رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

صباح الياسمين
دموع الرجال وعزة النفس

كل ماعليك للتخلص من شحنة غضب أو شعور بالاحباط ان تدخل تلك الغرفة وتصرخ وتصرخ، واذا لم يساعدك صوتك انقر على الطبول الموجودة بالحجرة على أن تتخلى عن أى وسيلة اتصال أوتواصل لتعيش مع صراخك وإيقاعاتك وحدك، بعدها قد تشعر بارتياح وتتجدد نفسيا،

هذه هى «غرفة الصراخ» التى ابتكرها شاب مصرى باحدى مكتبات القاهرة، الفكرة تتماشى مع دراسة لعالمة النفس البريطانية جودى جيمس بأن نوبات الصراخ يمكن أن تساعد فى حالات الإجهاد والمخاوف الاقتصادية إذ أنها تخفف من حدة الضغط النفسى وتطرد الطاقة السلبية. العلاج بالصراخ قد يكون مفيدا فى بلدان تنعم بالهدوء والسكينة، اما نحن فكل حياتنا صراخ وزعيق، فى الشارع وفى أى حوار ونقاش حتى سهراتنا الترفيهية تسيطر عليها حناجر مذيعين التليفزيون التى تزيدنا اكتئابا، ويعلو الصراخ كلما غاب المنطق والعقل والحجة عن التفسير العلمى لكثير من المشكلات، وويل لمن يختلف مع حناجرهم! ماأصعب الصرخة المكتومة فى صدور جريحة بسبب مرارة الازمة الاقتصادية التى نزعت غطاء الستر عن كثيرين، بينما ترمح طبقة من الاثرياء الجدد استغلت فقدان السيطرة على الدولار وانهيار الجنيه، ويزايدون على الوطنية! كم هو مؤلم ان ترى دموع رجل عزيز النفس وواثق الخطى يسقط من علو بعد ان التهم الغلاء معاشه الضئيل وتبخرت تحويشة عمره، ويتمتم بكلمات يعتصرها الألم والحسرة على العمر اللى راح بدون تقدير وعرفان بعطاء السنين، ليس بالصراخ ولابالنواح تحل مشكلاتنا، بالإنتاج وفتح مصانع جديدة وتهذيب النفس والتعلم ليبقى الشعور بعزة الوطن نابعا من عزة نفس مواطن ينعم بحياة كريمة.

لمزيد من مقالات سمير شحاتة

رابط دائم: