رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

تاريخ
إغراق إيلات.. بداية عمر جديد

محمد هزاع
لقد كان إغراق المدمرة الاسرائيلية إيلات بواسطة 4 صواريخ بحرية مصرية سطح/ سطح هى الاولى من نوعها فى تاريخ الحروب البحرية وبداية مرحلة جديدة من مراحل تطوير الأسلحة البحرية واستراتيجيات القتال البحرى فى العالم، فقد تم فى هذه العملية تدمير مدمرة حربية كبيرة بلنش صواريخ للمرة الأولى فى التاريخ.

وبعد نجاح المهمة صدر قرار جمهورى بمنح كل الضباط والجنود الذين شاركو فى العملية أوسمة وأنواط وأصبح غرق المدمرة إيلات فى 21 اكتوبر 1967 عيدا للقوات البحرية المصرية، وأشادت الدوائر العسكرية بالشجاعة النادرة لقادة اللنشات المصرية وضم تسجيل هذه المعركة ضمن أشهر المعارك البحرية فى التاريخ.

وكانت توابع تلك الكارثة ليس فقط على البحرية الاسرائيلية بل على الشعب الاسرائيلى بكامله، وعلى الجانب الآخر فان البحرية المصرية والشعب المصرى كله الذى ذاق مرارة الهزيمة فى 5 ينونيو 1967 من نفس العام ارتفعت معنوياته كثيرا. وبانطلاق الصواريخ الموجهة من لنشات الصواريخ المصرية مساء يوم 21 اكتوبر 1967 وإصابتها للهدف، والمدمرة الاسرائيلية إيلات، وغرقها بدأ عصر جديد فى تاريخ الصراع البحرى، هو عصر الصواريخ الموجهة. فقد كانت الصواريخ سطح/ سطح الموجهة معروفة قبل استخدامها فى صدام بحرى وجرى التدريب عليها ورصد نتائجها، ولكن الجديد فى معركة بورسعيد التى شهدت إغراق المدمرة، أنها أضاءت للعالم الحقيقة، ووضعت الجميع أمام النتائج الحقيقية لقدرة هذه الصواريخ التى تطلقها وحدات بحرية صغيرة لتنهى وجود وحدات بحرية أكبر منها حجما وتسليما. وتبين للعالم حقيقة الخطر الذى تتعرض له الأساطيل الكبرى. والأهم تحقق توازن القوى للمرة الأولى بين القوى البحرية الكبرى والقوى البحرية الأخرى، وبذلك يكون قد تحقق التوازن بين دول العالم المتقدم ودول العالم الثالث من خلال امتلاكها سلاح فعال بثمن رخيص. الجدير بالذكر أن معركة بورسعيد البحرية اشعلت حمى المنافسة بين الجميع وأطلقت البداية ليبدأ سباقا لا يعرف التوقف وهذه المعركة التى أتت نتائجها اعلانا لبدء عصر الصواريخ سطح/ سطح التى جرت فى ظروف بالغة الصعوبة سياسيا وعسكريا ونفسيا بالنسبة للجميع. فقبل هذه المعركة الساطعة والمتوهجة بأربعة شهور تقريبا لاقت مصر هزيمة كبيرة فى تاريخها العسكرى. ويبدو أن النتيجة المتوقعة لقرار الأمر بالاشتباك مع المدمرة إيلات ـ كما يقول الكاتب والمفكر العسكرى عبده مباشر فى كتابه «إغراق إيلات» ـ كانت مطلوبة فقد كان مطلوبا تحقيق نصر من نوع ما ليقدم الى كل القوات المسلحة خاصة قبل أن يكتمل بناء الخط الدفاعى الأول والى الرأى العام، للتخفيف من حدة الضغوط التى يضعها على كاهل المسئولين. والآن وبعد أكثر من 45 عاما، فاننا نرى أن القرار كان قرارا صائبا، وأن القيادة البحرية والفريق الذى تحمل مسئولية التخطيط والاشراف على التنفيذ قد أدى دوره باقتدار، وأن أحمد شاكر ولطفى جاد الله وباقى أفراد طاقم لنش الصواريخ قد أظهر شجاعة فائقة وحققوا انتصارا غاليا فى ظل ظروف بالغة الصعوبة، بل إن المعركة التى خاضوها مساء يوم 21 أكتوبر 1967 كانت بداية عصر جديد.



الكتاب: إغراق إيلات

المؤلف :عبده مباشر

الناشر : الهيئة

المصرية العامة للكتاب

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق