تستعد روسيا لبناء قاعدة عسكرية بحلول عام 2018، فى المناطق الساحلية لشبه جزيرة تشوكوتكا الروسية، ليصبح بذلك الجيش الروسى على بعد 86 كيلومترا فقط من ولاية آلاسكا الأمريكية.
الأمر قد يبدو غير مفهوم لمن لا يدرك حقائق الجغرافيا متصورا أن روسيا تقع فى نهاية العالم ويفصلها عن الولايات المتحدة محيط أطلسى وقارة أوروبا، ولكن الحقيقة أن أقصى الشرق الروسى فى ضوء كروية الأرض يكاد يلتصق بالحدود الأمريكية الشمالية بل إن ولاية آلاسكا كانت أرضا روسية قبل أن تشتريها واشنطن فى عام 1876 بمبلغ 7.2 مليون دولار.
المهم أن ما تقوم به روسيا حاليا هو خطوة جديدة ضمن سياسة (الاستفزاز محسوب العواقب) المستمرة بين موسكو وواشنطن منذ سنوات.
بدأ الاستفزاز الغربى فور انهيار الاتحاد السوفيتى بتحرك حلف الناتو شرقا، قبل أن يتطور أخيرا بخلق توتر على الحدود الروسية فى أوكرانيا أدى بروسيا لضم القرم.
عقب ذلك بدأت تحركات أمريكية فى البحر الأسود فكان الرد تعظيم الوجود البحرى الروسى هناك، ثم بدأ حلف الأطلنطى فى نشر قوات فى دول البلطيق (السوفيتية السابقة) فردت روسيا بنشر مماثل للقوات ومناورات عسكرية... ومازالت لعبة القط والفأر مستمرة.
ما يحدث الآن لا يمكن أن يستمر طويلا لأن دفع الأمور نحو الحافة أمر خطير يمكن أن يتطور فجأة بخطأ بشرى أو خطأ فى الحسابات لمواجهة مباشرة.
أعتقد أن ما يحدث الآن هو مقدمة لتفاهم روسى أمريكي، بدت ملامحه فى سوريا، يرسم الخطوط الفاصلة ويحدد مناطق النفوذ.. وبالطبع فإن شرق أوروبا والشرق الأوسط ضمن المناطق المعنية بهذا التفاهم..وعلينا الانتباه.
[email protected]لمزيد من مقالات سامح عبد الله رابط دائم: