{ على ضوء نتائج البعثة المصرية فى دورة ريو 2016 يحق لنا أن نتساءل، لماذا لا تسمى الوزارة المسئولة، وزارة الخيبة الرياضية والترفيه والسياحة، حيث تمثل انجازها فى إرسال فوج سياحى من رياضيين وأشباه رياضيين وعدد كبير من الاداريين إلى البرازيل على نفقة الدولة، وبتكلفة فاقت ما تكلفته البعثة التى شاركت فى دورة لندن 2012
{ مضى أكثر من شهر على انتهاء الدورة الأوليمبية، ولم أقرأ عن استقالة أى من المسئولين عن هذه الخيبة الثقيلة، ابتداء من الوزير وصولا إلى رؤساء وأعضاء الاتحادات الرياضية بجانب كل أعضاء اللجنة الاوليمبية!!
{ تحصد مصر منذ عقود نفس الخيبة، فى كل دورة أوليمبية إلا قليلا، بعدها نسمع تصريحات عن لجان للتحقيق وخطط جديدة للدورة المقبلة، وتمر الشهور والسنوات ولا شيء يتغير. فالمهم أن يبقى أصحاب المصالح الخاصة فى مقاعدهم، ويبدو أنهم لم يسمعوا عن الفشل والخيبة الثقيلة فى ريو!!
{ يبدو أن المسئولين الرياضيين قد لجأوا إلى متعهد من وكالة البلح للحصول على ملابس البعثة الرياضية المشاركة فى الاوليمبياد، ويبدو أنهم ومن سبقوهم غير مؤهلين لتصحيح مثل هذا الأمر الذى يتكرر مع كل دورة أوليمبية!!
كانت ملابس البعثات الرياضية الأخرى غاية فى الأناقة، وهنا لا أتحدث عن الدول الغنية أو الكبري، بل أتحدث عن دول فى أوضاع مماثلة لأوضاع مصر مثل تونس والمغرب ونيجيريا وإيران، واعتقد أن من لديهم احساس أو تقدير للمسئولية أو حرص على صورة مصر قد شعروا بالحسرة وهم يرون الملابس البالغة الأناقة للبعثة النيجيرية.
{ سأل التلميذ أستاذه، لماذا تفوقت الولايات المتحدة جدا، وحصلت وحدها على أكثر من ثلث عدد ميداليات الدورة، وتركت لـ204 دول الثلثين؟ فأجابه الأستاذ قائلا، لأنه لا يوجد بها وزير للرياضة.
{ الذين يدقون الطبول للفوز بثلاث ميداليات برونزية، كان عليهم أن يشعروا بالخجل على ضوء الانجاز الكبير لكل من كينيا وأثيوبيا وجنوب افريقيا والجزائر وتونس وإيران. ومعظم هذه الدول لم تنفق مثلما أنفقت مصر.
{ كان عظيما أن يوافق المسئولون الرياضيون على سفر عدد من الإداريين يقترب أو يزيد على عدد الرياضيين بالاضافة إلى عدد من أعضاء البرلمان، فقد وضعوا فى اعتبارهم تخصيص إدارى لكل رياضى لكى يساعده فى كل ما يفعل، وليوفر له كل فرص الاستعداد من أجل التفوق.
وكان عظيما أيضا أن ينسوا أن مصر تمر بضائقة اقتصادية، وأن يعملوا وفقا لمبدأ أن المجاملات أهم من الأوضاع الاقتصادية!!
والمهم أن الحطب قد أشعل نار الحسرة والغيظ فى قلوب المصريين.
{ ومن المعروف أن المنظومة الرياضية فى معظمها فاسدة، وفى أغلب الأحيان تتغلب المصالح الخاصة على المصلحة العامة. والصراع الذى لا يتوقف فى كل جنبات هذه المنظومة يندلع ويلتهب وتتضاعف ضراوته، لا هدف له إلا المصلحة الخاصة. والمتصارعون لا يخوضون هذه الصراعات دفاعا عن مصلحة عامة أو مبدأ أو قيمة عليا إلا فى حالات نادرة، فالمهم دائما هو المصلحة الخاصة، ثم مصلحة الشلة أو الأنصار.
{ وهناك فساد لا نظير له فى دولة المدربين الذين يلقون التدليل والدعم من جانب معظم المسئولين عنهم. ففى هذه الدولة لا مكان للموهوبين أو الأكفاء أو أصحاب المستقبل الواعد، الأماكن محجوزة لمن يدفع أكثر من الآباء وأولياء الأمور ولأبناء المسئولين. وببجاحة يرفعون شعار «البرايفت» أى الدروس الخصوصية فى هذه الرياضة أو تلك. وتضطر الأسر لدفع آلاف الجنيهات شهريا «للبك» المدرب لكى يجد لأبنائهم مكانا. والفوز هنا لمن يدفع أكثر لا لمن يثبت ابنه أو ابنته تفوقا أو تقدما ملحوظا.
{ ومن المعروف فى دنيا الرياضة، أن التدريب علم، بل مجموعة علوم مرتبطة فى منظومة تكفل المناخ الأكثر ملاءمة للارتقاء بمستوى الرياضة والرياضيين. ولكن هذا المعروف، يبدو أنه غير معروف لدينا، ففى معظم الأحوال تسير أمور التدريب بالفهلوة أو بخبرات تجاوزها الزمن.
{ اللاعب إياه الذى يفخر بأنه سلفي، والخائب رياضيا ووطنيا وسياسيا تصور أنه ذاهب للبرازيل من أجل تحرير فلسطين.
وهذا الخائب نفذ تعليمات وأوامر شيخه السلفى بألا يصافح أو يحيى يهوديا أو مسيحيا، ولمم يبال بمصلحة مصر، وتجاهل تماما تعليمات مدربه، فكانت الخسارة المهينة أمام اللاعب المنافس، وأصاب الروح الرياضية فى مقتل، وخسر وخسرت مصر.
{ للمسئولين عن مطار القاهرة، أقول لهم إننى صباح يوم السفر إلى جنيف، اشتريت قدحا من الكابوتشينو من كافتيريا بالمطار وفقا لنظام أخدم نفسك، حصلت عليه فى كوب ورقى مقابل 35 جنيها. وبعد وصولى إلى مطار جنيف التى تعد ثانى أغلى مدينة فى العالم بعد طوكيو، اشتريت نفس قدح القهوة، ودفعت 2 فرنك سويسرى أى ما يساوى عشرين جنيها.
فهل لديكم تفسير؟ أم أنكم لا تعلمون؟ أم أن فى الأمر إنًْة؟
لمزيد من مقالات عبده مباشر رابط دائم: