توثيق سرقات وتدمير حضارتنا

متحف ملوى بمحافظة المنيا الذى تم افتتاحه أخيرا بعد تجديده واستعادة نسبة كبيرة من مقتنياته التى تمت سرقتها فى أعقاب ثورة 25يناير التى صاحبتها حالة فوضى عارمة، وتعرض لمحاولات تدمير بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة، هذا المتحف سيظل رمزا لإصرار المصريين على مواجهة محاولات طمس هويتهم الحضارية وسرقة كنوزهم الأثرية، لقد سرق اللصوص 1003 قطع من بين نحو 1050 قطعة بعد الثورة، نجحت أجهزة الدولة فى استعادة نحو 900 قطعة منها، وبعد فض الاعتصامات حاول أعداء الحضارة الانتقام بتدمير 50 قطعة، ربما لو تمكنوا من تدمير المزيد لما ترددوا، لقد كانت هجمتهم الوحشية دليلا على ما يضمرونه من حقد وكراهية ورغبة فى التدمير، يريدون أن يهدموا أركان حضارتنا، وليس فقط القضاء على ممتلكات الدولة والشعب، لكن أيضا كنوز الوطن، هذا ما يدفعنى للمطالبة بتسجيل ما حدث فى جناح خاص بالمتحف يضم صورا موثقة لما حدث من سرقات وتدمير، حتى لا ننسي، وحتى لا يأتى يوم يقول البعض من دعاة المصالحة مع الذين أجرموا فى حق مصر وتاريخها وحضارتها وهويتها وشعبها، وليس فقط حكومتها وجيشها، يقول إن المتحف قائم، وميدانى رابعة والنهضة، وكل مكان حاولوا تدميره عاد إلى طبيعته، وكأن شيئا لم يكن، هؤلاء يتناسون ما حدث، لذا يجب توثيق السرقات والتدمير، وأيضا يجب توثيق أعمال استعادة المسروقات وترميم ما طالته يد التخريب، لن يكفى أن نعيد الحياة لمتاحفنا، ومنشآتنا التى دمروها وسرقوها، لكن يجب أن يعرف الجيل المقبل، وكل الأجيال التالية ما حدث، وكيف نجحنا فى إنقاذ هويتنا وكنوز حضارتنا، وكيف حاولوا تدميرنا..