رئيس مجلس الادارة
أحمد السيد النجار
رئيس التحرير
محمد عبد الهادي علام
دوى هائل فى إسرائيل والمحيط الإقليمى.. فكيف للجيش الوطنى السورى المنشغل بمقاومة الإرهاب أن يكون يقظا تجاه اسرائيل ويسقط مثل هاتين الطائرتين؟! وكيف تطورت أجهزة الرصد السورية والصواريخ المضادة للطائرات إلى هذا الحد وسط الانشغال السورى بمواجهة الإرهابيين فى كل أنحاء سوريا؟ وما علاقة الضربة الأمريكية لبعض المواقع السورية فى حلب، بعد أيام من إسقاط سوريا هاتين الطائرتين الإسرائيليتين؟! وهل هناك علاقة مباشرة وبالوكالة بين أمريكا واسرائيل وتركيا، تسمح للأخيرة بأن تتدخل فى العمق السورى وتسيطر على بعض الأراضى وتعلن قرب اقامة شريط حدودى بين تركيا وسوريا، بزعم الحماية من الإرهاب الداعشى؟! وهل هناك علاقة بين هذا وذاك، وبين الموقف المصرى الواضح من مصر على لسان رئيسها عبدالفتاح السيسى من فوق منبر الأمم المتحدة وأمام العالم يدعو لعملية سلمية فى سوريا ويصف ما يجرى بأنه مقاومة من الجيش السورى ضد الإرهاب.. الخ؟ كلها تساؤلات تحتاج إلى إجابات شافية وواضحة، وأحاول توضيح ما يلى:ـ 1ـ أن اسرائيل استهدفت من وراء انتهاك المجال الجوى السورى، بطائرتين عسكريتين، تأكيد حريتها وقدرتها على فعل ذلك واستغلال الانشغال السورى بالأوضاع الداخلية ومجابهة الإرهاب، لتأكيد هيمنتها العسكرية على المنطقة وإشعار سوريا بالعجز عن المجابهة،أو رد الفعل، فضلا عن طمأنة عملائها من الإرهابيين الذين يعملون فى خدمة اسرائيل وتحقيق أهدافها فى زعزعة استقرار سوريا، أنها موجودة ومازالت تمثل لهم الغطاء العسكرى والحمائى فى الوقت المناسب، فضلا عن ذلك قد تكون استهدفت أيضا اختبار الدفاعات العسكرية السورية وإلى أى مدى تقدمت للمعرفة وأخذ ذلك فى الاعتبار مستقبلا. 2ـ المفاجأة السورية تمثلت فى اسقاط دفاعاتها الحيوية هاتين الطائرتين، الأمر الذى أدى إلى زلزلة اسرائيل وفقدانها التوازن، حيث تخلت سوريا عن التصريح الدائم أن سوريا تحتفظ لنفسها بحق الرد فى الوقت المناسب، إلى الرد المباشر مهما يكن رد الفعل الإسرائيلى أو تداعيات الموقف حتى احتمالات التصعيد، وهو ما يشير إلى تغيرات استراتيجية كبيرة لدى الجانب السورى، لابد من أخذها فى الحسبان من جانب اسرائيل مستقبلا، كما أن سوريا أثبتت بهذا الفعل قدراتها العسكرية فى العمل على أكثر من جبهة واعتبار أن اسرائيل والإرهاب عدو واحد لابد من اليقظة دائما لمجابهته مهما يكن الثمن،، فضلا عن ذلك، فقد تأكدت التطورات الضخمة فى القدرات العسكرية للجيش السورى ويقظته، وأنه بهذا الفعل أرسل رسالة لإسرائيل وكل ما يعنيه الأمر أن أراضى سوريا غير مستباحة لإسرائيل ولغيرها. 3ـ أن الضربة العسكرية الأمريكية لبعض المواقع السورية فى حلب وعلى الحدود والتى فى غالب الأمر انطلقت من قواعد عسكرية أمريكية فى تركيا، كانت لتأكيد أن اسرائيل ليست وحدها فى المجابهة مع النظام السورى، بل جاءت أيضا رد فعل لاسقاط سوريا الطائرتين العسكريتين الإسرائيليتين، وأن أمريكا لقادرة على التدخل فى الوقت المناسب!! ورغم اعتذار الولايات المتحدة عن هذه الضربة مبررة ذلك بأنها جاءت بطريق الخطأ، وأنها كانت تقصد الإرهابيين من داعش، إلا أنها جاءت تأكيدا لليد الطولى للولايات المتحدة وأنها لقادرة على توجيه الضربات المباشرة، وهو أمر خطير للغاية يهدد بالمزيد من عدم استقرار المنطقة لكن يبقى الوجود الروسى فى سوريا والمنطقة علامة فارقة فى الحفاظ على موازين القوى فى المنطقة وحفاظا على الدولة السورية فى ظل نظام دولى أصبح ثنائى القطبية إن لم يكن متعدد الأقطاب، وبذلك لا انفصال بين الضربة العسكرية الأمريكية لمواقع سورية، وبين الاسقاط السورى للطائرتين العسكريتين الإسرائيليتين. 4ـ القراءة الموضوعية لحقيقة الأوضاع فى سوريا، أسهمت فى النقلة النوعية فى الموقف المصرى تجاه ما يحدث فى سوريا، والذى أعلن عنه الرئيس السيسى فى الأمم المتحدة، وهو خيار يتسم بالوضوح والعلانية، وفى مجابهة أطراف اقليمية تحاول أن تشد مصر إلى تحالفات وهمية الغرض منها الحيلولة دون عودة الدور الفعال لمصر اقليميا ودوليا، ولهذا حديث قادم إن شاء الله، وخلاصة الأمر أن سوريا الدولة والجيش الوطنى والقيادة، تعيش واقعا جديدا بالانتصار الدائم على الإرهارب وبالقدرة على مجابهة اسرائيل حينما تفكر فى مهاجمة سوريا وشعبها واستغلال الظروف التى تمر بها، وفى ظل نظام دولى جديد ومازال الحوار متصلا. لمزيد من مقالات د. جمال زهران