رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

كل يوم
أكتوبر.. عبد الناصر والسادات
تحطيم الأساطير (23) وأخيرة

تبقي كلمة ضرورية وهي أن مصر التي رفضت الهزيمة وخاضت أشرف وأشرس حرب للاستنزاف تحت قيادة جمال عبد الناصر هي نفسها مصر العظيمة تحت قيادة أنور السادات الذي اتخذ قرار الحرب بكل شجاعة وجسارة.

كلا الرجلين عبد الناصر والسادات أصرا علي تحطيم جدار الخوف الذي نجم عن صدمة 5 يونيو 1967 وكان ما كان من عمليات بطولية لتأكيد القدرة علي القتال بعد أسابيع قليلة من وقوع النكسة بالسيطرة علي رأس العش شرق بور فؤاد وغارات الطيران المصري علي سيناء في يوليو 1967 ثم إغراق المدمرة العسكرية الإسرائيلية «إيلات» شمال شرق بورسعيد في أكتوبر 1967 ومعارك المدفعية عام 1968 ثم حرب الاستنزاف طوال عامي 1969 و1970 والتي شهدت عمليات عبور محدودة لجلب الأسري وقطع الذراع الطويلة لإسرائيل في معركة تحطيم أسطورة طائرات الفانتوم في يونيو 1970 بعد اكتمال بناء حائط الصواريخ.

ورحل جمال عبد الناصر وجاء أنور السادات والكل يتصور أن وقف إطلاق النار سوف يستمر إلي ما لا نهاية وأن حالة اللاسلم واللاحرب سوف تفرض نفسها مادام أن القوتين العظميين «الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي» أعربا عن مباركتهما هذه الحالة في قمة بريجنيف ونيكسون التي سميت بقمة الوفاق العالمي عام 1972 لكن أنور السادات ــ وهذه شهادة للتاريخ ــ قرر أن يشطب كلمة المستحيل من أجندة السياسة المصرية مهما تكن المخاطر ومهما تكن التضحيات وكان علي ثقة من أن المؤسسة العسكرية المصرية سوف تكون كعادتها ــ دائما ــ علي قدر المسئولية عندما يصدر إلي الرجال أمرا للقتال.

واستيقظت الدنيا كلها في 6 أكتوبر 1973 علي واقع جديد... وكل عام ومصر جيشا وشعبا وقيادة تحيي ذكري العبور التي تجدد الأمل في النفوس وتؤكد قدرة هذا الشعب علي إفشال الحروب النفسية التي هي أعتي وأشد من الحروب العسكرية.

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: