رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

حضور مُشرف وثورة خضراء منتظرة

مشاركة الرئيس في الدورة الحادية والسبعين للأمم المتحدة جاءت علي قدر قيمة وقامة مصر وما أنجزه شعبها في 25 يناير و30/6 ـ وخطابه أمام الجمعية العامة في رأيي أنه الأخطر في تشخيص أزمات المنطقة ومسئولية القوي الدولية والاقليمية عن الدمار الذي عصف بدولها وتجاوز الخطاب التشخيص والادانة لطرح رؤي وخطط لانقاذ المنطقة وشعوبها واستقرارها واستقرار المجتمع الانساني وانهاء مخططات الغدر والكراهية واراقة الدماء والارهاب وشتات مئات الآلاف من المهاجرين والنازحين ـ كذا أكد الخطاب دور مصر كركيزة أساسية لاستقرار المنطقة وتمسكها بأداء الدور وتحمل مسئولياتها رغم ما تواجهه من تحديات خارجية وداخلية.

وسط هذه الهموم السياسية والاقتصادية والاجتماعية والانسانية والدمار الشامل الذي يجتاح العالم أكد الرئيس فى أثناء اشارته لبرنامج التنمية المستدامة 2030 ضرورة الاهتمام بالزراعة وزيادة المساحات المزروعة، ومن المؤكد أن رسائل الرئيس تتوجه للداخل مثلما تتوجه للخارج ـ وفي قضية الزراعة علي وجه التحديد ولا أعرف إن كانت هذه الرسائل تصل وتُفهم لدي المسئولين عن الزراعة وانتاج الغذاء في مصر خاصة وأنه من أخطر ما كشف عنه فساد منظومة القمح، وإلي جانب ما أُهدر وضُيع علي الشعب ونُهب من مليارات وذهب بالدعم لغير مستحقيه وسائر الجرائم التي شملت جميع حلقات المنظومة ـ أن هناك الأخطر وهو التهديد بمنع أو عرقلة الاستيراد وتجويع الشعب لصناعة أزمة في رغيف العيش ـ كما شاهدنا في امتناع الموردين عن المشاركة في أكثر من مناقصة لاستيراد القمح ولجوء وزارة التموين إلي فتح الاستيراد من «أي منشأ» بعد أن كانت المناقصات السابقة تقتصر علي دول بعينها ـ استند التهديد إلي ما يعرفونه جيدا أن المحلي يكفي 50% فقط من احتياجاتنا!!

>ألا يكفي هذا الانذار من مافيا داخلية قد تتواطأ مع مخططات خارجية لكسر إرادة المصريين والسيطرة والهيمنة علي استقرارهم واستقلالهم كما حدث من قبل؟!!

ألم يأت أوان تحقيق الحلم والأمل الذي كان وراء كل ما كتبت لسنوات طويلة علي صفحات الأهرام منادية ومتوسلة ومقدمة الأدلة والوثائق العلمية النظرية والتطبيقية علي امكانات تحقيق الاكتفاء الذاتي أو الاقتراب من حدوده الآمنة في أغلب محاصيلنا الاستراتيجية وعلي رأسها القمح. وأعيد التذكير بما كتبته من قبل بالتحديد في 14/6/2001 عن الأهمية العظمي التي سيكون عليها الغذاء في تقرير مصائر الشعوب واستندت إلي رأي العالم الكبير د. فاروق الباز والذي جاء في كتابه عن الثورة الخضراء لزيادة الرقعة الزراعية في مصر أن أهمية الغذاء ستفوق أهمية البترول والمعادن المختلفة لأن تعداد السكان في العالم، في زيادة رهيبة ومستمرة وأن الغذاء سيؤثر في استراتيجيات الدول في المستقبل.

وضاعت جميع المحاولات والكتابات والنداءات في متاهات الفساد والافساد والاستبداد ومقاومة مافيا التطبيع ومافيا الاستيراد وتفرق دم الأمن الغذائي والصحي والحيوي والقومي بين مجموعة من الوزارات ومؤسساتهم المسئولة والشريكة في منظومة الاستيراد والتخزين والطحن والتوزيع وللأسف لم يجدوا من يراجعهم أو يحاسبهم وأهدرت جميع محاولات الانقاذ.. وأهدرت دماء وبحوث الخبراء والعلماء والباحثين بمراكز البحوث والجامعات ـ ومن هذه البحوث والدراسات ما طبق علي الأرض بالفعل وقاد إلي نتائج باهرة وإلي امكانية تحقيق الحدود الآمنة في القمح وفي أغلب محاصيلنا الاستراتيجية، وأيضا أُهدرت ودُمرت نتائجها!! وبدلا من أن يقود ما فعله المصريون في 25 يناير و30/6 من اسقاط صروح الفساد والإفساد والاتجار بالدين إلي بداية ثورة خضراء ترتكز إلي كل ما تم من أبحاث ودراسات، وما طبق ونُفذ بالفعل علي الأرض قبل أن يُدمر إلي إنجاز عظيم للثورة بتعظيم إنتاجنا من الغذاء شاهدنا فيما تكشف من منظومة فساد القمح ذروة للاتجار بأقوات الشعب وأمنه الصحي والغذائي والحيوي في جميع حلقات منظومة القمح ـ شاء القدر الرحيم بهذا الشعب والعارف بحجم ما ارتكب في حقه من جرائم ونهب وسرقات تشارك فيها مسئولون كبار ومعدمو ضمائر مافيا الاستيراد كثيرون

ومعدمو ضمائر من مافيا الاستيراد ـ كثير منهم أمام النائب العام الآن.. ولعله يكون من ركائز التصحيح بداية الثورة الخضراء التي يجب أن تكون الركيزة الأساسية لنجاح التنمية المستدامة.

وابتداء أحيي قرار السيد وزير التموين محمد علي الشيخ بقطع رءوس كبيرة مسئولة سواء في القابضة للصوامع أو في جهاز تنمية التجارة الداخلية أو في مكتب الوزير وعدم الاكتفاء بالتضحية بأكباش فداء صغيرة ماكانت تفسد وتتغول اذا كانت الرءوس الكبيرة صالحة، وأثمن قرار وزير التموين باللجوء إلي خبراء متخصصين محايدين لا صلة لهم بالأجهزة القديمة الفاسدة لضمان أن يتم الاستيراد بالفعل ومن المواصفات القياسية ـ وأن تقوم الدولة باستيراد السلع الاستراتيجية فالفاسد والفاسدون لن يعدموا تطوير أساليبهم وحيلهم لتحقيق مكاسبهم المحرمة علي حساب الشعب والي ان نصل إلي مضاعفة انتاجنا من محاصيلنا الإستراتيجية وان ننهي مهزلة أن نكون الدولة الأولي في استيراد القمح.... وبما لا يضعنا من جديد تحت سيطرة تهديدات داخلية من قوي فساد واتجار قديمة أو جديدة كما شاهدنا وهي تكشر عن أنيابها فور اكتشاف جرائمها في منظومة القمح وبما لايضعنا أيضا تحت ضغوط أو تقلبات خارجية أو يفرض علينا ما يضطرنا للاستيراد تحت أي شروط ـ وبعد ماشاهدنا من تخبط مؤسف ومخجل من تصريحات وقرارات مع وضد فطر الإرجوت معها حقائق كثيرة تتعلق بتوفير السلامة لما يأكله الشعب وادارة العلاقات الزراعية الدولية ادارة حكيمة تحفظ للآخرين حقوقهم ولنا أمننا الغذائي والحيوي والصحي وتقديم إجابات علمية تتوافر لها جميع الفحوص الدقيقة عما يثار من حقائق أو أكاذيب حول محاصيلنا الزراعية.

والوصول الي الهدف الاسمي من حدوث ثورة خضراء لتحقيق الاكتفاء أو الاقتراب من حدوده الآمنة يتطلب دراسة عاجلة يشترك فيها كبار المتخصصين الذين نثق في نزاهتهم وعلمهم ـ ومااكثرهم في مصر ولكن كانوا دائما رهن الاستبعاد ليقوموا بوضع دراسات عاجلة خطوطها العريضة تحديد الوضع الحالي لمحاصيلنا الاستراتيجية بدقة ـ وكيفية تحقيق الاكتفاء الذاتي وتعويض النقص الذي لم يعد يتناسب مع التزايد السكاني الذي مازلنا نتعثر في ترشيده وحسن إدارته. الأمر يتجاوز الآن شخوص وزراء بعضهم مأسوف علي سياساته وقراراته الي هدف قومي وخطة قومية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من محاصيلنا الاستراتيجية ـ كمحور جوهري للتنمية المستدامة 2030 وأساس لنجاحها.


لمزيد من مقالات سكينة فؤاد

رابط دائم: