رئيس مجلس الادارة
أحمد السيد النجار
رئيس التحرير
محمد عبد الهادي علام
بعد عام وأن يتعرفوا على الجذور الحقيقية لتلك الثورة الاجتماعية العارمة التى لم تعد قصرا على دولة بعينها أو مجتمع بعينه وإنما امتدت لكل مكان فى العالم ومن ثم عليهم أن يدركوا - قبل فوات الأوان - أن عيوب وسلبيات النظام الرأسمالى بمفهوم السوق الحرة العالمية العولمة قد تكون هى البذرة التى تحمل فى داخلها نبتة عدم الاستقرار . ويستعيد أهل الصين من الذاكرة ما حدث لهم قبل عشرين عاما عندما بدأت الصين تخطو أولى خطواتها للانتقال من الشيوعية المنغلقة إلى اقتصاديات السوق الحرة وأدى ذلك إلى تحول أكثر من 100 مليون فلاح صينى إلى عمال تراحيل وأيضا ما حدث فى روسيا من استبعاد عشرات الملايين من سوق العمل وانتشار حالة تقرب من الفوضى وتهيؤ الأجواء الملائمة لانتشار الجريمة المنظمة والفساد الاجتماعى وتدمير البيئة نتيجة عدم الالتفات لمردودات الأبعاد الاجتماعية للعولمة وضرورة الإدراك أن ما يصلح لأمريكا وأوروبا ربما لا يصلح لأوروبا وآسيا والشرق الأوسط. ولا يتحرج أهل الصين من القول صراحة إن معظم الإفرازات السلبية للعولمة ترجع إلى أن أمريكا لاتبدى اهتماما سوى بتطوير فكرة السوق الحرة التى هى ركيزة النظام الرأسمالى لأكثر من قرن ونصف القرن للأخذ بما تمت تسميته الرأسمالية الديمقراطية حيث يعتقد المبشرون بالعولمة فى أمريكا أن ذلك هو النموذج الأمثل الذى ينبغى تعميمه عالميا فى إطار استراتيجية أمريكية تستهدف اندماج اقتصاديات العالم كله فى سوق حرة عالمية واحدة بنفس القواعد والأسس الأمريكية التى لا تلائم الدول الآخذة فى النمو وبالتالى توفير البيئة الملائمة لإحداث تفكك اجتماعى واضطراب اقتصادى قد يؤدى إلى كساد عالمى وارتباك سياسى يهدد الاستقرار العالمى بأسره. وغدا حديث آخر من بكين خير الكلام: << ارتباطك بالشيء خير من حاجتك إليه! [email protected]لمزيد من مقالات مرسى عطا الله