رئيس مجلس الادارة
أحمد السيد النجار
رئيس التحرير
محمد عبد الهادي علام
الدولى لمصر فى عهد السيسى ومابعد ثورة 30 يونيو، ولاشك أن ذلك غير صحيح، لأن الرئيس لو كان قد ذهب لنيويورك بحثا عن ذلك لطالبته بالكف عن هذه الزيارات، لأنه ببساطة ليس فى حاجة إلى هذه الشرعية لأنه انتزعها بإرادة الشعب المصرى صاحب الشرعية السياسية الأصيلة سواء أكانت شرعية قانونية من خلال الصندوق (98%)، أو شرعية سياسية داخلية بقبول شعبى مازال كبيراًويحتاج لمزيد من العمل لصالح الشعب وغالبيته حتى يحافظ على ذلك أو سعيا للمزيد من الشعبية. إنما هذه الزيارة للرئيس السيسى لنيويورك ـ مقر الأمم المتحدة، لها أهداف أخرى يبدو منها : 1ـ أن مصر أصبحت عضوا بمجلس الأمن (غير دائم) لمدة عامين، ومن ثم فإن حضور الرئيس شخصيا جلسة المجلس وإدلاء بيان أو كلمة أمامه، هو مشهد تاريخى فى الأمم المتحدة يسجل لمصر ورئيسها. وبالتالى يجب اغتنام هذه الفرصة، وقد يراها البعض شكلية، وأراها ذات موضوع مهم لمصر. 2ـ هناك فرصة متاحة لأن تخاطب مصر، العالم والإقليم الذى نعيش فيه عربيا وشرق أوسطيا وإسلاميا، برؤيتها الواضحة فى الأحداث التى يمر بها عالمنا وإقليمنا الآن، ومايجب عمله لوقف هذا التدهور الحادث فى كل أزمات المنطقة. ولاشك أن خطاب رئيس الدولة المباشر له تأثير كبير من خلال أكبر منتدى عالمى وهو الجمعية العامة للأمم المتحدة. ومن المقرر أن يلقى الرئيس عبد الفتاح السيسى كلمة مصر أمام الجمعية العامة، وقد ألقاها فعلا وقد اتسمت بالوضوح فى التناول، وترتيب الأولويات وإن كان الأمر يحتاج إلى دور مصرى فعال ومبادر واستعادة لنشاطه الحقيقى والقفز على محاولات الحصار إقليميا ودوليا. 3 ـ خريطة المقابلات التى يجريها الرئيس عبد الفتاح السيسى لعدد من الزعماء ورؤساء الحكومات الذين حضروا اجتماعات الجمعية العامة، هى إضافة حقيقية دعما لدور مصر الإقليمى، ودعم العلاقات فى مختلف جوانبها مع هذه الدول من خلال رؤساء الدول والوفود المشاركة ذات الوزن وذات الفعالية، ولعل قراءة موضوعية فى عدد هذه اللقاءات ومضمونها ورمزيتها، يكشف عن أهمية ماجرى ويجرى. 4 ـ توقيت الزيارة هذا العام يتواكب مع ميعاد الانتخابات الأمريكية وهى التى أصبحت على مقربة من الانتهاء منها حيث يجرى التصويت يوم الثلاثاء الأول من نوفمبر المقبل ليحسم الأمر، ولاشك أن التقاء الرئيس بالجالية المصرية، والفعاليات المختلفة داخل المجتمع الأمريكى سيحمل رسالة بضرورة دعم المرشح الذى يحقق المصلحة الكبرى لمصر والإقليم، ومن ثم فإن القول بأن أحد مرشحى الرئاسة الأمريكية يتهرب من مقابلة السيسى، أو يرفض هو قول مغلوط فى سياق تصدير المغالطات وماكينات الشائعات التى تديرها جماعة الإخوان الإرهابية والطابور الخامس من أصحاب الأجندات الأمريكية لإشاعة أن مصر ورئيسها ليس له محل اهتمام مرشحى الرئاسة أو أحدهما، وهو أمر لا يستقيم مع أى عمليةانتخابية على الإطلاق. 5 ـ أن الجهود الرئاسية المبذولة خارج مصر وآخرها فى نيويورك، ومن قبل الصين والهند، تشير الى إصرار مصرى على تفكيك الحصار الخفى تحت دعاوى مختلفة ومختلقة وخصوصا الحصار الأمريكى الغربى، كما تشير الى إصرار مصرى على استعادة الدور المصرى الفعال إقليميا ودوليا. وإنه من الصعب التهوين من هذه الزيارات ومايصاحبها من نشاطات وفعاليات، كما أنه من الصعب ألا تأتى هذه الزيارات بنتائج ملموسة فى الداخل، باعتباره أساس الشرعية الداعمة للرئيس فى ممارسة الدور الخارجى بنشاطاته وفعالياته. فى هذا السياق، دون مبالغاة ودون تهوين من متربصين أو سطحيين مهما تكن نوعياتها وانتماءاتهم. وأنه بالإصرار والعمل فى الخارج كما فى الداخل، تتولد الشرعية السياسية بالتنوع فى العلاقات الخارجية والتوازن وكسر الارتباط المرضى بالغرب بالتوجه الحقيقى لا الإعلامى تجاه الشرق، كما تتولد هذه الشرعية بالعمل الدؤوب لأجل صالح الغالبية من هذا الشعب التواقة للعدالة الاجتماعية حصادا لثورتى 25 يناير ،30 يونيو... ومازال الحوار متصلا. لمزيد من مقالات د. جمال زهران