رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

الجارديان تفجر مفاجأة :
معركة هيلارى وترامب لم تكن «الأسوأ» فى أمريكا!

ياسمين أسامة فرج
يعتقد البعض أن الصراع بين المرشحين الرئاسيين الجمهورى دونالد ترامب والديمقراطية هيلارى كلينتون جعلت من انتخابات الرئاسة الأمريكية هذا العام الأسوأ والأكثر قبحا على الإطلاق، ولكن الحقيقة،

أنه بالنظر إلى تاريخ المعارك الانتخابية للوصول إلى البيت الأبيض. وبالعودة إلى فترة ١٧٨٠ نجد أن العديد من الحملات الانتخابية الأمريكية حافلة بالأحداث المشينة مثل الاغتيالات والفساد والخطاب التحريضى والتشهير والفضائح وألاعيب السياسة القذرة وهذا ما أكده روبرت ماكروم فى مقال نشر فى صحيفة «الجارديان» البريطانية.

..........................................................

وقال ماكروم فى سرده لبعض الوقائع الكريهة والمشينة التى ارتبطت بانتخابات الرئاسة الأمريكية إن ما وصفه بعملية «طحن اللحم» التى يصنع منها «نقانق الديمقراطية» الأمريكية كثيرا ما يصيبها الخلل.

فعلى سبيل المثال ارتبطت الانتخابات التمهيدية فى عام ١٩٦٨ باغتيال مارتن لوثر كينج المناضل الأمريكى من أجل الحقوق المدنية، وأيضا اغتيال روبرت كيندى الذى كان مرشحا عن الحزب الديمقراطى فى المرحلة الأولى لتلك الانتخابات.

كما أن العديد من الشبهات تحوم حول يوم الانتخابات العامة فى هذه السنة عندما قفز المرشح هابرت هامفرى فى الاستطلاعات محققا تقاربا كبيرا مع منافسه ريتشارد نيكسون لدرجة أن الشبكات الإخبارية لم تستطع إعلان النتيجة حتى صباح اليوم التالي. وفى عام ١٩٦٠، يقول البعض أن جون كينيدى فاز بالرئاسة على حساب ريتشارد نيكسون بفضل تلاعب قام به ريتشارد دالى رئيس مدينة شيكاجو فى ذلك الوقت.

وعلى الرغم من حصول نيكسون على أغلبية الأصوات الشعبية، فإن كينيدى فاز بأصوات المجمع الانتخابى بـ ٣٠٣ أصوات مقابل ٢١٩ لنيكسون.

وبوجه عام، توصف انتخابات ١٩٦٠ بأنها أكثر الانتخابات تقاربا فى أصوات الناخبين بين مرشحى الرئاسة منذ عام ١٩١٦، كما أنها من أكثر الانتخابات الأمريكية إثارة.

ويوضح الكاتب ماكروم أن النبرة العنصرية فى خطاب ترامب التى حظيت بإعجاب بعض الأمريكيين ليست جديدة، فهى تعود إلى سياسة اتبعها واحد من أسوأ الرؤساء الأمريكيين على الإطلاق وهو الرئيس ميلارد فيلمور الذى تولى الرئاسة عام ١٨٥٠. تلك السياسة التى ظلت قوية فى الفترة من عام ١٨٥٤ إلى ١٨٥٦ تعتمد على استغلال خوف الأمريكيين من الأجانب والمهاجرين وتصويرهم على أنهم أعداء سيهيمنون على الولايات المتحدة.

كما أن الأمريكيين العاديين أصابهم الذعر عندما بدت بعض تصريحات ترامب كأنها تحرض على العنف ضد منافسته هيلارى كلينتون، حيث دعا ترامب فى أحد التجمعات الانتخابية لوبى السلاح الأمريكى إلى الدفاع عن التعديل الثانى للدستور وتوجيه غضبهم - وأسلحتهم كما فسر البعض - ضد كلينتون التى تريد تغيير قوانين حيازة الأسلحة فى البلاد.

ولكن الكاتب ماكرون يقول فى ذلك السياق إنه على الأقل أن ترامب وأنصاره لم يقدموا فعليا على إيذاء كلينتون كما فعل آرون بور عام ١٨٠٤.

وكان آرون بور نائب الرئيس الأمريكى توماس جيفرسون عندما أقدم على قتل منافسه السياسى ألكسندر هاملتون فى مبارزة بينهما، وتم توجيه تهمة القتل لبور فى ذلك الوقت، اضطر إلى السفر هربا من تنفيذ الحكم عليه إلى الجنوب الأمريكي.

وبشأن التشهير والفضائح والخطاب التحريضي، يقول ماكرون أن ذلك النوع من الأساليب القذرة فى الحملات الانتخابية تم استغلاله فى أسوأ أشكاله فى انتخابات عام ١٨٠٠ عندما بدأت حملة ممنهجة من أنصار جون آدمز ضد توماس جيفرسون الذى وصفوه بأنه ملحد وفاجر وعبد للفرنسيين.

وتوصف الانتخابات فى ذلك العام بأنها أكثر الانتخابات شراسة فى التاريخ الأمريكي.

وفى النهاية، فإنه بعد مرور ٢٠٠ عام على انتخابات ١٨٠٠، يرى العديد من المحللين أن النظام الأمريكى انهار، بينما الحقيقة أنه منهار من قبل، أو أنه يترنح.

وعلى الرغم من أن البعض يرى أن الشراسة التى شهدتها المعركة بين ترامب وكلينتون دليل على قوة وحيوية النظام الأمريكي، فإن البعض الآخر يحذر من أن «الصدمة» التى تؤدى إلى إصلاح النظام الأمريكى قد تتسبب على العكس فى تدميره.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق