رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

4 أيــام فى تايــوان

أربعة أيام قضيتها فى تايوان ... إضافة إلى ثلاثة أيام مقسمة بين الذهاب والعودة وما تخللهما من الانتظار فى

المطارات ... لكى تكتمل إجازة عيد الأضحى بأكملها ... وكنت قد تلقيت دعوة من Taiwan Think Tank، للمشاركة فى مؤتمر الأمن القومى لشرق آسيا، فى العاصمة التايوانية، تايبيه. وكان المؤتمر يناقش التهديدات والتحديات التى تواجه الأمن العالمى والإقليمى لحلف الناتو وآسيا. ووجهت الدعوة لى لأكون ضيف شرف المؤتمر، وبالرغم من صعوبة التوقيت، فإننى قبلت الدعوة لتدعيم اللواء سيد غنيم، الذى تشرفت بأن أكون قائداً له بالقوات المسلحة، فى يوم من الأيام. حيث تم اختياره رئيسا لهذا المؤتمر، فاتصل بى يدعونى للمشاركة، ولأكون بجانبه، باعتبار أنها المرة الأولى التى يترأس فيها ضابط مصري، مؤتمراً عن الأمن القومى خارج مصر. ومع بدء المؤتمر، شعرت بالفخر باللواء سيد غنيم، وهو يلقى كلمة الافتتاح للمؤتمر الذى يضم ممثلين، رفيعى المستوى، عن حكومات تايوان، واليابان، وإيطاليا، واليونان، وبلجيكا، ودول غيرهم، إضافة إلى ممثلى حلف الناتو. وازداد فخرى وأنا أراه يدير المؤتمر بحرفية، ودبلوماسية، وحنكة سياسية، فقد تحدث عن التهديدات الأمنية والسياسية، التى تواجه الشرق الأوسط، وتأثيرها على الناتو، ومنطقة آسيا، موضحاً الاستراتيجية الجديدة، لحلف الناتو، فى مواجهة الإرهاب. وبنهاية المؤتمر، اكتسب اللواء غنيم احترام وتقدير جموع الحاضرين، واكتسبت مصر، رجلاً عسكرياً متميزاً، مشهود له فى المحافل الدولية، وهو ما آراه إضافة جديدة للقوة العسكرية المصرية، رغم أنف الحاقدين على قدرة القوات المسلحة المصرية.

أما المفاجأة الثانية، بالنسبة لي، فتمثلت فى شاب مصرى ... عالم فى أمن المعلومات ... زميل المعهد الملكى لتكنولوجيا المعلومات ... الدكتور محمد الجندي، الذى ألقى كلمته تحت عنوان «الإرهاب فى الفضاء الإلكترونى ... تهديدات جديدة ... وتحديات جديدة». والحقيقة أنه أبهر الجميع بدقة معلوماته العلمية، وحديثه عن تاريخ الإرهاب الإلكتروني، منذ بدء تنظيم القاعدة وحتى الآن. وعرض، بدقة شديدة، استخدامات الجماعات الإرهابية، فى العالم كله، لتكنولوجيا الفضاء، فى تحقيق أهدافها الإرهابية. كما عرض التحديات التى تواجه الأمن القومي، لكل الدول التى تخوض حروبا مع الإرهاب، وتطرق إلى سبل مواجهة تلك التحديات، فى الفضاء الإلكتروني. وتكلم بعده ممثلون عن إيطاليا واليونان، إلا أن حديث الدكتور الجندى ظل عالقاً فى الأذهان، مما زادني، به، فخرا. فهو ليس «نجم» فى الفضائيات المصرية، ولكنه، قطعاً، نجم المؤتمرات العلمية حول العالم، والتى يرتفع اسمه فيها عالياً، ويرفع معه اسم مصر، عندما يقدم بصفته عالماً مصريا.ً أما الشخصية الثالثة، التى شرفت بالتعرف عليها لأول مرة، فكان رجل الأعمال المصرى أشرف حنين... صورة مشرفة لرجال الأعمال المصريين فى الخارج... واحداً من أهم رجال الاقتصاد فى تايوان... أمضى هناك ثلاثين عاماً... وأصبح من أكبر المؤثرين فى الاقتصاد التايواني، ومازال مهموما بالشأن المصري، وهو ما دفعه لأن يقدم لى مجموعة من الأوراق التى تحتوى على العديد من الأفكار والمقترحات، التى يمكن تطبيقها فى مصر، بالاستعانة بالخبرات التايوانية فى عدد من المجالات. ولكن تبقى المعضلة، فهل يمكن الاستعانة بالخبرات التايوانية، فى ظل الظروف السياسية الحالية، وأقصد هنا الحظر المفروض من الصين، بعدم تعاون أى دولة مع تايوان؟ حملت كل هذه الأوراق معى عند عودتى للقاهرة، ومعها إصدارات المؤتمر، ومعها فخرى وتقديرى لأبناء مصر وفرسانها، أمثال اللواء سيد غنيم، والدكتور محمد الجندى، والسيد أشرف حنين، الذين حققوا لمصر، ما لم يحققه آخرون.

وومما أذهلنى فى أثناء الزيارة، هو رؤيتى لهذه الجزيرة، الصغيرة نسبياً، وقد أصبحت واحدة من أهم قلاع الصناعة والتطوير فى الصناعات الإلكترونية، والعسكرية، فى منطقة جنوب شرق آسيا. فقد زرت بنفسى أحد المصانع الحربية هناك، ورأيت الإنتاج المتطور من أحدث أنواع الصواريخ، والرادارات، والطائرات الموجهة دون طيار فى الترسانة العالمية، وأثناء مأدبة العشاء، التى أقامها وزير الخارجية التايواني، للسادة المشاركين فى المؤتمر، شعرت بكل الفخر بمصريتي، وأنا أجلس إلى جواره، نتحدث عن مصر وتاريخها العظيم، وكيف أنها كانت، ومازالت، وستظل محور التحركات السياسية فى المنطقة. وأعرب، حينئذ، وزير الخارجية التايواني، إلى تطلعه لزيارة مصر بمجرد زوال العقبات السياسية. أما وزير الدفاع التايواني، والذى شاركنا على العشاء، فقد عبر عن فخره بالجيش المصري، وانتصاره فى حرب أكتوبر 1973، وأنه ظل متابعاً لما حققه المصريون من أفكار عسكرية متطورة فى هذه الحرب.

وشعرت بالفخر والاعتزاز، مرة أخرى، أثناء زيارة هيئة الأمن القومى فى تايوان، وما لمسته من تقدير الجميع لدور مصر فى المنطقة وفى الشرق الأوسط، مؤكدين ريادتها فى مجالات السياسة الخارجية، والدبلوماسية، والعسكرية فى المنطقة، وخاصة أن معظم تقديرات هيئة الأمن القومي، جاءت مؤيدة لدور مصر الريادى فى المنطقة. وخلال الزيارة، هبت، على تايوان، عاصفة التايفون، ورأيت على الطبيعة، ما اعتدنا مشاهدته فى الأفلام الغربية فقط، من اقتلاع الأشجار، والمنازل، ومحاولة السكان الاحتماء بأى شىء! فحمدت الله، حمداً كثيراً، على جزيل عطائه، ونعمه على مصر، فقد حباها بابناء مخلصين، يرفعون اسمها عالياً فى مختلف المحافل الدولية.

لمزيد من مقالات لواء أ. ح. د. م. سمير فرج

رابط دائم: