يتحدثون دائما عن رغد العيش فى الدول الأوروبية ويعقدون المقارنات بين الأوضاع فى بلادنا ومثيلاتها فى تلك الدول ويرون فى ذلك دليلا على فشلنا ونجاح الآخرين.
لكن هؤلاء لا يتحدثون أبدا عما مرت به تلك الدول من محن حتى وصلت لما هى عليه الآن، ولا يذكرون التضحيات التى قدمتها الشعوب حتى حققت تقدمها الاقتصادى وأصبحت تعيش فى رفاهة واستقرار.
الخبراء الذين يكتبون مقالات ويستهلون حواراتهم فى التليفزيون بجملة (فى أوروبا والدول المتقدمة) لا يذكرون أبدا أن بريطانيا مرت بسنوات عجاف خلال الحرب العالمية الثانية وأن الشعب كان يحصل على حصة تموينية تتضمن بيضة واحدة أسبوعيا لكل مواطن.
وهؤلاء لا يعرفون أن شعب كوريا الجنوبية مر بمجاعة فى ذات الفترة بسبب الاحتلال اليابانى لبلادهم وأن طفلا صغيرا فقيرا (صار فيما بعد رئيسا للبلاد) كاد يموت جوعا ولم ينقذه إلا صديق له كان يملك دجاجة واحدة وكان يقسم البيض معه حتى تعدلت الأحوال.
إذن .. كل الأمم العظيمة تمر بظروف صعبة وتواجه محنا قاسية ولكنها تتجاوز كل ذلك بالصبر والعمل والتحمل والتعاون والإيمان بمستقبل أفضل. ومصر ليست استثناء وهى حاليا تمر بظروف صعبة تتطلب قليلا من الصبر وكثير من العمل حتى تنقشع الغيوم وتعود السماء صافية.
14 شهرا فقط ويبدأ انتاج الغاز من بئر (ظهر) ومعه الخير الوفير من مصادر للطاقة ومليارات الدولارات (يقدرها بعض الخبراء بـ 5 مليارات سنويا) .. 14 شهرا فقط تنتهى خلالها أيضا عشرات المشروعات العملاقة ويبدأ المصريون يشعرون بثمار جهودهم ويدركون عظمة ما يقوم به رئيس البلاد.
[email protected]لمزيد من مقالات سامح عبد الله; رابط دائم: