رئيس مجلس الادارة

أحمد السيد النجار

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

رئيس التحرير

محمد عبد الهادي علام

حالة حوار
اليمين طفح على الغرب (3)

ولنضف إلى كل أسباب طفح اليمين على جلد الغرب والتى ذكرناها آنفا، أن وضع تعدد المراكز poly centerism الذى ظهرت بشاراته بعد عصر سيطرة القطب الواحد، ربما يفضى إلى تعادليات تؤمم فرص الحروب إلى حد كبير، وهو ما لا يتوافق مع مصالح مجمعات الصناعات العسكرية التى تعد من أكبر محركات السياسة فى العالم الغربى وفى الولايات المتحدة الأمريكية بالذات.

وربما تقودنا هذه الفكرة إلى أسباب صعود تأثير التطرف اليمينى فى أمريكا على يد نجمه ورمزه دونالد ترامب، ومدى اختلافه عما يجرى على الساحة الأوروبية (ماعدا بريطانيا)، إذ تتفق الحالتان الأنجلوساكسونيتان (بريطانيا والولايات المتحدة) فى طريقة تعبير اليمين المتطرف عن نفسه فيهما، بينما تختلفان مع الحالة الأوروبية، فاليمين فى بريطانيا والولايات المتحدة ارتكز على أفكار حزب المؤسسات السياسية التقليدية من داخلها أو خارجها، فها هو نايجل فاراج يطرح نفسه بديلا لحزبى العمال والمحافظين التقليديين، لا بل ويطيح بمكانة الحزب التقليدى الثالث (الليبراليين الديمقراطيين)، وها هو دونالد ترامب يتعمد (بمناسبة وبغير مناسبة) إهانة الحزبين الديمقراطى والجمهورى برغم انتمائه إلى أحدهما (الحزب الجمهوري) إلا أنه انتماء أقرب إلى مجموعة حزب الشاى اليمينية التى يقودها ستيف أيكلر.

الخلاصة أن صعود اليمين عند الأنجلو ساكسون يتم بهدم سمعة المؤسسات السياسية التقليدية، أما فى أوروبا فهو يجيء على يد أحزاب تمارس عملها داخل إطار المنظومات السياسية التقليدية دون هجوم عليها، اللهم إلا من الحركات الفاشية المتطرفة غير الحزبية مثل بيجيدا فى ألمانيا.

نهايته.. اليمين وصل إلى الغرب ليبقى لا يزور، وأنا لا أدرى حقيقة ـ هل استعد مفكرونا ومراكز بحوثنا لهذا المتغير الخطير، أم أنهم مازالوا غارقين فى الأدوار المدفوعة الأجر لقوى إقليمية متخلفة، والتحليلات والتنظيرات العبيطة فى برامج التوك شو، والبحث عن أدوار سياسية أو وظائف كبرى فى مؤسسات الدولة ليسوا مؤهلين لها، أو فى ممارسة أدوار التهليب فى الجمعيات الأهلية، أو العمالة لأجهزة المخابرات الدولية التى تواصل التآمر فى موجات متوالية على مصر منذ العقد الماضى وحتى الآن مرورا بذروتها فى عملية يناير 2011.


لمزيد من مقالات د. عمرو عبد السميع

رابط دائم: