جاءت زيارة وزير الدفاع اليونانى بانوس كامينوس الى القاهرة الاسبوع الماضى واجراؤه مباحثات عسكرية مع الفريق أول صدقى صبحى القائد العام وزير الدفاع والانتاج الحربي، فى اطار التقارب المصرى اليونانى فى ظل التهديدات التى تشهدها منطقة الشرق الاوسط،
وبخاصة البحر المتوسط الذى تتشارك مصر واليونان فيه مع الدول الاخري، وفى ظل تبادل الاستراتيجيات والرؤى التى تحقق الامن للطرفين فى الوقت الحالي، كما كانت اهمية الزيارة فى زيادة فرص التعاون العسكرى وتصنيع السلاح بين البلدين والتعرف على الخبرات المصرية فى هذا المجال من خلال وزارة الانتاج الحربى والمصانع التابعة لها والهيئة العربية للتصنيع.
ان منطقة البحر المتوسط اصبحت فى الوقت الحالى من اخطر المناطق حيث اصبحت مرتعا لعميات تنقل الارهابيين، وايضا الهجرة غير الشرعية والتى اصبحت عبئا حقيقيا على دول شمال المتوسط، وايضا هناك اطماع عديدة من قبل القوى الغربية للسيطرة على المجرى الملاحى يهم، وتسعى كل قوى لفرض نفوذها عليه فى ظل وجود الثروات التى به وبخاصة الغاز الطبيعى والذى تم اكتشافه فى الحدود البحرية المصرية بعد الترسيم مع اليونان وقبرص.
ان السياسة العسكرية المصرية وضعت استراتيجيتها للانفتاح على جميع المدارس العالمية للاستفادة من الخبرات المختلفة بالاضافة الى تنوع مصادر السلاح،ونقل التكنولوجيا الحديثة الى مصر، والاهم فى التعاون مع اليونان والتقارب عسكريا معها لانها شريك فى المتوسط والترتيبات الامنية التى تسعى مصر الى تنفيذها لحماية امنها القومى يجب ان تكون اليونان ودول اخرى فى شمال المتوسط فى تنسيق كامل معها.
ان اليونان من الدول صاحبة القدرة العسكرية العالية، وهى عضو فى حلف شمال الاطلنطى 0الناتو) وخبراتها عالية فى مجال القوات البحرية والجوية، لذا فقد نفذت القوات المسلحة المصرية العديد من المناورات البحرية والجوية خلال الأعوام الثلاثة الماضية،وحققت المناورات أهدافها كاملة وهى مستمرة.
وقد حان الوقت لتبادل الخبرات فى مجال نقل الخبرات فى مجال تصنيع السلاح فمصر تمتلك قدرات عالية فى مجال التصنيع العسكري، وتحقق العديد من الطفرات فى هذا المجال الذى اصبح ضرورة ملحة فالدولة التى لا تستطيع ان تصنع سلاحها لن يكون لها القدرة على حماية اقتصادها وامنها القومى فى ظل التوترات والحسابات الجديدة التى تطرأ على العالم وعلى منطقة الشرق الاوسط بالتحديد، لذلك فمصر دائما ما تسعى الى الاستفادة من خبرات بعض الدول فى هذا المجال وبخاصة اليونان فى الوقت الحالي.
لقد استطاعت مصر خلال الاعوام التى تلت ثورة يونيو ان تحقق قفزات غير مسبوقة فى مجال التسليح حتى اصبحت الآن القوة البحرية الاولى فى الشرق الاوسط بعد امتلاكها حاملتى مروحيات والعديد من القطع البحرية الحديثة تستطيع من خلالها حماية السواحل الممتدة من البحرين المتوسط والاحمر، من اية عدائيات ، وبالاخص الارهاب العابر للحدود والذى اصبح ظاهرة يتم تمويله من دول كبرى لشن حرب بالوكالة فى المنطقة، لذا كان الفكر المصرى العسكري، بامتلاك سلاح يتم من خلاله الوصول الى العدو قبل تسلله الى داخل الدولة.
ان الدول المطلة على المتوسط تتعرض للعديد من التهديدات التى تؤثر على امنها القومى ومنها تجارة المخدرات التى تنشط فى المجرى الملاحى وتهدد بشكل مباشر الامن الاجتماعى ، وقد وضعت العديد من الدول خططها للقضاء على عمليات التهديد وكان لحلف شمال الاطلنطى العديد من الخطط لمواجهة تلك الظاهرة بالتعاون مع دول جنوب المتوسط، وايضا عمليات الهجرة غير الشرعية التى اصبحت آفة حقيقية تهدد استقرار الدول .
ان التقارب المصرى اليونانى فى الوقت الحالى يعد اضافة قوية للدولة المصرية وبالاخص فى المجال العسكرى للتنسيق فى جميع التهديدات التى تحدق بالمنطقة، كما أن اليونان هى الاخرى ستستفيد جدا من هذا التقارب مع القوات المسلحة المصرية، ولا يمكن ان ننسى ان الدول القوية هى التى تتسارع الدول لتنفيذ تقارب عسكرى معها، ومع زيادة القدرة العسكرية المصرية نجد هناك سعى بعض الدول للتقارب العسكرى مع مصر ، فهناك روسيا وفرنسا وحلف شمال الاطلنطى واليونان وغيرها من الدول العربية.
ان التهديدات والتحديات فى الوقت الحالى اصبحت مختلفة تماما عن السابق فالعدائيات اصبحت مختلفة، والخطط العسكرية القديمة لم يعد لها مكان فى ظل اختلاف العدو، لذا فمصر تسعى الى الانفتاح على معظم دول العالم الصديقة والشقيقة من اجل الحصول على اكبر استفادة، والوصول للصيغة المناسبة للوقوف بقوة امام اى تهديد كان.
[email protected]
رابط دائم: