاب حسين فيقول: عادة ما نتحدث أنا وأصدقائى عن السياسة، لكن فى بعض الأحيان نتطرق للحديث عن المشكلات الأسرية بصفة عامة دون الدخول فى تفاصيل البيت, فقط لأخذ الرأى والمشورة أو للفضفضة ليس إلا.

وتقول د.فيفيان أحمد فؤاد أستاذ علم النفس بكلية الآداب جامعة حلوان: كثير من الرجال فى العصر الحالى يسابقون الزمن ويعملون فى وظائف شاقة وأحياناً أكثر من وظيفة لمواجهة غلاء المعيشة وتلبية احتياجات الأسرة للمحافظة على المستوى الاجتماعى والاقتصادى الذى تعودوا عليه وعادة يستهلك العمل وقتا وطاقة وصحة ومجهودا ذهنيا وبالتالى أصبح الرجل ليس لديه الوقت الكافى للحوارت والمشكلات ويحللها, خاصة إذا كانت صغائر تشتكى منها المرأة، ولذلك حينما تسنح له الظروف للخروج مع أصدقائه يفضل التحدث فى أى حوارات بعيدة عن الأسرة لطبيعته الشرقية ولرغبته فى الترفيه عن نفسه والبعد عن الروتين والمشكلات الأسرية.

وتضيف د.فيفيان أما المرأة فعادة ما يكون عملها تقليديا ولا يستنفد كل وقتها وتعانى من أن زوجها لا يعطيها الاهتمام الكافى، وبالتالى فهى دائماً ما تشتكى وتتحدث عن المشكلة محور الخلاف مع زوجها للحصول على الاهتمام وكسب تعاطف الآخرين ومساندتهم، وأحياناً تكون الشكوى لدرء العين خوفاً من الحسدو وهذا السبب ينتشر أكثر فى المناطق الشعبية وله مدلول علمى أن المرأة تشتكى وتبالغ أحياناً لخوفها من الحسد أو أن ينظر لها جيرانها فيما تتمتع به من نعم.

وهناك شق آخر لحوارات النساء و هو التفاخر بمميزات أو عطايا يقدمها الزوج, وهذا يعتبر نوعا من الفخر الإجتماعى على مثيلا تها من الزميلات فى العمل أو الأصدقاء والأقارب، وفى نفس الوقت هى تسعد بسماع مشكلات الأخريات حيث يعد مصدرا رائعا للحصول على الخبرة الحياتية وإحساسها بأنها ليست الوحيدة التى تعانى من المشاكل والخلافات، كما أن هناك حقيقة علمية أن السيدات مركز إنتاج اللغة فى الجهاز العصبى لديهن ينمو وينضج أسرع من الذكور, بدليل أن البنت تتحدث قبل الولد فى مرحلة الطفولة.

وفى النهاية توضح د.فيفان: علمياً تمثل الفضفضة للآخرين مصدرا من مصادر المساندة الاجتماعية أى تبادل المعلومات والخبرات والمشكلات، والمساندة الانفعالية أى المشاركة الوجدانية فى المشاعر فتجد من يفرح لفرحها ويحزن لحزنها، ولهذا تعتبر المساندة بشقيها عاملا واقيا من الإصابة بالأمراض النفسية والجسمية لشعور المرأة بأن لديها من يساندها ويقف بجانبها ويشاركها فى مشاعرها ومناسباتها المختلفة مما يضفى عليها مظهر القوة والسعادة، ويعوضها إلى حد ما عن قلة اهتمام الزوج بها وعدم إعطائها الوقت الكافى لسماع مشكلاتها ومشاركتها وتبادل الحوار معها.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق