لم اتمالك نفسى من الدهشة المشوبة بالسخرية عندما سمعت خبر تفكير لجنة الشباب والرياضة بالبرلمان فى التقدم بعـــــــــرض لاســــــتضافة اوليمبيــــاد 2028 ، واعلان اللجنة الاوليمبية برئاسة هشام حطب استعدادها للتقدم بملف كامل لذلك ، وسر التعجب ليس العرض نفسه ولكن امور اخرى ، فاولا المتعارف عليه أن اللجنة الاوليمبية هى المنوط بها هذا العرض وليس رياضة البرلمان، وثانيا هل نحن بالفعل نعى ما نقوله ، فاستضافة الدورات الاوليمبية تتطلب ميزانية وشروطا خاصة .. فطبقا للأرقام فإن الامر يحتاج الى عدة مليارات من الجنيهات تتمثل فى إنشاء فنادق اقامة وملاعب وتسهيلات أخرى .. بالاضافة الى التزامات تتعلق بظروف البيئة والمرور وغيرهما ، فهل نحن لدينا كل ذلك.. اعتقد لا، على الاقل فى هذه المرحلة التى تبذل فيها القيادة السياسية جهودا غير عادية من أجل بناء الوطن، ومن هنا فإن هذا الهراء من جانب البعض أقرب الى الغوص فى أعماق الوهم ، ويذكرنى بموقفنا فى سباق تنظيم مونديال 2010، وكانت النتيجة الصفر الشهير ، وهو امر لا يليق باسم بلد بحجم مصر وتاريخها الطويل .
والغريب أن يتم تداول هذا الكلام الأجوف ولم يتم التعامل حتى الآن مع ملف الفشل فى اوليمبياد ريو دى جانيرو ، ومحاسبة المخطئين عن كل التجاوزات والنتائج السيئة ، ودون أن يعلم أحد كيف تسير الأمور خلال الايام المقبلة مع لجنة «حطب» والاتحادات التى لم تقدم شيئا فى ظل صمت غريب من وزارة الرياضة ، وكان من الأولى أن يعلم الرأى العام نتيجة تحقيقات لجنة الاشراف المالى التى شكلها الوزير حول ما فعلته الاتحادات بالاموال المخصصة، علما بأن اللجنة الاوليمبية باتت تأديبا وتهذيبا لكل من تسول له نفسه انتقادها مثلما فعلت مع رئيس اتحاد كرة الريشة د.على حسب الله الذى لم يسلم منها بعد انتقاده لحطب ورجاله.. وهذا كله أهم من الكلام عن وهم أقرب لنكتة سخيقة عن تنظيم اوليمبياد 2028، ولك الله يا مصر!
لمزيد من مقالات ممدوح فهمي رابط دائم: