رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

حالة حوار
مناظرة!

علي الرغم من عدم اعتقادي بفاعلية المناظرات التليفزيونية في تشكيل المواقف الانتخابية للكتل الجماهيرية الكبري،

فإنها تعطي فكرة عن أداء المرشحين ومدي نجاح حملتيهما إلي حد كبير، وهكذا رأيت هيلاري كلينتون ودونالد ترامب في مناظرة لونج آيلاند - نيويورك في جامعة هوفوسترا فجر الثلاثاء الفائت (90 دقيقة أغلبها مركز علي الشئون الاقتصادية) ورغم التباين الكبير في الرؤي حول ملفات تتعلق بالشرق الأوسط فإن أحد جوانب الجدل كان يتعلق بالرئيس باراك.

أوباما الذين كان حاضرا جدا في تلك المناظرات إذ رأت كلينتون أن ترامب بني حملته علي أكاذيب عنصرية بشأن جنسية أوباما حين قال ترامب أن أوباما تسبب في كارثة داعش وان هيلاري مع الديمقراطيين تسببوا في فوضي عارمة بالشرق الأوسط، ولكن علي حين رأت كلينتون أن مواجهة التنظيم المتوحش يجب أن تكون بدعم الشركاء العرب والأكراد، فإن ترامب رأي أن ضربات حلف الأطلنطي يجب أن تكون وسيلة هزيمة داعش، إلا أنه أصر علي أن ظواهر الإرهاب مرتبطة بموجات المهاجرين غير الشرعيين.

ترامب بدا مذاكرا لواجبه رغم قلة خبرته ورغم انتهازه الفرصة لتجديد ضرباته إلي هيلاري، وكلينتون حاولت أن تكون أكثر دقة ومنهجية وأشارت إلي تفوق داعش في الإنترنت وشبكات الدعم الاليكتروني وهجمات روسية اليكترونية مزعومة علي بلادها رغم أنها شخصيا أساءت استخدام بريدها الاليكتروني الخاص الأمر الذى أدي إلي الفضيحة الأكبر في حملتها الانتخابية التي حاولت أن تبدو فيها أكثر مصداقية وتعترف بخطئها في هذا الأمر.

وبدا ترامب مخاطبا جماعات اليهود الأكبر ميلا لحزب هيلاري كلينتون الديمقراطي ووعد باعتماد القدس عاصمة لإسرائيل ليسحب السجادة من تحت قدمي كلينتون، ومع ذلك فإن وعد القدس تقليدي متكرر في كل الانتخابات من جانب المرشحين الاثنين وليس له إلا قيمة دعائية أو رمزية. وإن اعتبرت بعض مواقع التواصل الاجتماعي أن كلينتون سجلت 62% من النقاط مقابل 27% لترامب في عينة المبحوثين بعد المناظرة فإن ذلك كان يرتبط بمستوي ثقافة المصوتين الأعلي لمصلحة كلينتون المنخفضين لمصلحة ترامب وهذا أحد العوامل التي تجعل تلك التقييمات غير مؤكدة وغير مجدية.

المناظرة كذلك كانت نموذجا يسميsmearing compaigns أوحملات التلطيخ وعلي الرغم من ادعاء المرشحين الاثنين التوازن والموضوعية فإن حملات التلطيخ دشنت الموسم الانتخابي الأمريكي علي نحو ساخن ربما يكون أحد عوامل تقييم المناظرات المقبلة.


لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع

رابط دائم: